اقسم بالله ... شيء يعمل الكيف..

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5d92e678503c54.58253804_olinhkpjgfmeq.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

تطلب الامر 8 ساعات من المتابعة لما نشره الإعلام العربي منذ ظهور نتائج 15 سبتمبر، التي أهلت قيس سعيد ونبيل القروي للدور الثاني، حتى بعض وسائل الإعلام السورية التي عادة لا تتعامل مع التحاليل السياسية انخرطت في تفكيك الوضع التونسي، بل حتى الصحف اليمنية التي تعيش تحت الاحتلال السعودي الاماراتي الايراني، تناولت الملف التونسي، وقدمت قراءتها!!!لقد أصبحنا مادة سياسية ينفّس فيها المحلل عن كبته ويقدم قراءته و يبني استنتاجاته، انهم يقومون بتربصات مفتوحة في حديقة سبعطاش ديسمبر.

...

عندما تقرأ لنادين عبد الله أو سليمان جودة وعمر الشوبكي وغيرهم، وتراقب مقالاتهم التي تتناول الوضع السياسي في بلادهم وكيف يقدمون الوصفات السقيمة المترهلة التي لا تنطلي على صبيان القلم، ثم فجأة تُصقل اقلامهم ويصعد منسوب الوعي وتلين اللغة الخشبية نحو لغة متماسكة تغوص في الحدث التونسي وتقلب طبقاته، عندما يحدث ذلك تدرك ان الخوف كافر تماما كالفقر، وأن المصيبة ليست في الأقلام بل في الذمم والقلوب.

بعيدا عن وباء أحمد موسى وصقيع أبو ظبي، هناك الكثير من الأقلام سحرتها الساحة السياسية التونسية، من المغرب الى الجزائر ومنها إلى مصر فالسعودية فالاردن فاليمن وصولا الى صومال القرن الافريقي، الكل يكتب عن تراجع أحزاب الدولة وكيف تقلص مردود النهضة، غاصوا في ظاهرة تعثر الاحزاب التقليدية، بل ان بعضهم كتب عن التصويت الاليف "قيس سعيد" وتصويت البطون الجائعة "نبيل القروي"، حتى ان الشوبكي وبعد ان تمتع بتحليل الانتخابات التونسية ذيل مقاله بعبارة "الإجابة تونس حتى إشعار آخر."

يعترضك المقال الطويل المفعم بروح نقدية تحليلية راقية، عن التصويت العقابي والتصويت الاحتجاجي وعن التسرب الناعم للمرشح الفائز وعن التسرب الماكر عبر بوابة المساعدات للمرشح الثاني، عن الانتكاسات بالجملة، تلحظ في كتابات بعضهم رسائل مشفرة تشبه أسلوب كليلة ودمنة! إنهم يستعملون التجربة التونسي في جس نبض حكامهم، وتمرير رسائل خافتة خجولة يغلب عليها الخوف من غضبة لا تذر، نتابع بنهم وفرحة كيف تعب الأقلام العربية من مياه التجربة التونسية حتى ترتوي، ثم تعود الى شأنها الداخلي لممارسة مهامها الملوثة التي كلفت بها.. إننا لا نصدر الثورات ولكنهم يأتوننا لأخذها.. يغلبنا كرمنا.. نعطيهم ما أرادوا ونوقن بأننا سنتعرض الى غضب ولاة أمورهم.. نحن لا نذهب لعرض بضاعتنا، ولكن من أتانا حملناه وأمنّها وعلمناه.. بعضهم يهمس في آذاننا: لا تعطني ثورة ولكن علمني كيف اصطاد الثورات.. مشهد مشرف.. حاجة تفرح.. اقسم بالله شيء يعمل الكيف..



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 190147

Mandhouj  (France)  |Mardi 1 Octobre 2019 à 07:40           
الواقع التونسي عبر خصوصياته، يلتقي في قواعد اللعبة مع عديد واقع عديد الدول العربية، و يقدم وجبات شخمة للتحليل. السودان، الجزاءر،... هي أيضاً حالات للدراسة. تنتصر الثورات. الشعوب تريد.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mardi 1 Octobre 2019 à 07:14           
ألف تحية وتحية صباحية إلى الجميع والبداية مع هذا المقال الطريف عن الثورة التونسية التي تحولت لمثال نموذجي للدول العربية لتفكيك أسرارها المشفرة علها تغير الوضع بطرق ناعمة حسب خصوصية كل بلد لترسيخ ثقافة الصندوق الشفاف المعبر بكل صدق عن إرادة الشعوب .لقد أثبتت إنتخابات الدور الأول للرئاسية عن إنقسام الناخبين بين مرشح البطون ومرشح العقول وبين دماغ البطن ودماغ الجمجمة ستتضح الصورة في الدور الثاني لمن
الغلبة .ومن المؤكد أن الديمقراطية التونسية ستكون صوت الحالمين بالتغيير في الدول العربية ونجاحها في تونس هو نجاح لمستقبل الحرية لكل العرب وغير العرب .


babnet
All Radio in One    
*.*.*