هل تستردّ ايران مجد صفي الدين و ساسان
أبو مــــــــــــازن
ايران دولة ذات شأن في الشرق الأوسط والعالم الاسلامي وهي متاخمة لجزيرة العرب و أرض العراق المنكوب. تمثّل ايران أيضا تقاطعا مذهبيا للمسلمين السنة فتفصل الامتداد السني الشرق آسيوي عن العالم العربي و تركيا الامتداد السني الغربي. لها موقع جغرافي متميز و ثروات متعددة جعلتها تحث في بناء دولة حديثة بعد ثورة دينية شيعية ظهرت لأول وهلة وهاهي تحي ماضيا قديما وأحلاما تجاوزتها قرون.
سارع العرب للتهليل بقيام الثورة في ايران و رأوها خلاصا من الامبريالية وتسلط الشرق والغرب. فقد راح الشاه و بات الحكم لقيادات الثورة الدينية فعمّ المذهب و اقيمت المراجعات عبر قراءات جديدة لأحداث التاريخ فضبطت أولويات تكوين الدولة والانتصار للأمجاد. كان الغرب المزهو بنفسه أحمقا حين سارع في محاربة ايران فأولجها قتال العشر سنين ودعم حركات الفوضى الداخلية وحاصر اقتصادها وبترولها ولكنها عملت في تكتم وصنعت الحدث. لم تكن ايران الحديثة معزولة عن عمق ايمانها العقدي الصفوي و لم تكن متنكرة لمجدها الساساني بل تعمل منذ ان قامت الثورة على اثبات أهمية العمق الديني والمجد التاريخي في كل معاملاتها وعلاقاتها وتصريحات كبرائها.
ايران دولة ذات شأن في الشرق الأوسط والعالم الاسلامي وهي متاخمة لجزيرة العرب و أرض العراق المنكوب. تمثّل ايران أيضا تقاطعا مذهبيا للمسلمين السنة فتفصل الامتداد السني الشرق آسيوي عن العالم العربي و تركيا الامتداد السني الغربي. لها موقع جغرافي متميز و ثروات متعددة جعلتها تحث في بناء دولة حديثة بعد ثورة دينية شيعية ظهرت لأول وهلة وهاهي تحي ماضيا قديما وأحلاما تجاوزتها قرون.
سارع العرب للتهليل بقيام الثورة في ايران و رأوها خلاصا من الامبريالية وتسلط الشرق والغرب. فقد راح الشاه و بات الحكم لقيادات الثورة الدينية فعمّ المذهب و اقيمت المراجعات عبر قراءات جديدة لأحداث التاريخ فضبطت أولويات تكوين الدولة والانتصار للأمجاد. كان الغرب المزهو بنفسه أحمقا حين سارع في محاربة ايران فأولجها قتال العشر سنين ودعم حركات الفوضى الداخلية وحاصر اقتصادها وبترولها ولكنها عملت في تكتم وصنعت الحدث. لم تكن ايران الحديثة معزولة عن عمق ايمانها العقدي الصفوي و لم تكن متنكرة لمجدها الساساني بل تعمل منذ ان قامت الثورة على اثبات أهمية العمق الديني والمجد التاريخي في كل معاملاتها وعلاقاتها وتصريحات كبرائها.
