مجلة بريطانية: أقلية ''الـروهينجا'' المسلمة ببورما هم أتعس أهل الأرض جميعا

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/arakanli-muslumanlar-3.jpg width=100 align=left border=0>


وكالات - نشرت مجلة الـ (نيوستيتسمان) البريطانية، مقالا عن أقلية "الروهينجا" المسلمة في بورما، رصدت فيه تدهور أحوالهم الإنسانية إلى درجة إنكار حتى اسمهم الذي ينادون به، وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك من أجل إغاثة هؤلاء المستضعفين.

ونوهت على موقعها الإلكتروني عن معاناة أكثر من مليون إنسان من "الروهينجا" في إقليم "راخين" في ظل أوضاع تشبه الفصل العنصري الـ"أبارتهيد".

...

واتهمت المجلة، الإعلام الغربي بالتقصير في تغطية هذه المأساة الإنسانية شيئا فشيئا منذ عام 2012، وأكدت أن ما يجب أن يعلمه البشر جميعا هو حقيقة أن الـروهينجا هم أكثر أهل الأرض تعرضا للاضطهاد.



وأخذت المجلة على الخارجية البورمية إهمالها معالجة أوضاع هؤلاء البؤساء وإنهاء معاناتهم، وعابت على هذه الحكومة في المقابل نشاطها في انتقاد مقررة الأمم المتحدة الخاصة لبورما "يانجي لي" لتسميتها لأقلية الروهينجا المسلمة باسم "روهينجا"، بدعوى أنها لم تكن موجودة أبدا بين أكثر من مئة أقلية عرقية في بورما (ميانمار)، وزادت الخارجية البورمية باتهام مقررة الأمم المتحدة بتجاوز حدود اختصاصها، محذرة من أن الإصرار على استخدام اسم "روهينجا" من شأنه تعقيد الأزمة الراهنة أكثر وأكثر.

واتهمت المجلة البريطانية الحكومة البورمية بالتورط في اضطهاد أقلية "الـروهينجا" المسلمة؛ عندما أعلنتها جماعة عديمة الجنسية في قانون للمواطنة مرّرته عام 1982، وبموجبه أعلنت الحكومة البورمية، أقلية الروهينجا مهاجرين غير شرعيين قادمين من بنجلاديش المجاورة؛ وعليه فقد أنكر المسؤولون في بورما على هؤلاء الـ"روهينجا"، أيّ حق في طلب أي عون، وفي أعقاب المصادمات بينهم وبين أكثرية البوذيين المتعصبين عام 2012، بات نحو 140 ألفا من الـروهينجا يعيشون في مخيمات التشريد حتى الآن.


تركيا تدعو لقمة إسلامية لبحث مأساة مسلمي الروهينغا
وقالت تركيا إنها ستدعو لعقد قمة لمنظمة التعاون الإسلامي لمناقشة أوضاع مسلمي الروهينغا في ميانمار والبحث عن "حل جذري لمشكلتهم"، وذلك في ضوء تقارير دولية تحدثت الجمعة عن فرار نحو 38 ألفا منهم بسبب أعمال القتل التي يمارسها الجيش البورمي والمليشيات البوذية ضدهم منذ أيام في إقليم أراكان.

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو قوله مساء الجمعة، إن قمة ستعقد بمبادرة من الرئيس رجب طيب أردوغان على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في الـ 19 من الشهر الجاري.



ويعيش الروهينغيا منذ عقود في غرب ميانمار، ويتحدث هؤلاء المسلمون السنة شكلا من أشكال الشيتاغونية، وهي لهجة بنغالية مستخدمة في جنوب شرق بنغلادش.

ويقيم نحو مليون منهم مخيمات لاجئين خصوصا في ولاية راخين (شمال غرب البلاد)، ويرفض نظام ميانمار منحهم الجنسية البورمية.

