''سيد الاسياد'' في سوسة.. !!

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/sayyedlasyedddx1.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

شلل كامل اليوم في سوسة بمناسبة استقبال السبسي، الذي أُلغيت فيه كل مظاهر النشاط الاعتيادي، وتم تجنيد الجميع للحضور والتعبير على "الفرح" و"البهجة"، في مشهد يرجعنا الى عشرات السنين للوراء، ولا يدلّ بالمرة أنّنا قمنا بثورة وانّنا على درب انتقال ديمقراطي.

...

الصّور فاجأت الجميع، فأشدّ الناقدين للسلطة الحاكمة لم يكن يتصوّر ان تصل الامور الى ذلك الحد، فالامور لم تقتصر على تزيين "المادّة" وتنظيف الطرقات وزرع الاشجار ووضع الورود الجاهزة، كما لم تقتصر على وضع العلامات واللافتات والصور وشعارات الاحتفاء، والامر تعدّاها اليوم الى مظاهر مقرفة الى حد الغثيان والاختناق.

فالطبلة والزكرة كانت في الموعد بقوّة، وكل الفرق الوترية والمدحية والماجورات والخيول كانت حاضرة، وحتى السجّاد الاحمر فقد كان على طول الطريق مفروش "لسيادته"، والكورتاج كان طويلا عريضا والحماية الامنية على طول مئات الامتار بين السيارات المصفّحة والاعوان بالزي وبدونه وكل الفرق المختصة تقريبا تجنّدت للحدث، وتم حتى وضع على جوانب الطريق الخيم ليحتمي بها الحاضرين حتى لا يبتلوا من الامطار.

والامر لم يقف هنالك فقد تم تجنيد كل وسائل الدولة للحدث، والبلدية والولاية وكل الادارات تقريبا حضرت بقوّة في الاعداد لموعد "التقاء القائد بشعبه"، ولتحشيد الشارع اليوم بالذات كان لا بد من استثمار الادارة والرياضة والمدارس بقوة، وتم من خلال الميدان افراغ الكثير من المؤسسات الادارية من العديد من موظفيها من أجل ملىء الشارع، والانكى هو تلك الطفولة التي تم الزج بها واخراجها من مدارسها للهتاف والتصفيق.

تعطيل المرفق الاداري مخالف للقانون وتعطيل مصالح المواطنين لا يمكن قبوله سياسة وقانونا، غير ان تعطيل الدراسة هو الاخطر على تلامذتنا فلذات اكبادنا، والاخطر من كل ذلك هو استعمالهم باساليب الانظمة الدكتاتورية، وتعليمهم اساليب المديح والبروباغندا السياسية المقيتة، والاعتداء على الطفولة وقيم الحرية والذوق رهيب جدا في الصدد.

ممارسات اعادتنا بقوة وباسلوب اشنع، الى تداخل الادارة في السياسة والى توظيف المدرسة للشخص، والى تداخل الرياضة في السياسة، وشاهدنا في الصدد تسليم زي النجم للرئيس "المفدّى"، أمّا تداخل الحزب في الدولة فدلّل عليه تدشين "سيادته" لاحد معامل نائب حزب النداء رضا شرف الدين، والامر فيه ما فيه من دلالات تقسيم البلاد على اساس الانتماء الحزبي، وتوظيف الزيارة لغايات حزبية وشخصية بعيدة كل البعد عن منطق الدولة والمصلحة العامة.

والرئيس المطالب باحترام القانون واحترام حياد الادارة والمؤسسات التعليمية، وحماية الدستور وتوحيد البلاد والمواطنين رأيناه الاول في دوس كل هذه المستلزمات، كما رايناه الاول في الاعتداء على مصالح المواطنين وضرب قيمة العمل، والاخطر هو بروز ماكينات اعادة البروباغندا الحزبية والشخصنة وتاليه الاشخاص، واستعادة شعارات "يا سيد يا حامينا.. الله لا ينحيك علينا"!!

(*) قانوني وناشط حقوقي



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


9 de 9 commentaires pour l'article 148649

Abid_Tounsi  (United States)  |Jeudi 5 Octobre 2017 à 08:47           
من شب على شيء شاب عليه

MedTunisie  (Tunisia)  |Mercredi 4 Octobre 2017 à 22:04           
عدنا لحامي الحمى و الدين مظاهر توقعنها انتهت ولكن اين حافظ يمكنه ياخذ المشعل على والده فهو ليس مثل محمد زين العابدين و مثل علاء او جمال مبارك انه انسان رسين و مثقف و له حنكة سياسبة و يمكنه ان يجمع بعض اصوات الموتى ليصل للرئاسة

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mercredi 4 Octobre 2017 à 21:45           
سوسة تحولت اليوم لكوريا الشمالية والسبسي تحول لكيم جون أون والطفولة تحولت في غفلة من أوليائهم لروبوتات وقع إستغلالها بطريقة مخجلة ويبدو أن فخا نصب للسبسي ووقع به وستكون تبعاته باهضة الثمن وقد تورط مؤسسة الرئاسة قضائيا وقد تطيح بعديد الرؤوس وقد تعصف حتى بالحكومة .

Mandhouj  (France)  |Mercredi 4 Octobre 2017 à 21:38           
يجب الحسم اليوم قبل غدا مع كلاب التجمع.