وتأتي حرب الخليج في شوطيها الأول والثاني لتقيم الدليل على صفقات الامبريالية العالمية مع الصفويين الجدد فتقلّم أظافر العرب والمسلمين السنة بصفة عامة و تقلع على أمل أن لا تنبت من جديد. ايران دولة لا تعاني ويلات الارهاب و لا تقتل فيها الحرائر والصغار كما يحدث في بعض بلادنا. ايران دولة لا يقربها تنظيم داعش و لا يحاول البتة استثارة غضبها رغم ما يلاقيه من ميليشيات الحشد الشيعي الذي مزقت العراق. كان الناتو يظن أن ارهابي تورا بورا اسلاميون متشددون من كل الدول و الجنسيات ولكنه خلص بعد غزو افغانستان الى نتيجة وقف لتحليلها لفترات طويلة: لم يكن من بين مجاهدي القاعدة ايرانيون بل كان معظمهم عربا وأوروبيين حديثي عهد بالاسلام. هناك علمت قوى الناتو أن لا خطر على الغرب من ايران وهي المنتظمة لمذهبها الصفوي الشيعي الحالمة بعودة مجد الدولة الساسانية القديمة التي تمتد وسط آسيا و تحتوي أرض العراق. لاحظوا أيضا أن اسرائيل العدو اللدود لكافة المسلمين لم تهاجم يوما ايران رغم حالة التأزم التي يقتنع بها العديدون من المتابعين لشأن الشرق الأوسط ولكنها ضربت العراق في أوج قوته وكذلك فعلت مع مصر سوريا وتونس ولبنان وغيرها من الدول العربية. ان الخطر الصفوي الشيعي لا يؤرق الكيان الغاصب بل تراه من أكبر المستفيدين من وجوده في مفصل العالم الاسلامي الممتد شرقا وغربا وان الامبريالية العالمية تفضل قوما يعملون وفق خطوط واضحة و أهداف أضحت معلومة على عرب ينتصرون في لحظة انفعال ثم يخسرون و يبقون تحت نير الاستعمار الاقتصادي و الثقافي عشرات السنين.
و تاتي تصريحات الأيام الأخيرة لنائب الرئيس الايراني ولأمين الأمن القومي للدلالة على ما خلصت اليه من مغازلة احلام الماضي القديم والقديم جدا عقول الساسة الايرانيين. لقد صرح الأول بأن بغداد هي أم المدائن والعاصمة التاريخية لفارس كسرى و زردشت وهرمز وغيرهم من الملوك و هي آثار مجد وحضارة لا يمكن التفريط فيه. بينما صرح الثاني أن باب المندب وضفاف المتوسط تحت مرآى وسيطرة القوات الايرانية . زد على ذلك التأكيد على تسمية خليج العرب بالخليج الفارسي رغم شموله مساحة وطول سواحل عربية أكبر بكثير مما نلحظه في الجانب الشرقي الايراني. ولسائل أن يسأل عن حزب الله ومساندة النظام السوري المتهالك و الحوثيين كيف يتخندق مع هذه المطامع والأهداف البعيدة وليعلم أن هذه الفرق هي مواقع متقدمة في ديار العرب تغذيها عصبية المذهب و تشارك المصالح الاقتصادية، فلكل بائع سوق ولكل مصنع مستهلك. يبدو أن العرب هم القلائل الذين آمنوا بعالمية الدين الاسلامي وشموله لكافة الأعراق و الأجناس فلا يبخسون من يقدم الى دين محمد ويسلم مهما كانت قوميته و يعاملونه وفق ‘‘لا فرق بين عربي أو أعجمي الا بالتقوى‘‘. بات أكيدا على العرب التعويل على مفاهيم دينهم العالمية و عدم الانطواء نحو العرقية أو القومية المقيتة فيتقربون ممن يشاركهم عديد الأهداف والغايات ولعل من أبرز هذه الشعوب هي الامتدادات المسلمة في شرق آسيا و تركيا الحضارة العثمانية الناهضة التي كان يقرأ لها ألف ألف حساب قبل أن يخامر ربان أو مجرد بحار ولوج المتوسط. ان غوغاء العالمية الحديثة خلقت لتصنع رقّا جديدا يليق بالقرن الواحد والعشرين حيث يعمل العبد عند سيده دون أن يبتاعه أو يعتقه. و اذا نجا من عبودية هذا فان سيدا آخر ينتظره ليبيعه القمح او السلاح الذي يقتتل به أو يغدق عليه القروض الرابية حتى يثخن جراحه الداخلي ويصبح لقمة سهلة الابتلاع. ذلك ما تسعى اليه ايران في قادم الأعوام بعد أن راوغت العرب والمسلمين بملفات الحظر النووي و العقاب الاقتصادي فتمكنت في متسع من الوقت بناية هوية اقتصادية صلبة و ترسانة حربية حقيقية تجعلها تفكر بجدية في توسعات اقليمية ممكنة.
Comments
24 de 24 commentaires pour l'article 101504