وينص القانون حول الجنسية الصادر في 1982 على أنها وحدها المجموعات الإثنية التي تثبت وجودها على أراضي ميانمار قبل 1823 (قبل الحرب الأولى الإنكليزية-البورمية التي أدت إلى الاستعمار) يمكنها الحصول على الجنسية، لذلك حرم هذا القانون الروهينغيا من الحصول على الجنسية، لكن ممثلي الروهينغيا يؤكدون أنهم كانوا في ميانمار قبل هذا التاريخ بكثير.

وفر آلاف منهم من ميانمار في السنوات الأخيرة بحرا باتجاه ماليزيا وإندونيسيا، واختار آخرون الفرار إلى بنغلادش حيث يعيش معظمهم في مخيمات.

ويعتبر أفراد الروهينغيا أجانب في ميانمار وهم ضحايا العديد من أنواع التمييز مثل العمل القسري والابتزاز والتضييق على حرية التنقل وقواعد الزواج الظالمة وانتزاع أراضيهم، كما أنه يتم التضييق عليهم في مجال الدراسة وباقي الخدمات الاجتماعية العامة.

ومنذ عام 2011 مع حل المجلس العسكري الذي حكم ميانمار لنحو نصف قرن، فقد تزايد التوتر بين الطوائف الدينية في البلاد.

وما انفكت حركة "رهبان بوذيون قوميون" في السنوات الأخيرة تؤجج الكراهية، معتبرة أن الروهينغيا المسلمين يشكلون تهديدا لميانمار البلد البوذي بنسبة 90 بالمائة.

في عام 2012 اندلعت أعمال عنف كبيرة في البلاد بين البوذيين والأقلية المسلمة أوقعت نحو 200 قتيل معظمهم من الروهينغيا.

وتبلغ نسبة الأقلية المسلمة في ميانمار 4% من إجمالي عدد السكان الذي يصل إلى 51 مليون نسمة، بحسب إحصاءات عام 2007 الرسمية.

ويتحدر المسلمون في البلاد من عدة مجموعات عرقية، أبرزها الروهينغيا، التي لا تعترف بها السلطات مكونا من مكونات الدولة، وتدعي أنهم مهاجرون جاؤوا من بنغلادش.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر في عام 2016 سجلت حملة عنف حين شن الجيش البورمي عملية إثر إدعاءات حكومية بمهاجمة مسلحين مراكز حدودية في شمال ولاية راخين(راكين).

وتجددت الحملة العسكرية العنيفة التي يشنها الجيش ضد الروهينغيا الشهر الماضي بعد أيام من تسليم الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان، لحكومة ميانمار تقريرا نهائيا بشأن تقصي الحقائق في أعمال العنف ضدهم في ولاية أراكان.

إلا أن الحكومة ردت بتحقيق توصلت فيه إلى أنه "لا توجد أدلة على جرائم"، وأن "الناس من الخارج قاموا بتزييف الأخبار، وادعوا أن عملية إبادة قد حصلت"، بحسب رد حكومة ميانمار.

وكان ناشطون بثوا صورا وتسجيلات تظهر إحراق الجيش ومليشيات بوذية عشرات القرى للأقلية المسلمة، فيما تحدثت تقارير عن مقتل العشرات في العمليات التي استهدفتهم.

وتظهر التسجيلات ما قال الناشطون إنها غارات للجيش أدت لتدمير عشرات القرى شمال إقليم أراكان، إضافة لصور تظهر جثث عشرات الضحايا المدنيين ممن سقطوا خلال الحملة العسكرية.

وشهدت ميانمار نزوحا كبيرا من الروهينغيا المسلمين باتجاه الحدود مع بنغلادش، إثر حملة القمع التي يتعرضون لها والاضطهاد العنصري.

ونزح أكثر من 35 ألفا من الروهينغيا المسلمين باتجاه الحدود بين ميانمار وبنغلادش، وكان بعضهم مصابا بأعيرة نارية.

