لكل من يسأل عن تموقعي الحزبي؟
الطاهر العبيدي
- صحفي وكاتب - باريس
رغم معرفتي لفعل الأحزاب وصداقتي بجل زعمائها واحترامي لدورها، فمن جهتي اخترت الاستقلالية، التي حسب اعتقادي ليست وقوفا في مفترقات الطرقات، لعدّ السيارات المارّة، ومعرفة أحجامها وألوانها وسرعتها، ونوعية قطع غيارها وشكل ركاّبها، وليست الاستقلالية حسب تصوّري، جلوسا في الشرفات لاستنشاق النسيم، ولا اختباء في الكهوف والدهاليز والجحور، والخروج متى هدأت العاصفة وانقطعت الأعاصير، كما أن الاستقلالية في تقديري ليست سياحة على الشاطئ، واحتساء لفناجين القهوة، وترشّفا لأكواب الشاي، وليست انطواء في المناطق العازلة، والتدثر بالأثواب الواقية، والدروع الحامية من القنابل المسيلة للدموع، ووضع الخوذات فوق الرؤوس، لتجنب أصوات الحقيقة أو أصوات المستغيثين والمستنجدين، وهي حسب رأيي ليست جثوّا على الرصيف، لتسوّل حسنة فكرية أو التقاط صدقة ثقافية، أو استجداء عملة سياسية، أو التقاط فتات أفكار، أو التراصف ضمن طوابير تستورد وتستهلك المفاهيم، دون وعي ولا تمحيص، ولا تجمهرا في القاعات المغطاة، والانبهار بالخطب العصماء والطروحات العذراء، التي تختزل الواقع وتحلق في الفضاء، وليست الاستقلالية حسب مفهومي، استقالة عن الفعل والعطاء، ولا انتظار وترقب لهبوط الأسهم السياسية، في بورصات الإيديولوجيات والتصورات والإشكاليات لانقضاض على الميراث، بل هي من وجهة نظري جرأة سياسية وشجاعة فكرية، وانتفاضة يومية وحركة فعلية، وتصورات واقعية ومعايشة حسّية وميدانية، للهموم والمتاعب الإنسانية وثورة على الشعوذة السياسية، وهي في تقديري تطابق بين القناعة والتنزيل، وتوازن بين الفعل والتفكير، وتوافق بين الرأي الحر والدفاع عن حق التعبير، وهي استنطاق للساكن والمسكون والمتحرك والظاهر والمستور، وهي استفزاز للوعي والضمائر والعقول، وخضّ للهمم وزعزعة الصمت واستبيان المنطق والمعقول، والانخراط في بناء الأوطان، والتخندق في جبهات الشرف والكرامة، وقيم العدل والحرية وحق التعبير، والإيمان بدولة الإنسان والدفاع عن حرية الرأي والرأي المضاد، والتحولق حول مفهوم القيم التي تؤسس للفعل الحضاري وتبني الوعي الإنساني، والاستقلالية كما أراها تَدافع وتسابق نحو الحقيقة، واستجلاء للموضوعية والسموّ عن السجالات العقيمة، التي تستهلك الجهود وتستنزف العقول، كما أنها ليست موقفا سلبيا، بل مقاومة مستمرة لكل الرداءات، وكل الانحرافات والممارسات والمعاملات الوضيعة، التي تدوس على العقل والضمير، والاستقلالية باختصار شديد هي انقلاب على التحنط في المربعات الضيقة والمساحات المسيّجة التي تخسف البصر وتحد من حرية الحركة والتنوير، وهي بعجالة تفعيل أرضي للمنطقة الوسطى، التي لا تدركها الأحزاب والأطر الأخرى، وهي رؤيا تختزن فيما تختزن، قمّة التعايش الحضاري والمدني، مع التعبيرات الإنسانية الراقية فكرا وسلوكا، التي تسعى إلى تجسيد معاني الحرية والعدالة والديمقراطية روحا وممارسة وإنتاجا وإبداعا…
- صحفي وكاتب - باريس
