المعرض الفنى بقصر العبدلية بالمرسى : فن ''الميدان'' و ميدان الفن

بقلم حسان لوكيل
لا شك و أن كلمة ''الميدان'' لها دلالة جديدة خاصة بعد الحلقة الشهيرة للبرنامج الإجتماعى ''عندى مانقلك'' فلم تعد هذه الكلمة تحيلنا إلى الأرض المعدة للسباق أو للرياضة بصفة عامة و لم تعد مرادفة للقطاع أو المجال بل أصبحت تحيلنا الى مفاهيم سوء الخلق و الفجور و تجارة الجنس فالميدان باختصار هو ذلك البيت الذي تمارس فيه الدعارة و الرذيلة .
لا شك و أن كلمة ''الميدان'' لها دلالة جديدة خاصة بعد الحلقة الشهيرة للبرنامج الإجتماعى ''عندى مانقلك'' فلم تعد هذه الكلمة تحيلنا إلى الأرض المعدة للسباق أو للرياضة بصفة عامة و لم تعد مرادفة للقطاع أو المجال بل أصبحت تحيلنا الى مفاهيم سوء الخلق و الفجور و تجارة الجنس فالميدان باختصار هو ذلك البيت الذي تمارس فيه الدعارة و الرذيلة .
هذه الممارسات ومشتقاتها مثل شرب الخمر و تعاطى المخدرات تصنف حسب موروثنا الثقافي و الحضاري في خانة العيب و المحرّم أو الحرام الذي يجب تجنبه و الإبتعاد عنه أصبحت للأسف في عصرنا هذا جزء من أخلاقيات و ممارسات و حتى عادات العديد من التونسيين و ربما ترتقى إلى مستوى الظواهر التى تستوجب الدراسة و التقييم و المعالجة .
ما يمكن أن نلاحظه من خلال ما سمي بربيع الفنون الذي انتظم مؤخرا بقصر العبدلية بالمرسى هو أن هذه الأخلاقيات و الممارسات إنسحبت على المجال الثقافي و عوض أن يلعب هذا الأخير دورا رائدا يكون من خلاله المصلح و المعدّل و المصحح لهذه الأخلاقيات نجده يتأثر بها فتكون النتيجة ثقافة فاسدة و رديئة تجسد الميدان حسب مفهومه الجديد .
فاللوحات أو الأعمال التى تم عرضها في قصر العبدلية و يقول البعض عنها فنية تفسّر بدقة ماذا كانت تقصد الزوجة في برنامج عندى ما نقلّك عندما قالت لزوجها إن شقيقته طلبت منها النزول إلى الميدان بعد أيام من زواجها به .
فالمعرض على الأقل فيما يتعلق بالأعمال التى فيها إستفزاز واضح لمشاعر المسلمين و هي كثيرة تكشف لنا مدى الانحدار و الرداءة التى وصل إليها دور الثقافة و المثقف و التى أصبحت تتمحور حول ثنائية الدعارة و الإعتداء على المقدسات .
يقول الفيلسوف و عالم الإجتماع الفرنسي اميل دوركايم نشأ الفن في حضن المعبد و ذلك تأكيدا على التداخل و الارتباط بين الفنى و الديني فالشعوب تضع في الفن روحها و تصوراتها و يحولون بذلك الفن إلى وثيقة تاريخية تعرّف بحضارتهم و ثقافتهم .
ما يمكن أن نقوله عند مشاهدتنا لكثير من الأعمال التى عرضت في قصر العبدلية هو أن الفن في تونس نشأ في حضن مومس و هذا تأكيد على الترابط بين الدعارة و الفن عندنا إذ يبدو للأسف أن الفن تحول بسبب هؤلاء إلى تأشيرة للدخول إلى الميدان و يبدو أنهم عازمون على إغراقنا في فن الميدان أبعد ما يكون عن ميدان الفن و كل ذلك بفضل الثورة المباركة ثورة ثورة ثورة ...فن فن فن فن .. ميدان ميدان ميدان .



Comments
83 de 83 commentaires pour l'article 50500