القصرين : تالة تحي الذكرى 14 ليوم الشهيد حتى تبقى أحداث المنطقة محفورة في الذاكرة الشعبية

دأب، أهالي مدينة تالة في ولاية القصرين على إحياء يوم الشهيد، حتى تبقى أحداث تالة، التي مثلت منعرجا حاسما في مسار الثورة التونسية، محفورة في الذّاكرة الشعبية لا تموت وحقبة من حقبات التاريخ لا تُزَيَفْ.

وكانت مدينة تالة قد تعرضت، ذات جانفي 2011، إلى الحصار الأمني لمدة تجاوزت ال10 أيام ( من يوم 3 جانفي 2011 إلى ما بعد 12 جانفي 2011 ) بنية إخماد لهيب الاحتجاجات والمظاهرات المناهضة للظلم والقهر والاستبداد ولإجهاض الحراك الشبابي الثوري، حيث تم إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين ما أدى الى سقوط 6 شهداء وحوالي 600 جريح، لكن ذلك لم يثن أبناء المنطقة على الصّمود والمقاومة حتى الانتصار.

...

وقد عكست هذه الأحداث حجم الغضب الشعبي وفضحت الانتهاكات التي أرتكبت بحق المواطنين العزل في مدينة تالة، وعزّزت التلاحم بين مختلف مناطق البلاد، حيث امتدت الاحتجاجات إلى مناطق ومدن وولايات أخرى بالبلاد منها القصرين وسليانة وتاجروين بولاية الكاف .. ما ساهم في تسريع الإطاحة بنظام الرئيس زين العابدين بن علي ( 1987 - 2011 ) في 14 جانفي 2011 .

وفي الذكرى 14 لأحداث تالة أو ذكرى يوم الشهيد لهذه السّنة، عاشت مدينة تالة لمدة ستة أيام متتالية على وقع تظاهرات تنشيطية وفنية وعروض سينمائية وندوات فكرية، جمعت بين أحداث تالة وأ حداث غزة تخليدا لذكرى الثورة التونسية والمقاومة الفلسطينية .

وكشف عضو المجلس المحلي للتنمية بتالة والمشرف على تظاهرة يوم الشهيد، محمد الأسعد بولعابي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن أهالي المنطقة حرصوا على إحياء تظاهرة يوم الشهيد لرّد الإعتبار لمدينة تالة " قلعة النضال" ولتسليط الضوء على حق أبنائها في التنمية والتشغيل والكرامة الوطنية وللمطالبة بتفعيل العديد من المشاريع المبرمجة منذ سنوات بالمنطقة منها تحويل تالة إلى قطب للرخام وتطوير قطاع الرخام والمواد الانشائية بالجهة وتحقيق تنمية مستدامة متكاملة بتالة وبكامل ولاية القصرين.
وقدّر أن إحياء هذه المناسبة هو فرصة للمطالبة ببعث وحدة صناعية كبرى بالمنطقة لاستيعاب أكثر ما يمكن من العاطلين عن العمل وإحداث فضاءات ترفيهية ( مسبح بلدي ومنتزه عائلي وترميم المسرح البلدي ) ومؤسسات خدماتية ( فرع للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وللصندوق الوطني للتأمين على المرض "كنام" ولصندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية ...) والتسريع في استكمال إنجاز المشاريع المتواصل إنجازها على غرار المستشفى الجهوي صنف -ب-ومحطة التطهير.. ) .
وتم بمناسبة إحياء ذكرى يوم الشهيد بتالة، حسب بولعابي، التطرق إلى القوانين والتشريعات الخاصة بعائلات الشهداء والجرحى (حقوقهم وجرياتهم ..) وإلى مسألة التشغيل وتجاوز كل أشكال التشغيل الهش بالمنطقة وتمكين أبناء تالة وعائلات الشهداء من هذا الحق، وفاء لدماء الشهداء التي سالت من أجل التشغيل والتنمية.
جدير بالذكر أنه التأم، صباح اليوم الأربعاء، موكب محلي بساحة الشهداء بتالة المدينة، بمناسبة إحياء الذكرى 14 ليوم الشهيد، أشرف عليه معتمد تالة جوهر الشعباني بحضور ثلة من الإطارات المحلية والمصالح الأمنية وممثلي المنظمات الوطنية وأعضاء المجلس المحلي والعمد وعائلات الشهداء وعضو مجلس النواب عن دائرة تالة -حيدرة -فوسانة، عمار العيدودي.
وتضمن الموكب تحية العلمين الوطني والفلسطيني في مساندة للقضية الفلسطينية والوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء الثورة التونسية والمقاومة الفلسطينية.

تابعونا على ڤوڤل للأخبار