خبراء الارهاب والحلقة المفقودة

<img src=http://www.babnet.net/images/9/khabir-2.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم عادل السمعلي

كتب المؤرخ التونسي الدكتور محمد ضيف الله حول ظاهرة بروز خبراء جدد على الفضائيات التونسية فقال : ( مختص في علم الآثار يقدمه الإعلام أو يقدم نفسه على أنه خبير في الإرهاب أو مختص في السلفية أو في التطرف الديني وباحث في التاريخ، يقدمه الإعلام على أنه خبير في الشؤون الأمنية تارة وخبير عسكري واستراتيجي تارة أخرى وتتبدل خبرته طبقا للموضوع المطروح؛ )ومتحصل على الإجازة في علوم الادارة ، يقدمه الإعلام على أنه خبير في الشؤون الاقتصادية والمالية؛ وهلم جرا..

...

إن هذه الكلمات التي خطها الدكتور محمد ضيف الله تترجم الحيرة والاستغراب لدى قطاع عريض من التونسيين من أشخاص نكرات ومجاهيل تحرص بعض المنابر الاعلامية على إظهارهم كمختصين وخبراء والحال أنه حين التدقيق والوقوف على وجاهة تحاليلهم واستنتاجاتهم تصدم بكم هائل من الغباء ونقص المعرفة لدى هؤلاء الذين يتنافسون ويتسابقون على الظهور الاعلامي على حساب الوعي العام والمعرفة الحقيقية لموضوع النقاش والإشكالية المطروحة وتجد نفسك أمام كم هائل من الافكار البلهاء التي لا يمكن أن تصدر بتاتا عن مبتدئين فضلا من أن تصدر عمن يسمون بخبراء .

إن التناول الاعلامي لظاهرة الارهاب في تونس لم يرتق بعد للمستوى الادنى المطلوب من الفهم والدراسة والتحليل وقد ارتكبت أغلب وسائل الاعلام حماقات كثيرة في هذا المجال ترتقي لدرجة دعم الارهاب أو تبييضه من حيث لا تدري ولا تشعر مما يؤكد النقص الفادح في فهم الظاهرة وغلبة المنحى التجاري لترويج الاشاعات والأكاذيب على حساب الأمن القومي للبلاد وليس أدل على ذلك ما تناولته معظم وسائل الاعلام مما يسمى اعتراف المدعو الصومالي لدى حاكم التحقيق والتي هي في أغلبها اعترافات كاذبة من نسج الخيال .
أنه من فرط تناقض الاعترافات التي تنسب للمكنى بالصومالي يخيل إلينا أن الصومالي لم يقع في أيدي وزارة الداخلية ولا يتم الآن استنطاقه من طرف قاضي التحقيق ولا هم يحزنون بل يبدو إنه وقع في أيدي إعلام الدعاية والتضليل الذين يستنطقونه في الصباح والمساء بطرقهم الخاصة وليس أدل على ذلك أطنان الاعترافات التي نقرؤها كل يوم في الصحافة الورقية والالكترونية والتي هي لا تزيد عن إعادة نشر ما هو شائع ومعروف من إشاعات وترهات لا تستقيم واقعا ولا عقلا ولا نقلا ...

إن التناول الاعلامي لظاهرة العنف المسلح والإرهاب في تونس وهي ظاهرة جديدة نسبيا ومستحدثة مزعج جدا وغير موفق بتاتا ويثير الكثير من علامات التعجب والاستفهام خاصة حين ينشرون بسابق إضمار وبتعمد اعترافات لموقوفين على ذمة التحقيق لا أصل لها ولا أساس ومليئة بالتناقضات ويتفننون في الحديث عن نقاط استهداف مستقبلية من محض خيالهم المريض وكأنهم يسطرون خارطة طريق للإرهاب وينظرون للعمليات المسلحة القادمة من خلال الحديث عن لائحة اسمية للاغتيالات أو قوائم بالأماكن المستهدفة والحال أن وزارة الداخلية هي وحدها المؤهلة للحديث عن هذه التفاصيل وهي المؤهلة دون غيرها لحجب أسرار الاعترافات لأسباب بحثية و أمنية .

