تربّي الشابة ابتسام، سمك البلطي، المجال الذي تلقت فيه تكوينا وخاضت تجارب لاثراء مكتسباتها بخصوصه لتطويره وتعلم طرق ادارة مشروعها، واعتمدت فى ذلك على برامج تكوينية مع الاتحاد الاوروبي ومع برنامج "فاعلات"، بحثا عن كلّ الفرص لضمان حظوظ اوفر لانجاز مشروعها وانجاحه ليس ارضاء لذاتها فقط بل وايضا لكسب تحد رفعته وهي تخوض هذا المجال الذي جاهدت من اجل الاقناع بجدواه وبجدارتها كفتاة ريفية في ان تقتحمه بنجاح.

---

---

خاضت ابتسام تجربة انجاز مشروع تربية الاحياء المائية ووفرت انتاجا من سمك البلطي زودت به السوق المحلية، بعد ان سوقته باجتهادات فردية طرقت فيها ابواب الحرفاء معتمدة على التواصل المباشر للتعريف بمنتوجها وسلامته واحترامه كل المواصفات والشروط سواء من الغذاء او المياه المالحة التي يعيش فيها.
ومع منتوج السمك، تستعد ابتسام لتركيز مشروع اخر لتربية النحل، ضمن برنامج "رائدات" لريادة الاعمال النسائية والاستثمار، كما انها توفر منتوجات صحية من جزر ولفت وبصل وزيت زيتون ودرع وشعير وزراعات ورقية، تسهر على رعايتها والاهتمام بها بكل حب، فهي الفتاة التي تربت على حب الارض في عائلة فلاّحة ابا عن جد، فعشقت الارض وآمنت بانها حين تشبعها حبا تفيض كرما لا حدّ له.
لم تكن بداية هذه الشابة سهلة او خالية من الصعاب ومنها المادية بالاساس واخرى معنوية ترتبط بالمحيط الريفي الذي نشأت فيه والذي يفصل بين مهن ذكورية واخرى نسائية، لكنها استطاعت ان تواجهها بفضل مساندة عائلتها ووضع امكانياتهم على ذمتها وخاصة الارض اين اقامت مشروعها، وبفضل قوة عزيمتها وثقتها بنفسها واصرارها ان على ان تحوّل الصعوبات الى فرص، وان تكون عنصر دفع ومثالا للمراة وللفتاة الريفية بمحيطها حتى تبادر وتسعى وتغير وتثبت ذاتها رافعة شعار "امن بروحك تحقق طموحك"
تقول ابتسام "انا فلاحة صغيرة، ولكن كبيرة بطموحي واحلامي، انطلقت صغيرة باسماك اعطتني الحياة، وساكبر بهذا المشروع المندمج في خطوة نحو مشروع الحلم وبناء قصة نجاح نحو السياحة البيولوجية"، وذلك من خلال اقامة ريفية بضيعة بيولوجية تحلم ان تعطيها علامة وتكون ملاذا لمحبي الطبيعة البكر والباحثين عن الهدوء للابداع والالهام وتلذذ خيرات هذه الضيعة من منتوجات فلاحية صحية واكلات تقليدية.
وجدت ابتسام في الارض ملاذا لها، فحولت ارتباطها العميق بها الى فرصة فتحت بها ابوابا نحو حلم كبير تسعى الى تحقيقه خطوة بخطوة موجهة بذلك رسالة الى الشباب عموما والى الفتاة الريفية الى السعي، ليس باعتماد تجربتها قدوة، بل الاستفادة من نقاط قوة تحمّلها والبناء عليها والاخذ من حماسها ومنسوب الثقة في نفسها وعزيمتها والاقتناع بان الفرص موجودة فقط بالتسلح بالثقة والارادة والايمان بالمشروع للوصول الى الهدف وتحقيق حلم يبدا صغيرا ويوما ما يكبر.