ويتطلع فريق باردو المتوّج بكأس تونس خلال الموسم الماضي الى الذهاب بعيدا في مسابقة كأس الاتحاد الافريقي سيما وأنّ الفريق يمتلك رصيدا بشريا ثريا رغم التفويت في بعض الركائز الهامة خلال فترة الميركاتو الصيفي الحالي مثل حمزة الخضراوي وحمزة بن عبدة وهيثم الجويني. ويعول فريق باردو في انجاح حملته الافريقية على خبرة بعض العناصر على غرار سامي هلال وبلال الماجري وغازي العيادي ويوسوفو عومارو الى جانب استثمار الحماس الذي يحرك بعض الوجوه الشابة من بينها زياد بريمة وريان السماعلي وساجد الفرشيشي.
وباستثناء غياب المدافع الايفواري عثمان واتارا بداعي الإصابة، فانّ بقية اللاعبين سيكونون متاحين للمدرب ماهر الكنزاري الذي سيحاول التعامل مع هذا الفصل الاول من الدربي المغاربي بعقلانية من خلال انتهاج طريقة تكتيكية تضمن التوازن الدفاعي لعدم قبول اهداف وتوفر الحلول الهجومية لانجاح رهان التهديف وهز شباك المنافس من اجل دخول حوار الاياب المقرر في 22 سبتمبر الجاري بمدينة وهران في افضل الظروف.
وكان الملعب التونسي استعد لهذه المواجهة المزدوجة امام اتحاد الجزائر باجراء مباراتين وديتين امام كل من الأهلي الليبي في طرابلس (صفر-صفر) والمنتخب التونسي لاقل من 20 عاما بمركب الهادي النيفر (1-صفر)، وقد شكلت المقابلتان فرصة للجهاز الفني لمزيد الوقوف على استعدادات اللاعبين ورفع درجة جاهزيتهم خصوصا من الناحية البدنية في ظل الانطلاقة المتاخرة لبطولة الرابطة المحترفة الاولى والاقتصار على خوض جولة واحدة كانت امام الترجي الجرجيسي حسمها التعادل 1-1 قبل ان تقضي الرابطة بهزم الفريق جزائيا بسبب تشريكه اللاعب غازي العيادي وهو لا يزال تحت طائلة العقوبة.

واذ يشارك الملعب التونسي في كاس الاتحاد الافريقي للمرة الثالثة في تاريخه والاولى منذ 2009 عندما خرج من الدور الثاني على يد الملعب المالي، فان منافسه اتحاد الجزائر الذي يدربه التونسي نبيل معلول يعتبر اكثر تمرسا بالمسابقات القارية بعد ان احرز كاس الاتحاد الافريقي سنة 2023 امام يانغ افريكانز التنزاني قبل ان يظفر بالسوبر الافريقي امام العملاق المصري الاهلي. كما سبق لاتحاد الجزائر ان بلغ نهائي رابطة ابطال افريقيا في نسخة 2015 لكنه خسر اللقب امام مازيمبي الكونغولي.
وفي المقابل، يبدو النادي الصفاقسي الممثل الثاني لكرة القدم التونسية في مسابقة كأس الاتحاد الافريقي، في طريق مفتوح لبلوغ دور المجموعات في مواجهة المغمور نادي روكينزو البوروندي بعد غد الاحد على الساعة الخامسة مساء باعتبار تباين موازين القوى بين الفريقين على مستوى الرصيد البشري والتجارب القارية فضلا عن كون مباراتي الذهاب والاياب ستقامان على ملعب الطيب المهيري نظرا لعدم توفر ملاعب مؤهلة لاحتضان مباريات افريقية في بوروندي.

ويسعى فريق عاصمة الجنوب في رحلة بحثه عن الكأس الخامسة ببين النسختين القديمة والجديدة والاولى منذ سنة 2013 الى حسم الترشح منذ المقابلة الاولى التي سيكون خلالها الفريق الضيف وطمأنة انصاره بخصوص جاهزية الفريق في مستهل هذا الموسم بعد الاداء المخيب سواء في الوديات او في لقاء الجولة الافتتاحية للبطولة امام مستقبل قابس (2-2) خصوصا وان الهيئة المديرة قامت خلال فترة التنقلات الصيفية بانتدابات بارزة باستقدام المدرب البرتغالي الكسندر سانتوس وتعزيز المجموعة بكل من المهاجم محمد الضاوي "كريستو" والبرتغالي بيدرو سا وصالح الحرابي والالباني بين هيباج وريان الدربالي وهيثم العيوني والفرنسي تراوري غوسو وهشام بكار وجياني دي انجيلو.
ومن المنتظر أن يعوّل الاطار الفني على تشكيلة ذات طابع هجومي للضغط على المنافس واجباره على ارتكاب الاخطاء بما يساعد على الوصول الى شباكه مع توخي الحذر في الدفاع رغم تواضع امكانيات فريق روكينزو تفاديا لاي مفاجاة غير سارة.