وبدأ بعض المسلمين بمحاولة صد الهجمات ضدهم لحماية أنفسهم من المتطرفين البوذيين، في شمال ولاية راخين الجمعة الماضي، وعلى إثر ذلك قامت الحكومة بإجلاء الآلاف من مسلمي الولاية.

وتكتفي الأمم المتحدة بالتنديد بهجمات المسلحين، وتحاول الضغط على ميانمار لـ"حماية أرواح المدنيين دون تمييز"، فيما تناشد بنغلادش السماح بدخول الفارين إليها من الهجوم المضاد الذي شنه الجيش، حيث تستضيف بنغلادش بالفعل أكثر من 400 ألف من لاجئي الروهينغيا الذين فروا من ميانمار ذات منذ أوائل التسعينيات.

من تناقضات الموقف في ميانمار أن رئيسة الحكومة هي، أون سان سو تشي، الحاصلة على جائزة نوبل في السلام والتي برزت على الساحة السياسية بعد عقود من الدكتاتورية العسكرية.

وتعرضت حاملة نوبل لانتقادات خلال السنوات الأخيرة بسبب موقفها من حقوق وحماية الروهينغيا المضطهدين في البلاد، حتى إن الزعيم الروحي البوذي العالمي الدالاي لاما غضب من صمتها إزاء محنتهم، فناشدها علنا اتخاذ موقف.

وتنفي سو تشي وجود حملة تطهير عرقي لمسلمي الروهينغيا في البلاد، بالرغم من تأكيد العديد من التقارير الدولية تعرضهم للقمع والتعذيب، إذ اعتبرت في مقابلة مع "بي بي سي"، استخدام عبارة "تطهير عرقي" لوصف وضعهم في البلاد يعد "أمرا مبالغا فيه".



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


16 de 16 commentaires pour l'article 147185

Adam1900  (Poland)  |Dimanche 3 Septembre 2017 à 13:33           
@ الي المتابع
Oceanus (Tunisia)

يرحم والديك '' فطموك علي الفزدق ورظعت حليب الرجال .. أصبت ..
الروهينغاريين '' أناس عزل تم ظلمهم من كافة النواحى ما هى حجة الظالم والدول الاجرامية مثل حكومة '' ميانمار'' التى تسعى للقضاء على الاقليه المسلمة وعدم السماح لها بممارسة تجارتهم واعمالهم وشعائرهم الدينية وتعليم اطفالهم .. طبعا هذا هو المبرر الوحيد اتهامهم بانهم ارهاربيون .. والسؤال : اين امريكا التي نصبت نفسها شرطي على العالم من كل هذه الجرائم والانتهاكات للبشر؟ أم ان هولاء الابرياء ليسوا ببشر في نظر أمريكا والناتو والمحكمة الدولية ؟
في عهد الاسلام و حكمه حين تملك الاسلام فى الارض كان ينصر الضعيف فى أى مكان ، ولا يبالى و لا يفرق بين البشر أى كانت ديانته .. كان دائما يقف امام الغدر والافتراء
..

Nouri  (Switzerland)  |Dimanche 3 Septembre 2017 à 11:48           
عفوا:

هل تعلمون قول أن الاكراد لهم عداوة لاردوغان وحزب التنمية مفبركة، هنالك عديد المذاهب عند الاكراد: السنة والعلوية والزدية … والاكثرية المطلقة من الاكراد هم من السنة فحسب الاحصائيات للانتخابات التي فاز فيها اردوغان أو حزبه الاكثرية التي صوتت لهم هم من الاكراد السنة اكثر من الاتراك السنة،

لكن العلويين والاكراد الآخرين لهم نفس المشاكل مع المسلمين السنة كالتي توجد في سورية.

فالقول ان كل الاكراد هم ضد اردوغان فهو غير صحيح ومن كتبه يجهل تركيا.

