زغاريد في المطار

<img src=http://www.babnet.net/images/1/samir.jpg width=100 align=left border=0>


.. كل من يصيح أو يصرخ يا عيني يا ليلي في الخارج.. نستقبله في المطار بالطبول والمزامير والزغاريد .. يسافر من هنا حائرا وفاشلا ومطرودا من جميع المعاهد... وينتظر في الصفّ كأيّها النّاس في المطار ليسافر .... لكنه يعود إلينا بعد 3 أشهر عبدا آخر... وجها آخر بسعر آخر ...مشية أخرى ... بمنطق آخر ... بتصرفات أخرى تشعرنا أننا أمام عبقري فتح الأندلس وعاد إلينا ... لقد صار الاستقبال الشعبي في مطارنا موضة لا يحظى بها سوى من أثبت كفاءته في الصراخ أو الصياح أو النعيق في الفضائيات.. وتألق في استعمال الجال وتنعيم الوجه والحواجب إنه يذهب إلى هناك مجهولا وعاديا ... كآلاف الوجوه التي نصادفها في الشارع.. ثم يعود إلى نفس مطارنا.. وكأنّه طيّارة حطّت فيه.. وليس مواطنا عاديا !!


أستاذ جامعي كبير وهو باحث علمي تونسي في أحد أكبر مخابر العلم في الغرب.. تحصل مؤخرا على رتبة علمية عالية هناك.. وشهادة تقدير مرموقة ... عاد مؤخرا إلى أرض الوطن.. ووضعه حظه المنحوس في المطار في نفس توقيت نزول أحد نجوم ستار أكاديمي هذا العالم التونسي الكبير لاحظ حركة حماسية غير عادية في المطار .... فبالغ في التفاؤل ضانا أنهم ربما سمعوا بجائزته الكبيرة... فجاؤوا لتكريمه باستقبال محترم فاستعدّ للخروج إلى تلك الجماهير التي تقدر العلم والعلماء لكنه بمجرد أن أطل ودخل وسط الزحام للمرور واتجه نحو الناس المتجمهرين وهو خجول من استقبالهم وحفاوتهم بجائزته العلمية شعر أن شخصا مهما جدا وعظيما يمشي وراءه... لأن كل ذلك الزحام تحرك متطلعا إلى الوراء حيث النجم الكبير الشاب العائد من ستار أكاديمي بانجاز كبير .. يتمثل في مرتبة متقدمة في الصياح الذي يدعى غناء أما العالم الكبير فقد كادت الجماهير الغفيرة والغفورة ... تدهسه وتدوسه باندفاعها نحو ذلك الشاب ... وقد خرج العالم الأستاذ النابغة من الزحام... بملابس مشرمطة وخدوش و إهانات... غير لائقة بمستواه الأكاديمي .. الذي لم يسو شيئا أمام ستار أكاديمي !!.

...






سمير الوافي




   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 8166


babnet
All Radio in One    
*.*.*