الثورة كشفت العورة

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/alsiraaa3.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مــــــــازن

لم يكن فيلم صراع المعروض ليلة الخميس على قناة حنبعل تلميعا لنضال الاسلاميين و غيرهم من معارضي النظام البائد حتى يجلب الشفقة والرحمة والتعاطف قدر ما كان مرآة لحقيقة مرة أبت أن تفارقنا منذ سنوات الاستعمار ألا وهي الاستئصال و الاقصاء للمخالف. قد تألم لمظاهر التعذيب المصورة وللضرب المبرح و التجويع و التفقير لعائلات المساجين والحد من حرياتهم الأساسية ولكن المؤلم حقا هو السكوت الرهيب الذي يدب في الأنهج والشوارع و على القنوات التلفزية حتى اعتقد العام والخاص أنّ الفرززو نحلة عاملة تقدم عسلا صافيا. التونسي يضطهد تونسيا آخر ويقمعه وقد يقتله من فرط التعذيب. التونسي يغتال و يمزق أخاه التونسي أشلاء لمجرد اختلاف في الرأي أو وجهة النظر. هو الارهاب بعينه الذي يدعو للاقصاء و الاستئصال لكل فكر يقدس كرامة الانسان وحريته و لا يسلبه حقوقه الانسانية الأساسية.

...

صراع كشف المستور و بيّن شدة الارهاب والترهيب التي عاشتها تونس قبل الثورة لمّا ورثت الأنظمة السابقة تقنيات التنكيل بالخصوم من الاستعمار وخاضت محاولات الاغتيالات والتصفيات منذ الثعالبي و حشاد وشاكر و الماطري و بن يوسف و غيرهم كثير من النقابيين الصادقين والسياسيين الذين هاموا بالحرية فنالوا شر جزاء الدنيا وخير جزاء الآخرة. لقد برزت للخاص والعام عورة النظام بعد أن كشفتها الثورة فعلموا أن بالبلاد فراغ تنموي لا يتحقق في أشهر وأعوام بل قد يلزمنا عقودا من الزمن ان اثنى أهل الثورة أهل الاقصاء عن تخمناتهم فأبطلوا مخططاتهم و مكائدهم التي لا تنتهي. لقد كشفت الثورة عمق الهوة بين الجهات و انعدام حقوق خالها الجميع متوفرة من صحة و قوت و أمن.
قد ينقسم أهل البلد الى ثورة وثورة مضادة وهذا أمر ظرفي دون البحث عن مؤيدات لهذا الأمر خصوصا اذا دققنا النظر ليلة الثالث عشر من جانفي لما خرجت الجموع مولولة لخطاب المخلوع وحضرت الصور والسيارات رغم البرد القارس. اما أهل الثورة وهم قلة آنذاك قد بيّتوا العزم على رفع شعار ديقاج حتى يرحل ويترك البلد لأهله. انكشفت عورة النظام ثانية لما اضطربت الآراء بعد هروبه وارتباكهم في تسمية قائد للبلاد، عرفنا وقتها أن ورق الدستور لم يعد يتسع للحبر بعد أن نقح ونقح. انكشفت أيضا عورة ثالثة يوم اختفت الملفات واتلفت أبرز المؤيدات ولكن التونسي صاحب القلب الكبير يقول كعادته ميسالش ، خيار المؤمن قلبو صافي .
عورات نظام دولة الاستقلال عديدة و متعددة رغم بعض النجاحات التي لا ينكرها عاقل ولكن اذا ما قورنت تونس العزيزة بمن يماهيها من الدول حجما و ثروة و امكانات مادية وبشرية يخجل للمستوي المتدني الذي لا زلنا نعاني الأمرين من سوء تدبير كفاءات الكرافات . لا يهم، الماضي رحل ولن يعود ولو ضخت اموال قارون الاماراتي و اشتغلت القنوات ليلا نهارا في تلميع الماضي و أقنعتنا أرقام الزرقوني بحتمية فشل الثورة فلن يتحسر عاقل على العهد البائد مهما تملقت الطبقة السياسية الجديدة القديمة ومهما راجت الأخبار الكاذبة والصادقة حول اهل الحكم و اهل المعارضة. لكن العورة التي لا زالت فينا هي الرغبة في الاقصاء الذي يشتغل عليه أعداء الوطن. أنا موجود و أنت العدم، أنا أخالفك أي أنا أترصدك، نحن و هم،ثورة وثورة مضادة، القبة والقصبة، كاري و ملاك، وغيرها من مصطلحات لا تزيدنا الا تشرذما وتمزقا فيهتك عرض البلاد و تكشف أسرارها و ينال منها الأعداء.
الثورة نجحت بشهادة العقلاء والثورة قدر أصاب بلادنا لترتقي سلم الازدهار والعمل الجاد في كنف احترام حقوق المواطنة. الثورة سواء كانت عفوية أو مبرمجة من أطراف خارجية قد بعثرت المحاذير الاستراتيجية بالمنطقة وأربكت ولازالت تربك الجيران والقوى النافذة في العالم. أما من ثار لينال منصبا أو عملا أو يقتات خبزا او بصلا فقد أخطأ الطريق اذ ما كان ينقصه الخبز ولا البصل بل كان جائع حرية وكرامة و احترام بعد أن أرهقه السب والشتم فبقي حائرا مغتاظا أيتكلم فترهقه العصا أم يسكت فتعبث الأيدي بجيبه وعرضه.