Nouri  (Switzerland)  |Dimanche 3 Septembre 2017 à 09:29           
هل تعلمون ان قول الاكراد لهم عداوة لاردوغان وحزب التنمية مفبركة، هنالك عديد المذاهب عند الاتراك كالسنة والعلوية والزدية … والاكثرية المطلقة هم من السنة فحسب الاحصائيات للانتخابات التي فاز فيها اردوغان أو حزبه الاكثرية التي صوتت لهم هم من الاكراد السنة،
لكن العلويين والاكراد الآخرين لهم نفس المشاكل مع السنة كالتي توجد في سورية.

فالقول ان كل الاكراد هم ضد اردوغان فهو غير صحيح ومن كتبه يجهل تركيا.

Lahache  (Tunisia)  |Dimanche 3 Septembre 2017 à 08:56 | Par           
La Grande Bretagne est le plus concerné, après les musulmans et l ONU, étant donné qu'elle a eu une grande influence sur cette partie du monde tant économique culturelle et surtout geo-politiquement

Mandhouj  (France)  |Dimanche 3 Septembre 2017 à 07:02           
الروهنجا ، الروهنغا ، الحس الانساني غاب عن العالم تجاه هذا الشعب .. و دول حقوق الانسان ، استعمارية بإمتياز في اهتماماتها الكونية .. الحل يمر عبر تجند المجتمع المدني في كل دولة في كل قطر ... مليونية من أجل الروهنجا في كل دول العالم ، ضرورة الضرورات ، حتى تنتهي المأساة ...

Mah20  (France)  |Dimanche 3 Septembre 2017 à 04:37           
Essoltan
"Heureusement que la Turquie est la pour sauver les musulmans"
Faudrait demander l avis des kurdes,des syriens,des irakiens et des yéménites,!et des palestiniens aussi dont les bourreaux israéliens entretiennent les rapports les plus fraternels parmis les pays musulmans,j ai nommé la Turquie!
Je vous fais grâce de l avis de nos ancêtres,et de ceux de tout le moyen orient auquel vous venez de bafouer la memoire! Mais la,il s agit de l empire otoman
Comment pouvez vous ainsi falsifié l histoire et la réalité?

Je

Oceanus  (Tunisia)  |Samedi 2 Septembre 2017 à 22:52           
Les derniers vrais musulmans sont morts depuis des siecles .aujourdhui c est une race poubelle motif de moqueris partout dans le monde.

Nouri  (Switzerland)  |Samedi 2 Septembre 2017 à 21:41           
ليس هنالك مجال لمقارنة الحكام العرب واردوغان الفرق شاسع، اردوغان يملك دولة وشعب حر مستقل وله سيادة بالمقابل الحكام العرب لا يملكون الا القصور.

ليست تركيا الدولة المسلمة الوحيدة التي تتحرك للمدافعة عن مسلمي الروهينغا هنالك اندونسيا كذلك الا العرب. ولا حولة ولا قوة الا بالله.


Mandhouj  (France)  |Samedi 2 Septembre 2017 à 20:52           
أنا أعتقد أن العزيزة المكرمة و الدولة الأخت التي تحب تونس كثيرا ! دولة الامارات العربية المتحدة ، هي لوحدها تستطيع حل مشكل شعب الروهينغا ! لماذا عقد كل هذه الاجتماعات .. خاصة أن للامارات، ما شاء الله، سفير في الولايات المتحدة ، يؤمن بالعلمانية ، و كما أن رئيسة ميانمار علمانية و نوبل للسلام يمكن أن تفهمه و يفهمها !


الله يستر كل شعوب العالم من الامارات .. و الشعب اليمني يمكن أن يكون خير شاهد .


