تيمو: عندما يبدع العقل التونسي في النهوض بمستقبل الوعي

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5e3b2379d055e2.69171874_fgmnlqjphkieo.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - بعد أن كان الإعلام أحادي التوجه، انفجر المشهد الإعلامي التونسي منذ تسع سنوات حتى صار فسيفساء مثيرة للجدل. إلا أن القاسم المشترك غياب البرامج الموجهة للطفل، خصوصا في التلفزة التي مازالت تعتبر الوسيلة الإعلامية الأكثر تأثيرا، مما جعل هذه الفئة العمرية مضطرة إلى مشاهدة مادة إعلامية لا تتناسب مع ذهنيتها بل وتّأثر عليها سلبا أوتجعل الاطفال مرغمين على مشاهدة برامج الأطفال الخليجية أو الغربية التي لا تتناسب وبيئة الطفل التونسي و بعيدة في عديد مظاهرها على ثقافتهم.

في الموسم الحالي، ظهر برنامج تلفزي جديد موجه للأطفال على قناة التاسعة باسم تيموتيفي Tymoo TV. وفي ظل الغياب التام للبرامج التونسية الموجه للطفل، كان من الطبيعي أن يجذب هذا البرنامج اهتمام الأطفال، لكن المدهش والملفت للنظر أن يصبح ظاهرة عامة في كامل أرجاء البلاد ومركز اهتمام الأطفال وحديث أوليائهم. فهذا البرنامج اليومي الثري بالفقرات الدسمة أعاد إلى أذهان الأولياء برنامج إفتح يا سمسم، الذي أثر على جيل عربي كامل، لكن بلغة وثقافة تونسية صرفة. فالطفل التونسي يجد في هذا البرنامج أترابه يقدمون الأخبار والنصائح ويعرفونه بجهات البلاد والدول والتاريخ، ويقدمون له أفكارا في البراعات وحتى أخبار الديجيتال و وصفات طبخ سهلة الانجاز و الموضة، كما لا يغيب عن هذا البرنامج الخرافات والصور المتحركة باللهجة التونسية، و يغطي أيضا أغلب الأحداث الثقافية والأعمال الجمعياتية الموجهة للطفل. هذه الخلطة من الفقرات منمقة بالصورة المميزة لبرنامج تلفزي وبيداغوجية موجهة لعقلية الطفل جعلت من برنامج تيمو تيفي البرنامج الأول للأطفال في تونس (66 في المائة يعرفون البرنامج و يشاهدونه حسب ميديا سكان)، بل وحتى على الديجيتال (أكثر من2 مليون مشاهدة اليوتوب).

...

في بضع أشهر فقط تحول تيمو من مجرد برنامج متكامل للأطفال الى ظاهرة في المجتمع التونسي. فقد قام منتجو البرنامج بإنتاج مسرحية بطلها تيمو الشخصية المحورية ولاقت نجاحا مذهلا أمام شبابيك مغلقة في كل من تونس (6 عروض) وصفاقس وبنزرت والمنستير وباجة والكاف وسوسة ونابل (وينتظر أن يزور كامل ولايات الجمهورية). كما أصبحت كلمات أغنية البرنامج على لسان أغلب الأطفال، حتى أن أحد المدارس اعتمدت كلماتها الهادفة لاعتمادها كمحفوظات لأحد الأقسام.
هذا النجاح الباهر لتيمو في بضع أشهر يثبت من جهة تعطش الأطفال لبرامج تشبههم وتتوجه إليهم، وينفي من جهة أخرى الإعتقاد السائد أن الإعلام التونسي لا يقدر على تقديم مادة إعلامية هادفة.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 197502


babnet
All Radio in One    
*.*.*