الساق الخشبية في ذكرى العدوان على حمام الشط

<img src=http://www.babnet.net/images/9/cimetierehammamchott.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الاستاذ بولبابه سالم

قصف سلاح الجو الصهيوني في مثل هذا اليوم من سنة 1985 غارة جوية على تونس و تحديدا على ضاحية حمام الشط مستهدفا قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ، و قد خلف العدوان 68 شهيدا بين تونسيين و فلسطينيين و عشرات الجرحى ، و اطلق عليها عملية الساق الخشبية و شارك فيها 10 طائرات حربية اسرائيلية بدعم لوجستي واضح من الاسطول السادس الامريكي المتمركز في البحر الابيض المتوسط و للتاريخ فقد استضافت تونس قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بعد حصار بيروت سنة 1982 بقرار من بورقيبة و بتاثير من وسيلة بن عمار التي كانت على علاقة خاصة بالزعيم ياسر عرفات الذي هاتفته الماجدة بعد فك الحصار ، كما يؤكد ذلك محمد المصمودي .

...

و للتاريخ ايضا فقد كان الباجي قايد السبسي وقتها وزيرا للخارجية و كلفه الرئيس الحبيب بورقيبة بتقديم شكوى الى مجلس الامن الدولي ضد اسرائيل ، و قبلها استقبل الرئيس ايضا سفير الولايات المتحدة بتونس و ابلغه ان تونس قد تضطر الى قطع علاقاتها معها اذا استخدمت الفيتو ضد ادانة اسرائيل في الامم المتحدة كما تفعل دائما ، و لاول مرة تمتنع الولايات المتحدة عن التصويت في قضية تهم الكيان الصهيوني .

للاشارة فان اسرائيل لم تعتذر الى اليوم عن ذلك العدوان ، اما الاذاعة الوطنية وقتها فقد اذاعت خبر العدوان بعد 3 ساعات من حصوله فقد بدا الهجوم الجوي على الساعة العاشرة صباحا و لم يعلن عنه الا الساعة الواحدة بعد الزوال. و اعتقد كثيرون وقتها ان ليبيا هي التي قصفت تونس بعد الازمة الخطيرة بين البلدين اثر طرد القذافي للعمال التونسيين ، فقد شهد جنوب البلاد تحركات عسكرية كبيرة و انتشارا واسعا للدبابات و مضادات الدفاع الجوي ، اما من الجانب الليبي فقد كانت الاجواء حربية بنشر الاسلحة الثقيلة و التصعيد الاعلامي المستفز ، و لولا حكمة الديبلوماسية التونسية لحصل المحظور .

اقرأ أيضا: في مثل هذا اليوم... الساق الخشبية

اما الغريب فهو ان تونس كانت تحتفل بذكرى العدوان الاسرائيلي على حمام الشط على المستوى الرسمي حيث اقيم نصب لشهداء المجزرة كان يزوره شخصية رسمية رفيعة النستوى رفقة سفير دولة فلسطين بتونس ، لكن تغلغل بعض المتصهينين التونسيين من التيار الفرنكوصهيوني في اجهزة الدولة تجاهل هذه المناسبة . هكذا يقول التاريخ و التاريخ لا يرحم و تبقى فلسطين في قلوبنا و عقولنا ، و هاهو الشهيد محمد الزواري يقتله جهاز الموساد العام الفارط امام منزله في صفاقس بسبب نشاطه في المقاومة الفلسطينية ، وقتها ايضا ظهر المتصهينون التونسيون الى العلن و معهم ذراعهم الاعلامي و الابواق المرتزقة بكل وقاحة و انطلقوا في حملة تشويه قذرة ضد المهندس القسامي الطيار محمد الزواري . بين تونس و فلسطين قصة طويلة انطلقت منذ حرب 1948 .
عاشت تونس و عاشت فلسطين .
كاتب و محلل سياسي



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 148473

Mandhouj  (France)  |Dimanche 1 Octobre 2017 à 20:21           
بالمناسبة نترحم على الشهداء ، و لا ننسى الشهيد الزواري .. إسرائيل كيان العار .. و العار لا يليق بالانسانية ..


babnet
All Radio in One    
*.*.*