MOUSALIM  (Tunisia)  |Samedi 2 Septembre 2017 à 19:45           
نحو ميثاق جديد للدول الإسلامية 1. التسبيح هو شكل الوجود فكل الأشياء العاقلة وغير العاقلة في حركتها الدائمة المتغيرة تنزّه الله من أن يكون مثلها فينطبق عليه قانون التحوّل والتطوّر فيفسد ويهلك:{كُلّ شَيءٍ هَالِكٌ إِلّا وَجهَهُ} (القصص 88)، {وَإِنْ مِن شَيءٍ إلّا يُسَبّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لَا تَفقَهُون تَسبيحَهُم} (الإسراء 44).
2. الخلق كلهم عيال الله، مؤمنهم وكافرهم، مسلمهم ومجرمهم، موحدهم ومشركهم، مطيعهم وعاصيهم، خلقهم من تراب وجعلهم عباداً ولم يجعلهم عبيداً. يطيعونه بملء إرادتهم ويعصونه بحرية اختيارهم ولا يخرجون في الحالتين عن كونهم عباداً. وأن لكل إنسان الحق في أن يعتنق أي ملّة وأي دين يرغب به، وأن يغير دينه أو ملته، وأن يعلن ذلك دون خوف من قتل أو اضطهاد، وهو عبد الله في كل الحالات شريطة الالتزام بالجانب الإنساني الاجتماعي بالوصايا والعمل الصالح، كالامتناع عن قتل
النفس وشهادة الزور والغش بالمواصفات والكذب، هذا الجانب الذي هو أكبر من التصويت وأكبر من الرأي والرأي الآخر:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدّينِ قَدْ تَبَيّنَ الرّشْدُ مِنْ الغَيّ…} (البقرة 256). وقوله تعالى: {قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيّنَةٍ مِنْ رَبّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ} (هود 28).
3. الحياة هبة من الله تعالى للناس جميعاً فلا تؤخذ إلا بحقها، وحقها هو النفس بالنفس كحد أعلى لعقوبة القتل: {وَلَا تَقْتُلُوا النّفْسَ الّتِي حَرّمَ اللّهُ إِلّا بِالْحَقّ ذَلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلّكُمْ تَعْقِلُونَ} (الأنعام 151)، أي أن الأساس في الدماء هو الحرام، والحلال هو الإستثناء وهو ما حدده الله حصراً في آياته. أو فساد في الأرض (جرائم ضد الإنسانية).
4. الحرية هي الشكل الوحيد الذي تتجسد فيه عبادية الإنسان لله تعالى، تحقيقاً لقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنّ وَالْإِنسَ إِلّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات 56). وليس في إقامة الشعائر من صلاة وصوم كما يزعم البعض، بل تشمل العبادة كل نشاطات الإنسان وأفعاله وأعماله ضمن الإختيار الحر وضمن نشاطات وبنود الحياة الدنيا التي وصفها تعالى بقوله: {اعْلمُوا أَنّما الحَياةُ الدُنيَا لَعِبٌ وَلَهوٌ وَزينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَينَكُم وَتَكَاثُرٌ في الأَموالِ وَالأَولادِ
كَمَثَلِ غَيثٍ أَعجَبَ الكُفَارَ نَباتُهُ ثُمّ يَهيجُ فَتَراهُ مُصفَراً ثُمّ يَكونُ حطاماً وفي الآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدّنْيَا إِلّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} (الحديد 20). وتأمين حرية ممارسة بنود الحياة الدنيا هو من أهم أساسيات النظام السياسي والاقتصادي للمجتمع، لأن تقدم المجتمع وازدهاره يقوم على هذه البنود.
5. الحرية هي كلمة الله التي سبقت لأهل الأرض جميعا: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنّهُمْ لَفِي شَكّ مِنْهُ مُرِيبٍ} (هود 110)، وفيها عبادية الإنسان لله تعالى، حيث أن العبودية من اختراع الإنسان، والله لم يطلب العبودية من أحد. فالناس عباد الله في الدنيا، وعبيده يوم الحساب فقط. ومن حق الإنسان أن يطيع ويعصي بكل طواعية واختيار وأن يتخذ القرارات (الأمانة)، لأنه لا
ثواب ولا عقاب دون حرية تحقيقا للعدل الإلهي الذي لا يظلم عنده أحداً. والحرية تسبق العدالة في سلم القيم، لهذا نجد العدل منتشراً في مجتمع الحرية، أما في مجتمع القمع والظلم فإن كلمة الله هي السفلى، بغض النظر عن الأسماء والشعارات التي يتسمى بها هذا المجتمع ويرفعها إسلامية أم علمانية أم قومية، وبغض النظر عن شكل الحكم فيه ملكياً أم جمهورياً أم غير ذلك.
6. التطور والتغير سنة الله تعالى في الكون. فالمجتمعات الإنسانية مجتمعات متطورة وتشريعاتها متغيرة. فالدين الإسلامي خضع للتراكم في القيم والتطور في التشريع واختلاف الشعائر، والثابت فيه هو وحدانية الله عز وجل.