الوزراء في حكومة الشاهد الذين لا ينتمون للتجمع يجب أن يستقيلوا تنديدا بما حدث في سوسة اليوم .. أقل ما يمكن لحفض ماء الوجه .. أزمة حكومية غدا ، خير من ثورة مضادة تأتي على الخضر و اليابس .. افهموا يرحم والديكم .
غدا استقالتكم على طاولة الشاهد ؛ دون ذلك فالأمر يصبح خطير على الجميع .

ثم الكلمة لأحرار تونس .. تونس في خطر ، و بما حصل في سوسة اليوم نحن لسنا أمام مؤشرات خطيرة لعودة الديكتاتورية، لكن أمام حقيقة عودة الديكتاتورية..

كل النواب الذين لهم غرام وطنية يجب أن يفارقوا الأغلابية و يلتحموا بأبناء شعبهم ... تشكيل أغلابية برلمانية ضد كلاب النداء ضرورة ، دونها الديكتاتور سيتربع على جثث الجميع ..

على نواب الجبهة أن لا يخونوا مسارات الثورة ، أن لا يتحالفوا مع كلاب التجمع ، على نواب الجبهة أن يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية ، على نواب الكتلة الديمقراطية أن لا يتقاعسوا في الدفاع على الثورة .. على نواب النهضة أن ينهوا تواجدهم في الأغلابية البرلمانية .. لا توافق مع الكلاب الذين عادوا لصنيعهم القديم.

على النيابة العمومية أن تأمر بإلقاء القبض على البجبوج و كل أفراد عائلته ..

Mandhouj  (France)  |Mercredi 4 Octobre 2017 à 21:13           
إستقالة للوزراء الذين لا ينتمون للتجمع ضرورة .

الوزراء في حكومة الشاهد الذين لا ينتمون للتجمع يجب أن يستقيلوا تنديدا بما حدث في سوسة اليوم .. أقل ما يمكن لحفض ماء الوجه .. أزمة حكومية غدا ، خير من ثورة مضادة تأتي على الخضر و اليابس .. افهموا يرحم والديكم .
غدا استقالتكم على طاولة الشاهد ؛ دون ذلك فالأمر يصبح خطير على الجميع .

Samsoum1000  (Italy)  |Mercredi 4 Octobre 2017 à 19:59           
مع إحترامي للساحل و كل جهات تونس الكبول الباجي و عصابته لا يقدرون السير ولا زيارة الجنوب ...

Kamel85  (United Arab Emirates)  |Mercredi 4 Octobre 2017 à 19:29           
يعطيه ع*صبة ليلو و للطحانة متاعو

Mandhouj  (France)  |Mercredi 4 Octobre 2017 à 18:54           
من يستهين بما حدث اليوم في سوسة لم يفهم شيأ مما حدث .

الذي يخاف من رفض ما حدث و لا يجرأ على التنديد به و المشاركة في نضال يعيد قيم الثورة لمكانها ، يخون المجتمع ، ثروة و ثورة و ديمقراطية . المافيا ماسكة بكل الدولة. الشاهد يتمنيك لما يتكلم عن الحرب على الفساد، و هذا الجميع اكتشفه...

ما حدث اليوم ليس راجل كبير نأخذ بخاطره.. إنه أفلس البلاد، و أرجع كلاب بن علي للحكم . انظروا ورقات تحضير الميزانية و التوجهات التي ستأخذ .. انظروا انجازات حكومات الباجي من 2014 إلى الآن .. هكذا نفهم أكثر سر تعطيل المسارات الدستورية ... ترحيل هذا الانسان من منصبه هو الطريق .. و هذا ليس ضد الديمقراطية ... يجب أن لا نستهين بما حدث اليوم في سوسة .

يجب أن لا نترك الشعوب تضحك علينا .

Mandhouj  (France)  |Mercredi 4 Octobre 2017 à 18:45           
المؤسسات أصبحت مدجنة .. و هجومه على الهيئات الدستورية يجب تحضير شعبية حتى يبعثها على التوش نهائيا.. خطة حكيمة !

اتمنى من شعب الثورة أن يسترجع ثورته عبر الشارع. أن يجعل عودة الديكتاتورية و التوريث منامة عتارس .

الاشكال هو أن اليسار المتطرف ، و حتى يسار الجبهة سوف يدافع عنه.. الجهات المهمشة تاريخية إذا لا تعطي درسا لهذا "ما يسمى رئيس كل التونسيين" سوف لا يفهم ، لا هو و لا الكلاب التي تصفق له و تصنع له في ذات ديكاتورية .

الشارع مفتوح للحوار الكبير بين شعب الثورة و شعب الردة، و على القوات الأمنية يجب أن تبقى على الحياد . دون تلقينه درسا ، فالتوريث مضمون الوصول .. فحذاري قبل أن يفوت الفوت .

إرحل ، هو شعر المرحلة .

كل ما فعله هذا المدعو رئيس كل التونسيين ، تبين اليوم أنه حامي نظام الماكينة القديمة المقيتة العفنة .. لقد سقط القناع .. و من قبله سقط حائط الخوف ، و هذا لم يفهموه كلاب المافيا التي حكمت تونس 55 عام .

إرحل قبل أن تهرب .


babnet
All Radio in One    
*.*.*