الهجرة أحلى مع قنصليتنا التونسية ببنتان
صباح الخير،
أكتب لكم اليوم من أمام القنصلية التونسية ببنتان باريس، على عين المكان منذ الساعة الثامنة إلا ربع صباحا، القنصلية تفتح ابوابها حوالي التاسعة لتغلق مع الثانية بعد الظهر، نقف في الخارج في درجة حرارة 3 مأوية، حوالي الخمسين شخص موجودون أمامي (صورة مرفقة لنصفهم و النصف الآخر بعد الالتفاف على اليمين) و مثلهم خلفي أتحرج من تصويرهم.. و الرقم سيتضاعف مع حلول التاسعة...
هذه المرة الثالثة في ظرف اسبوعين التي اتنقل فيها لاستخراج جواز سفر لابنتي الرضيعة حتى تتمكن من زيارة العائلة في رمضان، كل تنقل للقنصلية يستغرقني ساعة ذهاب و ساعة اياب و نصف يوم عمل، كل تنقل انتظر لمدة ساعتين ثم يعلمنا احد موظفي القنصلية أنه علينا الرحيل لتجاوز القنصلية طاقة استيعابها اليومي..
أعيش في فرنسا منذ 6 سنوات و الوضع يزداد سوءا، الجواز كان يتم اعداده في نفس اليوم و الآن يستغرق ذلك شهرين على أقل تقدير!!
موقع القنصلية على الأنترنات خارج الخدمة منذ اسابيع و لا مجال لحجز موعد...
معاناة و إذلال لا توصف و لا تليق ببشر في 2024، كل معاملاتي مع الادارة الفرنسية تتم اما عن بعد أو عبر مواعيد محددة و محترمة، وحدها القنصلية التونسية تسافر بنا عبر الزمن للعودة 30 سنة للوراء في تخلف تنظيمي و اداري لا مثيل له في عصرنا.
الى متى هكذا معاناة؟
المهاجر التونسي، المصدر الأول لتوريد العملة الصعبة و أكبر مساهم في تعديل عجز ميزان الدفوعات الخارجية و المساهم الرئيسي في تمويل ميزانية الدولة التونسية، يتعرض لشتى أنواع الاذلال و الهرسلة و الاهانة من مختلف مؤسسات و ادارات بلاده اينما حل، معاناة في القنصلية و مع الديوانة و مع شركات الطيران و النقل البحري و ديوان المطارات و الموانئ و و و ...
لماذا لا يتم تعزيز موظفي القنصلية لتعمل 7/6 ايام في الاسبوع و من الثامنة الى الخامسة كبقية الادارات!؟
لماذا لا يتم اعادة النظر في التقسيم الجغرافي مع القنصلية العامة التي تتمتع بامكانيات أكبر على ما يبدو؟!
و السؤال الأهم، لماذا لا تتم رقمنة الاجراءات مع تحميل الملف عن بعد لتبسيط الاجراءات و تسريع زمن المرور بالقنصليات!؟
ندفع معاليم باهضة مقابل هذه الخدمات (مع العلم أغلبها مجاني في فرنسا مثلا) و مستعدون لدفع أكثر مقابل تحسين الخدمات و تفادي رحلة العذاب التي لا توصف...
عدد المهاجرين تضاعف في السنوات الاخيرة و القنصليات لا تتأقلم و لا تحسن من خدماتها..
عدد المهاجرين تضاعف في السنوات الاخيرة و القنصليات لا تتأقلم و لا تحسن من خدماتها..
رجاء، مآسي العالم و قسوة الهجرة و الغربة تكفينا، فلا تحملونا ما لا طاقة لنا به.
مع جزيل الشكر
محمد ايمن النوري
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 282583