في خطاب أمام سفراء فرنسا في قصر الإليزيه يوم الاثنين، قال ماكرون:
"الجزائر التي نحب والتي نتشارك معها الكثير من الأبناء والقصص دخلت في مسار تاريخي لا يشرفها بمنع رجل مريض جدا من العلاج، وهذا يسيء لسمعتها."
كما دعا الرئيس الفرنسي الحكومة الجزائرية إلى الإفراج عن صنصال قائلاً:
"نحن الذين نحب الشعب الجزائري وتاريخه أطلب بشدة من حكومته الإفراج عن بوعلام صنصال."

رد الجزائر: "زور وبهتان"

في بيان صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية، وصفت الجزائر تصريحات ماكرون بأنها "زور وبهتان". وأوضحت الوزارة أن القضية ليست مرتبطة بحرية التعبير، بل تتعلق بـ"المساس بالسلامة الإقليمية للبلاد"، وهي جريمة يعاقب عليها القانون الجزائري بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات، التي تُصنّف مثل هذه الأفعال كأعمال إرهابية.

وأضاف البيان:
"الحكومة الجزائرية اطلعت باستغراب شديد على التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي بشأن الجزائر، والتي تسيء أولاً وقبل كل شيء إلى من اعتقد أنه من المناسب الإدلاء بها بهذه الطريقة المتهاونة والخفيفة."

ملابسات قضية بوعلام صنصال

- الكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال، البالغ من العمر 75 عامًا، اعتُقل في مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة عند وصوله من فرنسا منتصف نوفمبر الماضي.
- وجهت إليه السلطات الجزائرية تهمة "المساس بأمن الدولة"، في إطار قانون العقوبات الذي يعتبر مثل هذه الأفعال تهديدًا للأمن الوطني.


تأتي هذه الحادثة في سياق علاقات متوترة تاريخيًا بين الجزائر وفرنسا، حيث تكررت التصريحات المتبادلة بشأن قضايا مثل حقوق الإنسان، ملفات الذاكرة الاستعمارية، وأوضاع الجالية الجزائرية في فرنسا.


تصريحات ماكرون الأخيرة تضيف إلى هذا التوتر، خاصة أنها جاءت في وقت تعمل فيه الجزائر على إعادة صياغة علاقاتها الخارجية، مع التركيز على تقوية سيادتها الداخلية ضد ما تعتبره ضغوطًا خارجية.