بن علي و الأربعون ألف قوّادا
أبو مــــــازن
روت الأسطورة العربية حكاية علي بابا والأربعين حرامي وهي احدى القصص الخيالية التي ألهمت كتّابا وفنانين في أنحاء العالم فصنعت لذلك مسلسلات للأطفال والكبار بلغات العالم و مدبلجة بالعربية واتخذت صناعة السينما حظا وفيرا فحفظت الذاكرة صورا رائعة جمعت بين سحر التاريخ و صعلكة التشويه الذي اعتمدت لتمسّ بكل ما انتسب للعرب.
روت الأسطورة العربية حكاية علي بابا والأربعين حرامي وهي احدى القصص الخيالية التي ألهمت كتّابا وفنانين في أنحاء العالم فصنعت لذلك مسلسلات للأطفال والكبار بلغات العالم و مدبلجة بالعربية واتخذت صناعة السينما حظا وفيرا فحفظت الذاكرة صورا رائعة جمعت بين سحر التاريخ و صعلكة التشويه الذي اعتمدت لتمسّ بكل ما انتسب للعرب.
عوّض اليوم المخلوع علي بابا و ارتقى عدد الأعضاد ليبلغ الأربعين ألف حسب ما نشره تقرير هيئة الحقيقة والكرامة التي مهما قيل فيها من نعوت فقد غيّرت تقريرها و جلساتها مجرى التاريخ المعاصر لتونس و دغدغت الماضي المجهول لتظهر بعض الحقائق والتفسيرات لما صار الوضع اليه.
أربعون ألف بل يزيدون هم عدد الصبابة والقوادة التي تحويهم الادارة التونسية و لوبيات الاعلام والمال ولجان الاحياء و المقاهي و الحوانيت المنتصبة و الاكشاك و المحطات و غيرها ممن كان يعمل لصالح بقاء بن علي وبقاء منظومته التي عصفت بالبلاد حتى حملته الى ثورة لم يجد بعدها استقرارا واضح المعالم. أربعون ألفا كان عددا كافيا ليخرج الى الشوارع ليلة الثالث عشر ابتهاجا بخطاب "غلطوني" وكان عددا محترما ليثير القلاقل في ردهات الثورة الأولى ويغيّر مجراها كلّما اشتد الخناق حول اللوبيات النافذة و انزعج المسؤول الكبير.
حتما هم يتجاوزون هذا العدد فخطاب الثورة المضادة لا زال مسموعا و مرحبا به في عديد المجالس ونحيب "كنا قبل خير" اسطوانة مشروخة كثيرا ما استعملت حتى خالها البعض أنّ عودتهم حقيقة لا مفرّ منها، لا سيّما وقد كذّبت عبير مزاعم هذا الموقع المبارك و قالت أنّ فوزها لا يعدّ منامة عتاريس . لعل التقرير لم ينصف الماضي كما يجب الانصاف ولم يعرّج على الحاضر كما يجب التعريج ولكنّه دوّن "بالمكتوب" وجود هذه الفئة المتمعشة من مظالم الناس والتي كوّنت شبكة علاقات محترمة و نهبت أموالا لا بأس بها و زوّرت صوت الشعب في عديد المناسبات. هذه الفئة التي حاولت بعد الثورة العودة عبر عديد المسمّيات بعد أن تزلّفت للأحزاب الحاكمة فشاهدناها يمينا و يسارا تبحث عن الارتزاق لكن ثورة تونس مباركة ومستمرة و قد تجاوزت مرحلة الانطلاق.
Comments
5 de 5 commentaires pour l'article 174313