رسالة مفتوحة من كريم بن براهيم الى صخر الماطري
بسم الله العلي القدير والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمّد ابن عبد الله الرسول الأمين
وبعد
أذكّرك بنفسي لعلّ المُصاب الذي أصابكم والهمّ الذي أنزله بكم شعبنا العظيم في ثورته هذه أنساكم بعض ماإقترفتموه من مظالم عندما كانت الدنيا لكم عندما كنتم تعيثون في الأرض ظلمًا وفسادًا غير عابئين بألام غيركم.
وبعد
أذكّرك بنفسي لعلّ المُصاب الذي أصابكم والهمّ الذي أنزله بكم شعبنا العظيم في ثورته هذه أنساكم بعض ماإقترفتموه من مظالم عندما كانت الدنيا لكم عندما كنتم تعيثون في الأرض ظلمًا وفسادًا غير عابئين بألام غيركم.
إني المدعو كريم بن براهيم الموظّف بسفارة تونس بلندن والعون المكلّف من رئاسة الجمهورية بالسهر على رعايتكم وقضاء شؤونكم انت ومن يفِد معكم من عائلة الرئيس المخلوع الى لندن .
نسيتم الله فنساكم أخاطبك اليوم يا صخر لعلّك تثوب إلى رشدك وتحاسب نفسك وأنت تعيش الخوف من كلِّ ما هو تونسي, أخاطبك اليوم وانت تعيش المنفى اخاطبك اليوم وانت مطلوب وفارٍ من العدالة اخاطبك اليوم لأذكّرك بما أصابني منذ ان امرت اعوان البوليس السرّي بان يخطفونني من امام باب الطائرة بمطار تونس قرطاج الدولي ليلة الثالث من شهر فيفري تسع وألفين حين كنت عائدا من لندن لأقضّي اسبوعين مع أولادي و عائلتي.
كنت انتظر ذالك اليوم بفارغ الصبر حتّى أعانق أولادي و أمّي من بعد أشهر من الغياب لأجد نفسي امام خمسة اعوان من امن الدولة يطلبون منّي ان اتوجّه معهم وبكلِّ صمت وبدون اي مقاومة الى مكان لست اعلم ما هو في بادئ الأمر لأنّهم البسوني شيئًا اسودًا على وجهي حتّى لا أعرف الى اي مكان هم ذاهبون بي.
ولك ان تتخيّل ماأصابني من رعبٍ وكمّ الأفكار السيئة والمميتة التي ساورتني في تلك اليلة وانا ذالك الموظف المزهو بوظيفته الذي يعمل خادما لعصابة وتلك هي المصيبة و الحقيقة المرّة لكن لا أريد ان الوم نفسي فذاك ما شاءت به الأقدار فمهما كانت وظيفتي و على محدوديتها فهي صغيرة جدا امام كبار موظّفين الدولة من سفراء وزراءٍ ومنهم او كبيرهم الذي مازال قائما وبنفس الرتبة والوظيفة !!!!
كنت في ذالك الحين ارتعش من شدّة الهلع والخوف وعائلتي واصدقائي الذين جاؤوا من مدينة سوسة لإستقبالي والذين رفضوا مغادرة المطار حتى يعلموا اين أنا ومالذي اصابني ومنعني من ملاقتهم والكلّ يؤكّد لهم مغادرتي للسفارة بلندن و ؤصولي الى تونس على متن تلك الرحلة
أذكّرك بما وقع لي منذ تلك اليلة وحتّى الثامن عشر من شهر جوان !!!
اربعة اشهر ونصف بالتمام والكمال لم أرى فيها إلاّ التعذيب على أيدي اعوان امن الدولة لمدّة اربعة ايام بلياليها كنت احرم فيها من النوم واعلّق فيها على قضيب من الحديد وكاننّي دجاجة وكذالك كانوا يقولون تخيّل معي ذالك المشهد تخيّل كيف كانوا ينزعون لي جميع ثيابي ويحاول احدهم ان يدخل خشبةً في ... تخيّل واعلم ان الله لن يدخلك الجنّة حتّى ولو انشئت الفا كإذاعة الزيتونة !!!!
لأن الله قال وقوله الحق بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وبسم الله الرحمان الرحيم ((ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً))
وانت تعلم انّك ظلمتني كأشدّ ما يكون الظالمين لن اذكر في رسالتي هذه لماذا ادخلتني السجن ومنعتني من السفر لأنّك تعلم حقّ العلم بالسبب لن اكون مثلك وانشر معاصيك وذنوبك وميولاتك الشيطانية حينما اتكلّم عن السبب
بل ساكون ستّارا فمهما كان فانت متزوّج واب ولكنّني لم ولن اكون معك حليما لن اسامحك يابن المناضلين وسليل الشرفاء كما تدّعون لقد توجهت بعريضة الى وكيل الجمهورية من اجل الخطف والتعذيب وإستغلال النفوذ وعرائض اخرى الى كلٍ من الوزير الأول و وزراء العدل والداخلية و الشؤون الخارجية مع العلم ان السادة الوزراء لم يحرّكوا ساكنا لأنّهم مازالوا يرزخون تحت تعاليم ذالك النظام البائد واكبر دليل على ما أقول تلك الرسالة المفتوحة التي توجهت بها ابنة عمّك امال الماطري اليك وعبر اكبر صحيفة تونسية الا وهي الشروق و التي تدعوك فيها الى العودة الى تونس والتي تذكّرك فيها بانّك مصلي منذ ان كنت في الخامس عشر من عمرك وان الشعب التونسي يعرف انّه قد غرّر بك وتقدّمك في تلك الرسالة على انّك سليل عائلة مناضلة الا سحقا لكم و لنضالكم الذي ضلمتموننا و سرقتموننا به لذالك عليك ان تعلم انّني سأقاضيك دوليا وانا اعلم ومتيقن ممّا أقول فلن يهدء لي بال الاّ اذا ما وقع بك القصاص العادل
لقد دمّرتني وعذّبتني ورميتني في السجن ومنعتني من عملي ومن السفر و جوّعتني انا وعائلتي وليكن في علمك انّه وفي صورة ما اذا عدت الى تونس ولم يحاكمونك في القضايا التي رفعتها ضدّك او ان يتلاعبون بقضيّتي كأن يحكموا عليك بعدم سماع الدعوى او يقع حفظ القضية فوالله سأقتص منك ... يا إبن المناضلين وسليل الشرفاء
كريم بن براهيم
Comments
53 de 53 commentaires pour l'article 29774