حرائق لوس أنجلوس: الأسباب البيئية والتحذيرات المناخية وفق حوار مع الدكتور عصام حجي
شهدت منطقة شمال مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا حرائق واسعة النطاق تسببت في تهجير أكثر من 130 ألف مواطن من منازلهم وأحدثت أضرارًا هائلة في البنية التحتية، وفق تصريحات أدلى بها الدكتور عصام حجي، الباحث بوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، في حوار في برنامج "ويكاند على الكيف" من تقديم عفاف الغربي على إذاعة الديوان. الحوار تناول تفاصيل الحرائق وأسبابها العلمية، مسلطًا الضوء على الجفاف والتغير المناخي، إضافة إلى التحذيرات التي أُغفلت من قبل السكان المحليين.
أوضح الدكتور حجي أن الحرائق اشتعلت تحديدًا في المناطق الشمالية من لوس أنجلوس، مثل منطقة مونروفيا، التي تُعرف بأنها ممر الأثرياء وتضم أحياء راقية يقطنها مشاهير ونجوم المجتمع الأمريكي. وبيّن أن هذه الحرائق لم تصل إلى وسط المدينة أو المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، بل ظلت محصورة في الأحزمة الجبلية المحيطة بالأحياء الفاخرة.
الحرائق وموقعها الجغرافي
أوضح الدكتور حجي أن الحرائق اشتعلت تحديدًا في المناطق الشمالية من لوس أنجلوس، مثل منطقة مونروفيا، التي تُعرف بأنها ممر الأثرياء وتضم أحياء راقية يقطنها مشاهير ونجوم المجتمع الأمريكي. وبيّن أن هذه الحرائق لم تصل إلى وسط المدينة أو المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، بل ظلت محصورة في الأحزمة الجبلية المحيطة بالأحياء الفاخرة.
السبب البيئي الرئيسي
أشار الدكتور حجي إلى أن أحد الأسباب البيئية الأساسية وراء اشتعال هذه الحرائق هو وجود أشجار ضخمة زُرعت في هذه المناطق الجبلية منذ ثمانينيات القرن الماضي، رغم أنها ليست ملائمة لطبيعة الجفاف السائد في لوس أنجلوس. فهذه الأشجار، التي لا تتكيف مع البيئة الجافة، تحولت مع الوقت إلى مصدر خطر كبير وساهمت في اشتعال النيران وانتشارها بشكل واسع.
التغير المناخي: الجفاف الممتد
أكد حجي أن منطقة جنوب كاليفورنيا تعيش حالة جفاف مستمرة بسبب التغير المناخي، حيث ارتفعت مدة فترات الجفاف من ستة أشهر إلى عدة سنوات، وربما عقود في المستقبل، وفق دراسات متخصصة. ولفت إلى أن هذا الجفاف يشبه الظروف المناخية التي تعيشها بلدان شمال إفريقيا، مثل تونس والجزائر والمغرب، والتي شهدت حرائق مشابهة في الأعوام السابقة.
ضعف الوعي بالتغير المناخي
تطرق حجي إلى مشكلة ضعف الوعي العالمي بالتغير المناخي، موضحًا أن هذه الكوارث ليست مقتصرة على المناطق الفقيرة، بل تطال أيضًا المجتمعات الثرية مثل سكان الأحياء المتضررة في لوس أنجلوس. وأشار إلى أن التحذيرات المتكررة من العلماء بشأن مخاطر زراعة الأشجار الضخمة واستهلاك المياه بكثافة لم تلقَ اهتمامًا كافيًا.
التحديات في عمليات الإطفاء
أوضح حجي أن التحدي الأساسي في السيطرة على هذه الحرائق يكمن في الرياح القوية التي تنقل ألسنة اللهب إلى مناطق جبلية جديدة، فضلًا عن الضرر الذي يلحق بالبنية التحتية مثل أنابيب المياه وأسلاك الكهرباء التي تذوب بفعل الحرارة المرتفعة، مما يُعقّد عمليات الإطفاء ويؤخر السيطرة على الحريق.
الخطر المحدق بمراكز الأبحاث
كشف حجي أن مركز الدفع الصاروخي التابع لوكالة "ناسا"، والذي يعد أحد أهم مراكز الأبحاث الفضائية في العالم، أغلق أبوابه بسبب اقتراب الحرائق منه، كما التهمت النيران منازل العديد من موظفي المركز، ما يعكس حجم الكارثة وتأثيرها على الحياة اليومية للعديد من العلماء والباحثين.
التغير المناخي في العالم العربي
خلال الحوار، تطرق حجي إلى الكوارث المناخية التي طالت دولًا عربية مثل ليبيا التي شهدت فيضانات مأساوية، مؤكدًا أن الاستعداد للكوارث الطبيعية يبدأ من الإيمان بوجودها واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة. وأشار إلى أن فهم التغيرات المناخية يجب أن يكون أولوية في العالم العربي من خلال دعم المراكز البحثية المتخصصة في هذا المجال.
دعوة إلى تعزيز الوعي العلمي
اختتم الدكتور عصام حجي الحوار بالتأكيد على ضرورة نشر الوعي العلمي ودعم الأبحاث المتعلقة بالتغير المناخي. وأكد أن الاستجابة لهذه الكوارث تعتمد بشكل أساسي على التزام الحكومات والمؤسسات بتعزيز العمل البحثي والعلمي، مشيرًا إلى أهمية الاستفادة من التجارب العالمية في مواجهة هذه الأزمات المناخية المتكررة.
خلاصة
إن الحرائق التي اجتاحت شمال لوس أنجلوس ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي انعكاس لمشكلة أعمق تتعلق بالتغير المناخي وغياب الوعي البيئي. ودعا حجي إلى ضرورة اتخاذ التدابير العلمية المناسبة وتبني سياسات بيئية مستدامة لتجنب وقوع كوارث مماثلة في المستقبل، سواء في الولايات المتحدة أو في بقية دول العالم.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 300934