وقال نوفل سعيد في تدوينته إن التكوين الحزبي ما بعد الثورة الذي ساد في تونس بعد 2011 أصبح "متحجرًا"، مشيرًا إلى أن الأحزاب السياسية الحالية غير قادرة على الاستجابة للتحديات التاريخية التي يواجهها البلد. وأوضح أن المصالح الضيقة للنخب المرتبطة بالنظام القديم أصبحت غير متماسكة بما فيه الكفاية لتشكيل أحزاب ذات طابع دائم، بينما اختفت اليسار عن الساحة.

وأضاف سعيد أن "التوافق" بين النخب القديمة والإسلاميين في السلطة، والذي كان يُعتبر شرطًا لانتقال "ناجح" في تونس، لم يساهم في إحداث أي تغيير جوهري، بل خلق "مساحات من الهراء" بين النخب والشعب. كما أشار إلى أن الانتخابات تحولت إلى مجرد معركة للاستحواذ على السلطة، دون أن تُحدد معالم واضحة للمجال السياسي أو تؤسس لإعادة بناء الدولة.

وأردف نوفل سعيد أن الديمقراطية يجب أن تُقاس من خلال النتائج التي تحققها، مثل تقليص الفجوة التاريخية بين الدولة والمجتمع، وتحويل النموذج الاقتصادي الذي يحرم الأغلبية من حقوقها الاجتماعية. ورغم أن السرد الديمقراطي ظل يروج لشرعية النخب، إلا أنه لم يصبح سردًا وطنيًا جديدًا بل ساهم في إضعاف أي رغبة حقيقية للتغيير.

وأشار سعيد إلى أن الرئيس قيس سعيد، أصبح اليوم اللاعب السياسي الرئيسي الذي يحظى بدعم كبير من قطاعات واسعة من الشعب، وذلك بسبب قدرته على نقل خطاب ذي محتوى حقيقي، مما جعل صوته مسموعًا وموثوقًا لدى الشعب التونسي. وأكد أن قيس سعيد تمكن من بناء الثقة بين الدولة والشعب، وهو ما غاب عن النخب الحاكمة السابقة، مما جعله ضامنًا للاستقرار في البلاد.

وفي ختام تدوينته، قال نوفل سعيد إن النخبة السياسية المعارضة التي فشلت في إدارة البلاد لعقد من الزمن لن تستطيع أن تقدم برنامجًا سياسيًا قادرًا على جذب الجماهير وإحداث التغيير المطلوب.