7. الدين الإسلامي، الذي يقوم على مُسَلَّمة الإيمان بالله واليوم الآخر، عالمي شمولي وهو الدين الوحيد الذي ارتضاه الله للناس وخضع للتطور التراكمي على خط سير التاريخ من نوح حتى محمد (ص) وبالتالي ليس له علاقة بالجغرافيا ولا بسياسات الدول. وبما أن مفهوم الدولة في حدودها مفهوم جغرافي بحت، لذا فإن القومية والمصالح الاقتصادية المشتركة والثقافة المشتركة، هي من أهم الأسس في تحديد رقعة الدولة الجغرافية (الوطن) ولا علاقة لها بالدين. لذا لا نرى أي تعارض بين
الإسلام كدين شمولي إنساني عام جاء إلى الإنسانية جمعاء {ياأيها الناس} وبين القومية والتي هي خطاب محلي خاص بقوم معينين {ياقومِ} وبين أتباع ملة معينة {يا أيها الذين آمنوا}. وقوله {يا أيها الناس} تشمل كل سكان الوطن بمختلف قومياتهم وثقافاتهم ومللهم.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Samedi 2 Septembre 2017 à 19:43           
8. الحاكمية الإلهية هي المرجعية الأخلاقية للإنسانية جمعاء وتمثل القيم الإنسانية الفطرية الواردة في سورة الأنعام (151، 152، 153). وميزتها أن الإنسان يقبل بها قبول تسليم لايخضع لاستفتاء أو تصويت، ولامكان فيها للرأي الآخر. فالإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح لايخضع للتصويت، ويأخذ به الإنسان بكامل حريته وإرادته. والتوحيد وبر الوالدين وعدم قتل النفس بغير حق واجتناب الفواحش والإحسان إلى اليتيم والتقيد بالمواصفات دون غش وحفظ العهود والوفاء بها، كل
هذه قيم إنسانية لاتخضع للتصويت لافي دولة دينية ولا في دولة علمانية. ولامحل فيها لأي معارض آخر، لأنها مرجعية لجميع الناس على اختلاف مللهم وتوجهاتهم الدينية والفكرية والسياسية. وفيها يتجلى صدق قوله تعالى: {إِنّ الدّينَ عِنْدَ اللّهِ الْإِسْلَامُ} (آل عمران 19)، {وَمَنْ يَبْتَــغِ غَيْــرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ} (آل عمران 85).
9. القيم الإنسانية لها ميزة أساسية تؤكد أهمية كونها مرجعية أخلاقية عالمية فهي لا تحمل الصفة التشريعية لأنها أعلى من التشريع، وأعلى من كل برلمانات العالم باعتبارها ميثاقاً إلهياً يحمل السمة العالمية والإنسانية المطلقة في كل زمان ومكان، وغير خاضع للتصويت بل لحرية الاختيار بجانبها العقائدي (الإيمان بالله واليوم الآخر والتوحيد).
10. التحريم من اختصاص الله تعالى حصراً لأنه شمولي وأبدي، والمحرمات الأساسية لا تتجاوز في كتاب الله (14) محرماً تسع منها في سورة الأنعام (الآيات 151 ـ 152 ـ 153) مضافاً إليها محارم النكاح وربا الصدقات والأطعمة المحرمة. وهذا يعني أن الحرام عيني ولايقاس عليه، والحلال مطلق، وهو الأصل في الأشياء، والحرام هو الإستثناء.
11. الشعائر من صلاة وصوم وزكاة وحج أمور شخصية لا علاقة لها ببنية أي دولة، وهي ليست من القيم الأخلاقية، فهي تدخل في إطارالعلاقة الخاصة بين العبد وربه ولاتخضع للتصويت في البرلمان، وقد أكد التنزيل الحكيم وجود المساجد جنباً إلى جنب مع كنائس النصارى وكنس اليهود ومعابد الصابئة (البوذية والبراهمة… إلخ) لأن كل الناس أحرار فيما يعتنقونه من معتقدات دينية، ولامحل للعنف والاغتيالات السياسية بسبب ذلك، خاصة مع من يختلفون معه في المعتقد والرأي السياسي.
12. الجهاد في سبيل الله هو الدفاع عن الحرية الإنسانية التي هي كلمة الله التي سبقت لكل أهل الأرض، وهو جهاد مقدس مختلف الأوجه ابتداء من الكلمة وانتهاء بالقتال، وهو نابع عن عقيدة فردية يعبر من خلاله الإنسان عن التزامه بحريته وحرصه على الحفاظ عليها وعلى الدفاع عن حريات الآخرين في حال تعرضها للانتهاك والتعدي من قبل دعاة الطغيان والجبروت.
13. يتم تقديم المساعدات المادية (charity) للمحتاجين في كل بقاع العالم بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية وتوجهاتهم السياسية أو الفكرية أو الأيديولوجية أو قناعاتهم، لأن المساعدات التي تقدم لهم إنما هي من باب إنساني محض لا صلة له بالحسابات السياسية. ومثال ذلك المساعدات التي يتم تقديمها للدول المتضررة من الكوارث الطبيعية والحروب من قبل دول العالم والمنظمات العالمية غير الربحية كالصليب الأحمر الدولي والهلال الاحمر الدولي.