..إن مقولة لا حياد مع الارهاب من أخطر المقولات السياسية والإعلامية هذه الايام لأنها تختزل الارهاب في جماعات سلفية تؤمن بالعنف المسلح ولا تؤمن بالديمقراطية كمنهج تغيير وتتجاهل عن قصد وبنية مبيتة فرضية إرهاب بقايا النظام القديم الذي يشارك الجماعات الجهادية نفس الرؤيا باعتباره هو نفسه أيضا يؤمن بالعنف ولا يؤمن بالديمقراطية وهذا ما عايشه التونسيين واقعا طيلة نصف قرن ...ولا أحد من الخبراء والمحللين مما جيء بهم للبلاتوهات تطرق بمنهجية علمية وتاريخية لإمكانيات التحالف الموضوعي بين الفئتين... أي الجهادية والدستورية مع أن التفكير المنطقي السليم يجب أن يتطرق لكل الاحتمالات والفرضيات الممكنة وإن تعمد تغييب هذه الفرضية إعلاميا تزيد من الشكوك حول الخفايا اللوجيستيكية لكل عمليات الارهاب في تونس والتي لم تتبناها الجماعات الجهادية التقليدية على خلاف عادتها في كل البلدان التي مارست فيه فعاليتها المسلحة.

إن إنكار الارهاب الذي يسفك الدماء المعصومة و يستهدف الأبرياء مسألة محسومة عند جميع الاطياف السياسية في تونس ولا جدال فيها ولكن أيضا لا بد من التأكيد كذلك أنه لا حياد مع مرتزقة الاعلام وأشباه الخبراء الذين يؤثثون المشهد الاعلامي التونسي ويتفننون في نشر البلاهة والغباء ...

وفي الختام لا يسعنا إلا أن نؤكد ما ذهب إليه الدكتور محمد ضيف الله حين قال : (المشكلة في هؤلاء الخبراء أنهم لا يخجلون من أنفسهم، وما يعنيهم هو الظهور الإعلامي. ومجانا أيضا.و من سوء حظهم أننا نعرفهم واحدا واحدا، ولكنهم يراهنون على من لا يعرفهم من بين الإعلاميين والمشاهدين أو المستمعين. وأما عن الإعلاميين فهذا دليل إضافي على محدوديتهم، بحيث أنهم لا يعرفون الخبير من الأجير، أما بالنسبة للجمهور فللتأكد من أن هؤلاء ليسوا خبراء ولا هم يحزنون، فقط اسألوهم عن كتاباتهم إن كانت لهم )كتابات.





   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


17 de 17 commentaires pour l'article 80934

Mandhouj  (France)  |Lundi 3 Mars 2014 à 18:42 | Par           
@ Abou Lina
Abou Lina te dit BRAVO.
Ben ALI harab

Bardo_tounes  (Denmark)  |Lundi 3 Mars 2014 à 17:22           
الاعلام تخصص في الكذب وزرع الفتنة .
الاعلام يعمل لاياد خبيثة التي بدورها تتحكم في مانقراه و مانسمعه .
فتراهم يهدرون اموالا طائلة بجعل رجال الاعلام كالعبيد يفعلون مايؤمرون حتى ولو كان خطرا على البلاد و امنها .
فاذا اخذنا كمثل الذين يسمون خبراء فهم ايضا فاسقون منافقين وهم مستعدون ان ينافقوا وان يدلوا بتصريحات خاطئة لاجل المال و الرشوة .
فكثير من الخبراء سواء كانوا في المسدان العسكري او الاقتصادي او السياسي لم نراهم من قبل وفجأة يصهرون ويصرحون بحقائق واسرار كانوا على علم بذلك ولم يفشوا اسرار خطيرة حتى اذا وقع غرهم بقيمة مالية
طمعوا وضهروا على الشاشة وهمهم المال ونسوا ضمائرهم المهنية .
فتراهم يضهرون مرة او مرتين ثم فجأة يختفون .
اما من نراهم يوميا كمحللين واختصاصيين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا , فهم اصحاب الجهل والنفاق , وقد انتدبهم الاعلام لاجل زرع الفتنة والعمل لتخريب البلاد و تحريض الناس.
هم اغلبهم ملحدين , منافقين , خبثاء .
فالاعلام مستواه تحت الصفر والبلاد تعاني من جهله ونفاقة.

