وانتصر راشد الغنوشي
العجمي الوريمي
ظل أمر الفيلسوف اليوناني سقراط يحيرني منذ أن كما طلبة في الجامعة ..لماذا رفض أبو الفلاسفة عرض طلابه تهريبه من السجن لإنقاذ حياته بعد أن حكمت عليه المحكمة بالإعدام عن طريق تجرع السم..
ظل أمر الفيلسوف اليوناني سقراط يحيرني منذ أن كما طلبة في الجامعة ..لماذا رفض أبو الفلاسفة عرض طلابه تهريبه من السجن لإنقاذ حياته بعد أن حكمت عليه المحكمة بالإعدام عن طريق تجرع السم..
قال أرسطو المعلم الأول وتلميذ أفلاطون تلميذ سقراط الحكيم ومدون حواراته وكاتب سيرته ..قال أرسطو لو كنت مكان سقراط لاخترت انقاذ حياتي وفررت من السجن وكذلك فعل سيدنا موسى عليه السلام عندما نهي إلى سمعه أن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فغادر المدينة لسان حاله "ففررت منكم لما خفتكم"
وقد كانت حجة سقراط في تسليمه لعدالة الأرض وهو الذي حوكم بتحريض الشباب على رفض الأوضاع لبطلان سياسات البشر وافتقارها الى مقتضيات الفضيلة والعدالة كانت حجته احترام القانون لأنه في التمرد على القانون وخرقه ضرب لأنهم قاعدة في بناء المجتمع وهي تأسيسه على التعاقد والتعايش والحرية ..
وحينما سلم الغنوشي رئيس مجلس النواب لمن أئتمروا به من "زملائه" وتواطئوا على نقض ما أبرم بانتخابه ومساعديه واتهموه بشتى التهم واختار أن يعاملهم معاملة القدوة العليا حينما توجه الى الله بقوله " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" وحينما أيقن أن الإمتثال لمقتضيات القانون ولو توسلت بها الأقلية وتحالفت لأجل ذلك كتل ما كانت لتجتمع لولا انها أضاعت بوصلة الوطن وفقدت معيار العقل وميزان العمل حينما أيقن ذلك وكان يسعه المغالبة والمناورة قال لطالبي رأسه "أنا أيضا من موقعي أطلب تجديد الثقة فلم ٱت على ظهر دبابة ولن أبق في موقعي الا بإرادة الأغلبية " وقبل الغنوشي (ليس للمرة الاولى) التحدي ..فكان سقراطيا حتى بذل النفس بدل ابتذال عزتها وديمقراطيا حد فضح التواطؤ وكشف الخيانة الموصوفة .
خاطرة ثانية مرت بخاطري وأنا أرى الرجل يتقدم نحو الإختبار الأخطر (سياسيا) في مسيرته الطويلة كمن يصارع على حافة الهاوية وسيوف القوم فوق رأسه والعالم يشهد نجاته أو مصرعه هي لحظة تقدم الشهيد "صدام حسين" يوم عيد الإضحى والمصحف (كتاب القرٱن) بيمينه إلى حبل المشنقة وأتساءل هل أختار الغنوشي الإستشهاد واختار توقيت شهادته الرمزية وقد أرادوا قتله ماديا ومعنويا ودبروا ذلك حتى قالت النائبة سامية عبوا "أحنا عملنا حساب وربي عمل حساب" ولله الأمر من قبل ومن بعد ..
في طيات المؤامرة (حساب البشر) وفي علم الله الأزلي(حساب الله) وفي يوم عرفة وهو صائم مبتهل إلى الله أختار الغنوشي أن يكون ديمقراطيا حد القبول برد الأمانة ومبدئيا حد اختيار الشهادة ..
بين لحظتي سقراط وصدام حسين وفي نفس المنزلة وبنفس الصدق والتسليم وقف راشد الخريجي الغنوشي ليدشن موجة جديدة في مسار الربيع العربي ويهزم الثورة المضادة قائلا : قول الحق جل وعلا "حسبنا الله ونعم الوكيل"
Comments
8 de 8 commentaires pour l'article 208204