الشيخ يوسف الكلاعي نزيل مركز رعاية المسنين بمنوبة وحكواتي الدّار

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/66fd8c8fe33028.01338191_knegmjfolihqp.jpg width=100 align=left border=0>


حوّل يوسف الكلاعي ذو الـ 83 سنة نزيل مركز رعاية المسنين بمنوبة منذ سنوات ، رحلة عمر مليئة بالتجارب، وذكريات ماض تعجّ بالتفاصيل، الى قصص تروى، ونكت هزلية ترسم البسمة على أفواه المسنين كلما احتشدوا حوله، أضحكهم تارة وطورا أبكاهم.
ومع تعلقه الشديد بالكتب والمطالعة ، وماتوفّر بمكتبة المركز من عناوين وقصص شيقة، ضاعف "يوسف "رصيده المعرفي العصامي ، وطوّر موهبته في سرد القصص الشعبية ، وحكايات عبد العزيز العروي وغيرها، واكتسب تقنيات الحكي ليصبح"حكواتي الدّار" ويشع بتجربته على بعض المؤسسات الثقافية بالجهة.

يهوى الحكواتي كتب التاريخ والجغرافيا ، والقصص الشعبية، التي يسردها بأسلوبه الشيق وأدائه المسرحي المتفاعل مع فصول حكايته او كما يحلو له تسميتها ب"الخرافة " والتماهي مع كل شخصية بها ، ويمضي بقدرته على الارتجال والتخيل والتأليف بسامعيه في رحلة نحو الماضي وزمن الأساطير والبطولات ، زراعا شيئا من الأمل في نفوسنزلاء الدار الهشة التواقة إلى الترفيه والترويح عن النفس وكسر دائرة الملل.
...


لا يتغيب حكواتي الدار عن أي تظاهرة بدار المسنين، ولا أي نشاط ثقافي، تنظمه وحدة التأطير والتنشيط بها، وخاصة في اليوم العالمي للمسنين وعيد الأمهات وعيد الإباء وغيرها من المناسبات التي لايمكن تفويتها لبث البهجة في نفوس النزلاء، كما اصبح ضيف عدد من المكتبات العمومية بالجهة على غرار المكتبة الجهوية ومكتبة الدندان.
ينتشي الحكواتي كلما التقى خارج المركز او داخله الأطفال، فينتقي قصصه وعباراته مبسطا قدر الإمكان حريصا على المعاني الهادفة والرسائل النبيلة التي يمررها الى أذهانهم محملة برسائل الماضي الجميل، بالعبر والحكم والأمثال، بالنصائح الثمينة التي قد يحتاجونها في درب مستقبلهم الطويل..
يعتبر يوسف ان قصصه دروس حياة تقاوم النسيان ، وان خرافاته تنشط ذاكرته ، وتحفز الأطفال خاصة بمواعظها الحسنة، لتكون همزة وصل بين جيلهم واجيال آبائهم وأجدادهم في تواصل ذكي دون قطيعة ، وفي تصدي للتقنية الرقمية التي اجتاحت البيوت وفرقت العائلات وشدت الأطفال الى شاشات هواتفهم ساعات وساعات يضيعون الوقت بين صفحات التواصل الاجتماعي .
ويرى ان تمسكه بهواية لطالما امتهنها الكثيرون في سنوات الماضي، ينبثق من رغبة شخصية في التغيير الهادف بمحيطه بالمركز، حيث يستحق النزلاء التثقيف والترفيه ، وخلق اطر للتواصل والتفاعل تكمل الأنشطة إلي تقام بالمركز بصفة دورية وتراعي جميع الفئات والمستويات الثقافية والتعليمية .
يعتبر الحكواتي يوسف ان قصصه المتنوعة، قد تساهم في تحسين ذاكرة المسنين وإنعاشها، معتبرا ان المدارك العقلية للمسن هي اعز ممتلكاته في اخر مراحل عمره، يجب ان يحافظ عليها سليمة للتمكن من العيش بأمان وإيجابية وتفاعل اجتماعي ، وهذا الوعي كان منطلق حرصه على تنويع الخرافات وتجديدها وشحنها مع كل عملية قص بمعاني جديدة ومواعظ ونصائح.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 295097


babnet
All Radio in One    
*.*.*