Bouahmed  (Saudi Arabia)  |Lundi 3 Mars 2014 à 16:58           
Avec l appui de nida tounes molotov....tout est possible...Liam al aar

Antidotebalsam  (Tunisia)  |Lundi 3 Mars 2014 à 16:16           
@Abou Lina
محاولة شعرية موفقةو جميلة مشكور لأنك أخرجتنا من عنق التحليلات و التعليقات السياسية الجافة و الجرداء.

Antinidha  (France)  |Lundi 3 Mars 2014 à 16:03 | Par           
مقال لن يعجب المدافعين عن احمد الرويسي والذين هاجموا سمير الوافي حين تعرض لذكر اسمه
كما انه لن يعجب من يعتبرون الشهيد سقراط الشارني ضحية ارهاب المتشددين دينيا

Sevenmen  (Tunisia)  |Lundi 3 Mars 2014 à 15:41           
مقال تافه .....
تعليقات تافهة
" موقع باب نات يجب أن يغير إسمه "الضمير-بابنات - الفجر

Abid_Tounsi  (United States)  |Lundi 3 Mars 2014 à 11:47           
@Abou Lina
قصيدة جد معبرة.
بارك الله فيك

Abid_Tounsi  (United States)  |Lundi 3 Mars 2014 à 11:41           
@Rachid37
تلك أمانيهم.
السِّبسي طلب تدخلا فرنسيا في تونس يوم أُعلن عن اغتيال بلعيد، واستنجد بالخارج هو و زمرته مرارا عديدة.
لكن تونس و بعد أن ذُبح كبش الخوف أصبحت صعبة المراس ولم تعد مطية لكل من هب و دب.
هم أيتام الغرب و لن يمروا.

Scyf55  (Tunisia)  |Lundi 3 Mars 2014 à 11:21           
كما لا ننسى خبراء المقالات والذين يسمون أنفسهم بالمحللين السياسيين ولا تحاليل ولا هم يحزنون فتحاليلهم تطيح في الماء بعد أن يثبت اصرارهم على التعنت و انحيازهم المفضوح لطرف بعينه اوصل البلاد إلى الهاوية ورغم ذلك معيز ولو طارو ... القائمة لهؤلاء معروفة ولا فائدة في ذكرها

Lina  (Tunisia)  |Lundi 3 Mars 2014 à 11:03           
هذه محاولة شعرية متواضعة نحاول من خلالها ترجمة ما نشعر به حول ما يسمى بظاهرة الإرهاب.

درس في الحساب

درس هذا اليوم يا أحبابْ.
سيكون أيضا في الحسابْ

حجر هنا ... وطن هناكْ *
وطفل حائر
وشيخ مُقعد* وكتابْ
هذا هو الإرهابْ

وبيوت الله تهوي
وكرامة مجروحة الأهدابْ
ونواح طفل
وعويل أم تبحث في الخرابْ
وحصار مزمن
ورحيل راحل
وجيل يشبه السرابْ
هذا هو الإرهاب

وخمار ... ودثار ... وقميص بارد ... ونقابْ.
هذا هو الإرهابْ.

ودروس ... وعضاة ... ومدارس الأولادْ.
هذا هو الإرهابْ.
ومحاكم التفتيش ... وصحافة صفراء ... تنبش في النوايا وتفرق الأصحابْ.

الفرق ... جدا واضح ... لا يقبل اجتهاد.
هذه حدود .... وهذه أبوابْ
وحربهم حلال ... لا ذنب في العقابْ... لا ذنب في الخراب.
وحربنا إرهاب ... دفاعنا إرهاب ... تنديدنا إرهابْ.
صلاتنا إرهاب ... دعاؤنا إرهاب ... وحلمنا إرهابْ.
شبابنا معقد لا يفهم الأسبابْ.
وخبزنا وملحنا وماؤنا ونفطنا وعشبنا وكل شئ عندنا ...
أهم درس حاسم في مادة الحسابْ.

هذا لنا ... هذا لهم ... من أرضنا
ونطرح الخطايا ونطرح المزايا
ونطرح الهدايا
وكل ما تبقى عندنا ... قد أصبح سرابْ.
وكل ما سيأتي نحونا ... سال له اللعابْ.

