التقويم الفلاّحى: اليوم دخول الليالي السود ... يخضار فيها كل عود

انتهت أمس "الليالي البيض"، لتبدأ اليوم 14 جانفي "الليالي السود"، التي تستمر حتى 2 فيفري. وتمثل هذه الفترة مرحلة هامة في التقويم الفلاحي، حيث تبدأ المزروعات في النمو بعد سباتها خلال الليالي البيض. ويُقال في التراث الشعبي: "في الليالي السود، يخضر فيها كل عود"، إشارة إلى انتعاش النباتات وبدء دورة الحياة الزراعية.

مراحل التقويم الفلاحي

بعد "الليالي السود"، تبدأ "ليالي العزارة" التي تمتد لتسعة أيام، وتتميز بالبرد الشديد مع بوادر تحسن طفيف في الطقس، إيذانًا باقتراب فصل الربيع. يليها يوم "قرة العنز"، ثم "جمرة الماء" و"جمرة الهواء"، حيث تدوم كل منهما سبعة أيام، لتنتهي بمرحلة "الحسوم" وتليها "أوسّو" في شهر جويلية.

تراث وموروث شعبي

خلال هذه الفترات، كان الفلاحون يستبشرون بتحول المناخ الذي يجلب معه الخير للنباتات، ويتجمعون حول "الكانون" لتبادل الأحاديث والاستماع إلى حكايات الأجداد، مستبشرين بقدوم الربيع. وتظل هذه العادات الشعبية شاهدة على ارتباط الإنسان بالأرض والطبيعة.

التقويم الفلاحي: أداة تنظيم زراعية

تم ابتكار التقويم الفلاحي لتنظيم الممارسات الزراعية بشكل دقيق وموسمي، بعيدًا عن التقويم الهجري القمري. يُستخدم هذا التقويم لتحديد أفضل الأوقات للحراثة وزرع البذور وحصاد المحاصيل، مما يعكس خبرة الأجيال وتجاربهم المتوارثة في التعامل مع دورة الطبيعة.