   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


9 de 9 commentaires pour l'article 118671

Mandhouj  (France)  |Vendredi 15 Janvier 2016 à 21:54           
الثورة فضاحة ، كما رمضان !
الصوم عن السلب و النهب و عن الدكتاتورية و التسلط ، أمر صعب ، أصعب من الصوم عن الأكل و عن الماء ...

Béchir Farhati  (Tunisia)  |Vendredi 15 Janvier 2016 à 10:51           
ألفلم كان ضو احمر استشعر كل من له ضمير مازال حي ينبض بالثورة ويحلم بالتغيير الى الاغضل هو لم يوثق كل ما جرى ويجري الى الان في في وزارة الداخلية وما جاورها ولكنه وضع النقات على المعانات التي صلتت على كل من لم يرضى بالضلم والاستعباد وللاسف ثورتنا لم توقف ما كان يجري من اعتقالات وتعذيب ولكنها سمحت فقط للافواه ان تقول ما تراه وتسمعه وهذه خطوة يجب ان تليها خطوات اخرى تعطي للانسان كرامته وتوفر له العيش الامن من كل النزلاقات

Aziz75  (France)  |Vendredi 15 Janvier 2016 à 10:25 | Par           
كلام من الناحية الفكرية جميل جدا و راق جدا يا ليت يصل الى من قلبهم غلف و غلطة و تكون عبرة. الثورة المضادة من بني جلدتنا لن يهدأ لهم بال الى اذا قضوا على. حلم شعب اراد ان تكون له كلمة مسموعة الى من يهمه الامر.. اصحاب الردة اعانهم على ذالك الاعلام المتردي في المستنقعات و المزابل مثل الخنازير و الذين يدعون الحداثة و التقدومية، نهبوا كرامة شعب نبيل، بانبطاحهم امام صعلوك تربع في قصر قرطاج بقوة الحديد و النار. هذا الرهط من الطامعين لمزايا القصر، باعوا نفوسهم و ضمائرهم الميتة، مقابل حفنة من الدنانير. زد على ذالك، كل المؤسسات مهما كانت وظائفها، سكن و عشش و تغلغل فيها امراض مستعصية لا يمكن حلها في وقت قصير الا من رحم ربك.

Nouri  (Switzerland)  |Vendredi 15 Janvier 2016 à 09:44           
لابد تكرير ذكر ما فعلوه الدكتاتوريين بورقيبة وبن علي كي لا ينسى الشعب وكذلك الفساد بما فعلوه

BenMoussa  (Tunisia)  |Vendredi 15 Janvier 2016 à 08:58           
تشخيص صادق للواقع يبعث الأمل في العاملين المخلصين ويبعد عن الابتذال والإحباط الذي دأب عليه إعلام العار ويتامى العهد البائد

Tounsi35  (France)  |Vendredi 15 Janvier 2016 à 08:42           
Tiens tiens c'est la première fois que je vois ce nommé celt. .. ?dire quelque chose d'intelligent il y à de l'espoir

Celtia  (France)  |Vendredi 15 Janvier 2016 à 08:22           
La revolution tunisienne a réussi parce-que le peuple tunisien est un peuple intelligent et cultivé et ne mérite pas d'être gouverné par des cons.
Il ne faut jamais regretter le passé , il faut penser à construire l'avenir ensembles sur des base plus solides en respectant notre diversité.

NOURMAHMOUD  (Tunisia)  |Vendredi 15 Janvier 2016 à 04:12           
ما كنا لنقرأ مثل هذه المقالات التي تشخص الواقع بصدق و حرية لولا قيام الثورة و تضحية الشهداء .بعد هذه الحرية ستأتي التنمية حتما..فصبرا.

Saalih Tounsi  (Canada)  |Vendredi 15 Janvier 2016 à 01:58           
Awesome!!!


babnet
All Radio in One    
*.*.*