رغم معرفتي لفعل الأحزاب وصداقتي بجل زعمائها واحترامي لدورها، فمن جهتي اخترت الاستقلالية، التي حسب اعتقادي ليست وقوفا في مفترقات الطرقات، لعدّ السيارات المارّة، ومعرفة أحجامها وألوانها وسرعتها، ونوعية قطع غيارها وشكل ركاّبها، وليست الاستقلالية حسب تصوّري، جلوسا في الشرفات لاستنشاق النسيم، ولا اختباء في الكهوف والدهاليز والجحور، والخروج متى هدأت العاصفة وانقطعت الأعاصير، كما أن الاستقلالية في تقديري ليست سياحة على الشاطئ، واحتساء لفناجين القهوة، وترشّفا لأكواب الشاي، وليست انطواء في المناطق العازلة، والتدثر بالأثواب الواقية، والدروع الحامية من القنابل المسيلة للدموع، ووضع الخوذات فوق الرؤوس، لتجنب أصوات الحقيقة أو أصوات المستغيثين والمستنجدين، وهي حسب رأيي ليست جثوّا على الرصيف، لتسوّل حسنة فكرية أو التقاط صدقة ثقافية، أو استجداء عملة سياسية، أو التقاط فتات أفكار، أو التراصف ضمن طوابير تستورد وتستهلك المفاهيم، دون وعي ولا تمحيص، ولا تجمهرا في القاعات المغطاة، والانبهار بالخطب العصماء والطروحات العذراء، التي تختزل الواقع وتحلق في الفضاء، وليست الاستقلالية حسب مفهومي، استقالة عن الفعل والعطاء، ولا انتظار وترقب لهبوط الأسهم السياسية، في بورصات الإيديولوجيات والتصورات والإشكاليات لانقضاض على الميراث، بل هي من وجهة نظري جرأة سياسية وشجاعة فكرية، وانتفاضة يومية وحركة فعلية، وتصورات واقعية ومعايشة حسّية وميدانية، للهموم والمتاعب الإنسانية وثورة على الشعوذة السياسية، وهي في تقديري تطابق بين القناعة والتنزيل، وتوازن بين الفعل والتفكير، وتوافق بين الرأي الحر والدفاع عن حق التعبير، وهي استنطاق للساكن والمسكون والمتحرك والظاهر والمستور، وهي استفزاز للوعي والضمائر والعقول، وخضّ للهمم وزعزعة الصمت واستبيان المنطق والمعقول، والانخراط في بناء الأوطان، والتخندق في جبهات الشرف والكرامة، وقيم العدل والحرية وحق التعبير، والإيمان بدولة الإنسان والدفاع عن حرية الرأي والرأي المضاد، والتحولق حول مفهوم القيم التي تؤسس للفعل الحضاري وتبني الوعي الإنساني، والاستقلالية كما أراها تَدافع وتسابق نحو الحقيقة، واستجلاء للموضوعية والسموّ عن السجالات العقيمة، التي تستهلك الجهود وتستنزف العقول، كما أنها ليست موقفا سلبيا، بل مقاومة مستمرة لكل الرداءات، وكل الانحرافات والممارسات والمعاملات الوضيعة، التي تدوس على العقل والضمير، والاستقلالية باختصار شديد هي انقلاب على التحنط في المربعات الضيقة والمساحات المسيّجة التي تخسف البصر وتحد من حرية الحركة والتنوير، وهي بعجالة تفعيل أرضي للمنطقة الوسطى، التي لا تدركها الأحزاب والأطر الأخرى، وهي رؤيا تختزن فيما تختزن، قمّة التعايش الحضاري والمدني، مع التعبيرات الإنسانية الراقية فكرا وسلوكا، التي تسعى إلى تجسيد معاني الحرية والعدالة والديمقراطية روحا وممارسة وإنتاجا وإبداعا…
وأغتنم هذه الفرصة، لأشكر العديد من الذين دثروني بالاحترام والثقة، حين شرّكوني ومنذ البداية في بعض مبادراتهم، واقتراحاتهم وتصوّراتهم وأفكارهم، وهي لا زالت في المهد تطبخ، مقترحين عليّ الانضمام إلى مشاريعهم الحزبية سواء الحديثة أو التاريخية، أقول لكل هؤلاء المحترمين ولغيرهم، أني اخترت الاستقلالية قناعة، والقيم الأخلاقية الحضارية مبدأ، واحترام الرأي الآخر والسلوك المدني منهجا، ومقاومة الاستبداد والطغيان والتجمّد والشعوذة السياسية طريقا، والمساهمة في بناء دولة الإنسان هدفا، واحترام تعددية الآراء وحرية التعبير سلوكا…
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 300059