وفي كلمة تقديمية لهذا الإصدار بين رئيس المنتدى الكاتب محمد المي أن الاهتمام بالشابي (1909-1934) مرده ليس فقط باعتباره شاعرا متميزا، بل كذلك لأن تجربته لم تقتصر على الشعر إذ كتب الشابي المذكرات والرسائل والمقالات وقدم المحاضرات وملأ حياته بما يغري الباحثين بالنظر إلى منجزه وإعادة تقليبه.

وأشار إلى أن الاحتفاء بالشابي وغيره من العظماء لا يقتصر على تاريخ ولادة أو إحياء ذكرى وفاة، إذ أن إبداع العظماء كوني إنساني غير مرتبط بزمن، واعتبر أن "الشابي أكثر معاصرة من العديد من شعراء عصرنا ممن سكنتهم القدامة واستوطنوا فيها وشيدوا قلاعا محصنة وهم غير مدركين لتحولات الزمان".

وتضمن الكتاب محاضرات لكل من جليلة الطريطر وأفراح الجبالي ونجوى عمامي والعادل خضر وسمير السحيمي ومنصف الوهايبي ونسرين السنوسي وعادل المعيزي.

وقد جاءت محاضرة الدكتورة الطريطر بعنوان "أبو القاسم الشابي قاصا في يومياته الخاصة"، وتحدثت أفراح الجبالي من جهتها عن قصائد الشابي التي تراها "صفحات تمتص الأشكال والضوء واللون" وذلك في مداخلة بعنوان "قصيدة الرسم اليتيمة بلا انتهاء".

أما الدكتورة نجوى عمامي فقد خصصت مبحثها لتسليط الضوء على "غربة أبي القاسم الشابي من خلال يومياته"، فيما تحدث الدكتور العادل خضر عن "مفارقات الحداثة عند الشابي من خلال قراءة في الخيال الشعري عند العرب".

واختار الأستاذ سمير السحيمي أن تتمحور مداخلته حول "الشعر والوجود في قصيدة أبي القاسم الشابي"، فيما جاءت مداخلة الشاعر منصف الوهايبي تحت عنوان "حياة الأغاني : إرادة الحياة للشابي".

وحملت مداخلة نسرين السنوسي عنوان "مذكرات أبي القاسم الشابي شعرية الوجود المأسوي، وواقعية التجربة الجماعية" فيما اختتمت المداخلات التي تضمنها هذا الكتاب بقراءة للشاعر عادل المعيزي لمسألة "الخيال الشعري عند العرب أو الإرهاصات الأولى لبيان الحداثة".