منبر الجمعة/ الصراع بين الحق و الباطل
بقلم / منجي باكير
بخلاف ما يحصر بعض العابثين الدين الاسلامي بأنه دين أخلاق فقط و دين طقوس عبادية منكفئة في المساجد فإنّ هذا الدين هو دين حياة للإنسانية ، دين عدل بلا تحفظ ، دين نُصرة المظلوم و إعلاء كلمة الحق و حفظ الحقوق و الحريات ، و لهذا فهو الدين الذي يجسد في كثير من مفاصله الصراع بين الحق و الباطل ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ) ، يجسد الانتصار للحق و دحر الباطل في كل صوره يدعو لاستجلاب المصالح و درء المفاسد ...
بخلاف ما يحصر بعض العابثين الدين الاسلامي بأنه دين أخلاق فقط و دين طقوس عبادية منكفئة في المساجد فإنّ هذا الدين هو دين حياة للإنسانية ، دين عدل بلا تحفظ ، دين نُصرة المظلوم و إعلاء كلمة الحق و حفظ الحقوق و الحريات ، و لهذا فهو الدين الذي يجسد في كثير من مفاصله الصراع بين الحق و الباطل ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ) ، يجسد الانتصار للحق و دحر الباطل في كل صوره يدعو لاستجلاب المصالح و درء المفاسد ...
و الملاحظ أنّ كل ما في الدنيا من أهواء ، وأعمال، وآراء هي تردد بين حق وباطل ، هدى وضلال، خطإ وصواب ، وإنّ مسألة الحياد في أمر الحق والباطل مسألة غير واردة في الدّين أبدا ،،، حين يقول إنسان : أنا محايد بين الحق والباطل يُصنَّف في دين الله وشرعه في قائمة أهل الباطل , ولذلك يقول الله جل في علاه : { فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ ...} سورة يونس ، لا توجد منطقة وسطى ، لا توجد منطقة رمادية فالحق و الباطل لا يتوافقان و لا يجتمعان ، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : «الشخص المحايد، هو شخصٌ لم ينصر الباطل، ولكنه من المؤكد أنه خذل الحق» .
هذا الصراع بين الحق و الباطل تحركه (سُنة التدافع) ، تلك السنّة التي تقرر أنه سبحانه لا يُمكِّن للباطل في هذه الحياة ليستعبد الناس، ولا يفسح له المجال ليسخر عباد الله لخدمته وتحقيق مآربه، بل إنه سبحانه يقيم من أهل الحق من يقف في وجه الباطل، ويتصدى له في معاركه كافة، وهذه السُّنَّة هي المُعبَّر عنها بقوله سبحانه: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين}
إِنَّ الباطل شيء مصنوع ومزوَّر ، ليست لهُ جذور ، أجوف ، والأشياء التي لها صفات كهذه ـ عادةً ـ لا يمكنها البقاء طويلا.
أمّا الحق فلُه أبعاد وجذور مُتناسقة مع قوانين الخلق والوجود ، ومثلهُ ينبغي أن يبقى.
إنّ عاقبة الباطل الإِندحار ، قد يكون للباطل صولة وبرق ورعد ، وله كر وفر ، إِلاَّ أن عمره قصير ، وفي النهاية يكون مآلهُ السقوط والزوال .. و الأصل هو أنَّ عاقبة الحق الإِنتصار قال تعالى : {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء : 81] .
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 192329