ضرائب اللحوم.. تحديد ضريبة القيمة المضافة على أساس التأثيرات الصحية والمناخية يقلل الأمراض والوفيات ويخفض الانبعاثات (دراسة)
تحديد معدلات ضريبة القيمة المضافة على أساس التأثيرات الصحية والمناخية للغذاء يمكن أن يقلل الأمراض والوفيات ويخفض الانبعاثات ويعزز الاقتصادات الوطنية، حسب دراسة أجرتها مؤخرا جامعة أكسفورد البريطانية.
واشارت الدراسة الى ان الضرائب على اللحوم ليست فكرة جديدة، ولكنها تظهر بشكل متزايد في المفاوضات والمناقشات حول مستقبل سياسة الأغذية الزراعية، وخاصة منذ الإعلان التاريخي للدنمارك عن فرض ضريبة الكربون على تربية الماشية.
واشارت الدراسة الى ان الضرائب على اللحوم ليست فكرة جديدة، ولكنها تظهر بشكل متزايد في المفاوضات والمناقشات حول مستقبل سياسة الأغذية الزراعية، وخاصة منذ الإعلان التاريخي للدنمارك عن فرض ضريبة الكربون على تربية الماشية.
و توصلت الدراسة إلى حل لهذه المشكلة تتمثل في النظر في التأثيرات الصحية والبيئية والاقتصادية للمنتجات لتحديد مقدار ضريبة القيمة المضافة التي يجب تطبيقها عليها.
اعفاء الفواكه والخضراوات من الضريبة
ويعتبر الباحثون في جامعة أكسفورد ان فرض رسوم كاملة على اللحوم والألبان وإعفاء الفواكه والخضراوات من الضريبة، من شانه ليس تحسين الصحة العامة فحسب، بل ايضا تعزيز عائدات الحكومة ومساعدتها على إزالة الكربون.
ونقلت الدراسة عن البروفيسور بمعهد التغير البيئي التابع للجامعة ومدرسة أوكسفورد مارتن، ماركو سبرينجمان
قوله " هناك حاجة ماسة إلى نظام ضريبي حديث يعالج التحديات الصحية والبيئية الحرجة لنظام الغذاء".
الفوائد الاقتصادية لضريبة اللحوم
وجمع البحث، الذي نُشر في دورية Nature Food ، بيانات عن الأغذية من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة لتقدير تأثير التغييرات في معدلات ضريبة القيمة المضافة على هذه المنتجات.
وفي المتوسط، قد يؤدي إلغاء الضريبة على الفواكه والخضراوات إلى زيادة تناولها بنحو جزء واحد أسبوعياً، في حين أن تطبيق المعدل الكامل على اللحوم ومنتجات الألبان من شأنه أن يقلل استهلاكها بمقدار جزء واحد أسبوعياً.
ومن شأن القيام بكلا الأمرين أن يزيد أسعار المنتجات الحيوانية بنحو 13 نقطة مائوية، ويخفض تكلفة المنتجات بنحو تسع نقاط مائوية.
وخلص البحث الى أن ارتفاع أسعار اللحوم ومنتجات الألبان سوف يتم تعويضه من خلال الطلب على الفواكه والخضروات ذات الأسعار المنخفضة مضيفا ان إصلاح ضريبة القيمة المضافة من شأنه أن يدر المزيد من الأموال للحكومات التي يمكن استخدامها في مجالات أخرى.
ووفق الدراسة فسوف ترتفع عائدات الضرائب المرتبطة بالغذاء بمقدار الثلث (أو 45 مليار دولار عند تعديلها وفقاً لتعادل القوة الشرائية)، في حين ستنخفض تكاليف تغير المناخ بمقدار 12 مليار دولار بسبب انخفاض الانبعاثات، وستنخفض تكاليف الرعاية الصحية بمقدار 26 مليار دولار.
وإذا أخذنا في الاعتبار تكاليف المناخ والصحة، فإن الفوائد الاقتصادية الإجمالية كانت الأعلى في بولندا والمملكة المتحدة (0،7 بالمائة إلى 0،8 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي الوطني).
انقاذ الأرواح والانبعاثات والأراضي والمياه
وكشفت الدراسة أن الإصلاح الضريبي المقترح يرتبط بانخفاض عدد الوفيات الناجمة عن الامراض المرتبطة بالنظام الغذائي مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان والسكري بنحو 170 ألف حالة سنويا.
و ستتاتى ثلاثة أرباع هذا الانخفاض في الوفيات من زيادة تناول الخضراوات والفواكه، في حين ستنبع النسبة المتبقية (15 بالمائة ) من انخفاض استهلاك اللحوم الحمراء.
وستنخفض انبعاثات نظام الغذاء بمقدار 63 مليون طن (أو 6 بالمائة) في جميع أنحاء أوروبا، مع فرض ضرائب أعلى على اللحوم ومنتجات الألبان والفواكه والخضروات المعفاة من الضرائب تزامنا مع خفض استخدام الأراضي بمقدار 71 ألف كيلومتر مربع (6 بالمائة) واستهلاك المياه العذبة بنسبة 5 بالمائة.
وقد ارتبطت أغلب هذه التغيرات بانخفاض أسعار اللحوم ومنتجات الألبان، بما في ذلك لحوم البقر (32 بالمائة) والحليب (29 بالمائة) والدواجن (15بالمائة).
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 302360