لانملك أشيائنا ... لا نملك أبناءنا ... لا نملك أحياءنا.
وشهادة الملكية ... وقرينة الأجداد ... من قلة الآدابْ.
وشهادة العذرية ... وطابع الجبين ... نوع من الإرهابْ.

درس هذا اليوم يا أصحابْ.
لعله الأخير.
لأنني مورط في شبهة ... أبيض الإرهاب.
أبو لينة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أفريقيا الوسطى ... بورما ... فلسطين ... العراق ... وآلاف لم يشملها الإحتساب.
• أقصد بالشيخ المقعد الشهيد أحمد ياسين.


Dermozalik  (Tunisia)  |Lundi 3 Mars 2014 à 11:01 | Par           
يلزم كل ضيف يجيب معاه CV متاعو باش نصدقوه.
الوحيدة تونس هي إلي تقع فيها عمليات إجرامية دون أن تتبناها أي جهة أو مجموعة أو تنظيم أو فصيل.
ههههه..... ملا مفارقات غريبة.

Nouri  (Switzerland)  |Lundi 3 Mars 2014 à 09:28           
منهم الارهابيون ؟
فرنسا كانت تسمي الفلاقة إرهابيون
ألمانيا النازية كانت تسمي المقاومون الفرنسيون بالإرهابيون
روسيا تسمي كل من ثار ضدها إرهابي
الصهائنة تسمي كل الفلسطينيين إرهابيون حتى ولو كان رضيعا، وكل من هو مصدر لعدوان ضدهم هو إرهابي كالإسلام والمسلمون

الآن المتأسلمون العرب بعد أن فشلوا في الحكم لاكثر من نصف قرن يستعملون الارهاب لبث الفتنة والإرهاب ضد كل من هو عدو لهم من بني جلدتهم واكثر من ذلك يسمون اعدائهم بالإرهابيين لغاية واحدة هي لعل الغرب وخاصة الصهائنة يقفون لدعمهم كما قالها الرئيس المخلوع مبارك للغرب وللصهائنة لو أرحل ستجدون أعداء لكم في مصر الإسلاميون.

Mandhouj  (France)  |Lundi 3 Mars 2014 à 08:12 | Par           
Tout est fabrication malicieusement construite, pour l'intérêt de qui?
Le peuple connaît la reponse.
Ben ALI harab, mais l'ancien régime tient bon.
Quand les tunisiens vont être au service de leur pays?
Ben ALI le despote harab
Mandhouj Tarek

BenMoussa  (Tunisia)  |Dimanche 2 Mars 2014 à 22:36           
شكرا للأستاذ عادل السمعلي على لفت الإنتباه للخبراء المزعومين ومن واجب كل من له دراية فضحهم وإنارة الرأي العام لإتقاء شر تحاليلهم المزيفة
وأوكد أن ما قيل عن الخبراء الإقتصاديين والعسكريين والأمنيين يصح في خبراء الطاقة الذين تصدى لهم البعض على باب نات وغيرها

Antligen  (France)  |Dimanche 2 Mars 2014 à 20:35           
إذا قال لك أنه خبير بتونس فأعلم أنه أكبر دجال.

BenrhoumaA  (Tunisia)  |Dimanche 2 Mars 2014 à 20:20           
اللعبة الاستخباراتية الأمريكية تشترط حصر الارهاب في الحركات الاسلامية السلفية المعادية لأمريكا والغرب وفي تونس من يريد اعلان ولائه يجد نفسه امام خيار اتهام أبناء جلدته.
ما أكثر العملاء و المتملقين في تونس ممن احترفوا العمل السياسي بالمفهوم المكيافلي لا بمعنى رعاية الشؤون إنهم يقدمون خدمات مجانية لأسيادهم ويدّعون كذبا وبهتانا الثورية على الاستعمار والامبريالية
ان من يتحدث عنهم كاتب المقال أخطر على التونسيين من الاستعمار نفسه لأنهم أعوانه وبهم يضمن استمرار الهيمنة والسيطرة

Rachid37  (France)  |Dimanche 2 Mars 2014 à 20:02 | Par           
Des membres de nida tn et de gauche demandent à l'europe d'interdire annahdha et de la classer comme terroriste. Réveille-toi cher tunisien avant que ce soit trop tard.


babnet
All Radio in One    
*.*.*