صحافتنا التونسية وأسبوع فلسطين على نسمة
غريب حقاً هو شأن الإعلام في تونس. فطوال الأسبوع الماضي أغرقنا أصحاب الأقلام السيّالة من الصحفيين المرموقين ورواد الرأي والحكمة من جماعة أنا أولا أحد (... ) في فيض من اللوم والانتقاد تجاه قناة نسمة التلفزية قبل أن يتكرموا عليها بزاد وافر من الوعض والإرشاد والنصح فيما يخص اللغة والآداب والأخلاق الحميدة وأخلاقيات المهنة وحسن انتداب واستعمال الموارد البشرية إلى حد تخال فيه وكأن صحفنا أصبحت تملئ و تفرّغ بعباقرة زمانهم في ميدان التلفزيون.
وقد أتحفونا بأطناب، ضمن مسلسل مصطنع وممل، بالشجار الذي نشأ بين الزميلة سميرة الدامي ومهى شطورو و زلقة سوسن معالج كأنّ الدنيا قامت ولم تقعد متناسين سكوتهم عن الإنحطاط الأخلاقي لعديد المسلسلات وبرامج تلفزيون الواقع في شاشات أخرى والتي اختاروا بكل شجاعة تغطية أبصارهم عنها.
وقد أتحفونا بأطناب، ضمن مسلسل مصطنع وممل، بالشجار الذي نشأ بين الزميلة سميرة الدامي ومهى شطورو و زلقة سوسن معالج كأنّ الدنيا قامت ولم تقعد متناسين سكوتهم عن الإنحطاط الأخلاقي لعديد المسلسلات وبرامج تلفزيون الواقع في شاشات أخرى والتي اختاروا بكل شجاعة تغطية أبصارهم عنها.
ولكن في الأثناء شهد المغرب العربي الكبير خلال الأسبوع الماضي حدثاً إعلامياً وسياسياً بارزاً لم يسبق أن نظمته قناة تلفزية من قبل لا في تونس ولا في العالم العربي ولا في العالم قاطبة.
وهذا الحدث يتمثل في إقدام نسمة على تنظيم أسبوع فلسطيني تحت شعار الأمل مساندة للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استرجاع حقوقه السليبة و إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وقد شاركت في هذا الأسبوع ضمن برنامج ناس نسمة عديد الوجوه الفلسطينية المعروفة عربياً و عالمياً من بين المتألقين في ميادين السياسة و الثقافة والفنون والعلوم وغيرها أمثال المناضلة ليلى خالد والمؤرخ والدبلوماسي إلياس صنبر و المحامية المناضلة فدوى البرغوثي حرم المناضل مروان البرغوثي وابنه قسام ورائدة الفن التشكيلي الفلسطيني تمام الأكحل والمخرج السينمائي المتميز إليا سليمان والمطربة ريم بنا والروائي والشاعر ابراهيم نصرالله ...
ولاقت هذه التظاهرة التي قالت عنها المناضلة ليلى خالد إنها عمل مقاومة نجاحاً كبيراً على مستوى بلدان المغرب العربي الكبير وفي البلدان العربية وفي أوروبا حيث جلبت انظار الجماهير العريضة التي أقبلت على مواكبتها معبرةً عن استحسانها لهذه المبادرة مثلما أكدت على ذلك بإطناب جل وسائل الإعلام في الجزائر والمغرب وفي عديد البلدان الأخرى.
وقد علقت الصحف مبرزةً أن تنظيم هذا الحدث من قبل قناة نسمة يُعدُّ مفخرةً لتونس وللإعلام التونسي كما حرص رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال زيارته الأخيرة إلى تونس على التنويه بإقامة الأسبوع الفلسطيني ووضع فلسطين في قلب المغرب الكبير معربا عن شكره وامتنانه لتونس.
ولكن وللأسف فضلت أغلبية الصحف التونسية وعباقرتها، فضلت خلال الأسبوع و كالرجل الواحد التعتيم على الحدث و صنصرته معتبرة بدون شك أنّ مسلسل سميرة ومهى يستحق كل الاهتمام و التطبيل و أنه أرفع و أوكد من ان يعتنى إعلامياً بمناصرة القضية الفلسطينية التي يتشدقون مع ذلك بمساندتها.
هذه هي حال صحافتنا في أجمل وأنصع وجوهها وأوج عطائها وقد صدق من قال : إن لم تستح فافعل (واكتب) ما شئت .
منى م
|
Comments
32 de 32 commentaires pour l'article 26937