د.محمد شحرور

Chebbonatome  (Tunisia)  |Samedi 2 Septembre 2017 à 19:14           
هذا يبرهن على ان الدولة المسلمة الوحيدة في التي تخلصت من الاستعمار و رئيسها نابع من الشعب هي تركيا
و هذا سبب استهدافها

Kamelwww  (France)  |Samedi 2 Septembre 2017 à 18:43           

صرخت نساء الروهينغا " وامعتصماه " ، فاستجاب أردوغان للنداء...

أما العرب، أصل الداء، فلم يكترثوا لا للنداء، ولا للإستغاثة...


Essoltan  (France)  |Samedi 2 Septembre 2017 à 13:00           
Heureusement que la TURQUIE est là pour essuyer nos larmes et alléger nos souffrances ...

Kamelwww  (France)  |Samedi 2 Septembre 2017 à 12:50           

شكرا لتركيا وأردغان هذ ا الإهتمام بقضية أهلنا الروهينغا المشردين والمضتهدين في ميانمار، والذين تجاهلهم العرب كما تجاهلوا قضية أهلنا في فلسطين.

وتحرك تركيا في هذا الإتجاه يدل على أن صمت العرب أصبح مقرفا ولم يعد يطاق. وقد بينت الأيام أن الحكام العرب بانت عوراتهم من زمان وبدل الدفاع عن قضايا الأمة، أصبحوا يتناحرون بين بعضهم ويتآمرون على بعضهم، وما قضية قطر مع بني جهلان ورعاة الإبل إلا أكبر دليل على ذلك.


Nouri  (Switzerland)  |Samedi 2 Septembre 2017 à 12:40 | Par           
عار على العرب ولا احد يتكلم عن هذه المجازر، ستنسون كما نسيتوا الاسلام واخوانكم المسلمين


babnet
All Radio in One    
*.*.*