ورغم التغييرات العديدة التي عرفها فريق عاصمة الرباط خلال هذه الصائفة سواء على مستوى الاطار الفني بقدوم المدرب محمد الساحلي او على مستوى الرصيد البشري بمغادرة البعض من الركائز الاساسية على غرار البشير بن سعيد وهشام بكار وبلال ايت مالك مقابل التعاقد مع اسماء اخرى ابرزها مالكولم الحميدي وايمن الحرزي ومحمود غربال، فان الفريق اظهر في مستهل الموسم الجديد مؤشرات واعدة بعد الفوز ذهابا 1-صفر وايابا 2-صفر على نادي آ اس بيسي التشادي في الدور التمهيدي الاول والتعادل خارج القواعد مع النادي البنزرتي في الجولة الافتتاحية لبطولة الرابطة المحترفة الاولى لكن تبقى المواجهة المزدوجة امام المولودية بمثابة الاختبار الحقيقي لتقييم قدرات المجموعة الحالية في تجسيد طموحات الانصار في بلوغ دور المجموعات لهذه المسابقة القارية للمرة الاولى في تاريخ النادي وتكرار سيناريو الموسم الفارط في لعب الادوار الاولى على الصعيد المحلي.  

وتتجه نوايا الجهاز الفني للاتحاد المنستيري للمحافظة على ذات العمود الفقري للفريق الذي انطلق في المباريات الرسمية في بداية الموسم الجديد من خلال الابقاء على الثلاثي محمود غربال وفابريس زيغي وفرات السلطاني في انتظار حسم مشاركة ضياء الدين الجويني على ضوء تحسن حالته الصحية على مستوى الخط الخلفي المطالب بالتحلي باليقظة المتواصلة على امتداد كامل المباراة تحسبا من الهجمات المرتدة للفريق الجزائري بقيادة زكريا دراوي الطيب المزياني والايفواري زونون والمحافظة على عذارة شباك الحارس احمد سليمان في حين ستكون مهمة كل من موزاس اوركوما ومعز الحاج علي وشهاب الجبالي مؤثرة جدا في خط الوسط سواء عند الارتداد الدفاعي بالاعتماد على طريقة الضغط العالي وتضييق المساحات امام مهاجمي المولودية أو في البناء الهجومي عبر تسريع اللعب وتنويعه في اتجاه عناصر المقدمة بقيادة احمد الجفالي وايمن الحرزي والحاج خليفة المدعوة الى ابداء واقعية كبيرة واستثمار انصاف الفرص لاحداث الفارق، ولاشك ان الحوار التكتيكي بين المدربين التونسي-النمساوي محمد الساحلي والفرنسي باتريس بوميل سيكون حاسما في تحديد وجهة هذا الدربي الذي يلوح مشوقا الى ابعد الحدود.

ومن جهته، سيسعى فريق مولودية الجزائر الذي تأهل إلى الدور التمهيدي الثاني على حساب نادي واتانغا الليبيري بعدما فاز ذهابا وايابا بنفس النتيجة 2-صفر الى انتزاع نتيجة طيبة وترحيل حسم ورقة الترشح الى دور المجموعات الى لقاء العودة على ارضية ميدانه اين سيكون محاطا باعداد غفيرة من احبائه.
وكان الاتحاد الافريقي قد عين لادارة المقابلة التي ستنطلق على الساعة السادسة مساء طاقما تحكيميا مصريا يقوده الحكم أمين محمد عمر.

ومن جهته، يبدو الترجي الرياضي وصيف النسخة الفارطة مرشحا فوق العادة لتخطي منافسه ديكيداها الصومالي يوم الاحد بالنظر الى تفاوت موزاين القوى بين الفريقين على جميع الاصعدة فضلا عن كون المباراتين ستقامان بملعب حمادي العقربي برادس في ظل عدم توفر ملعب مؤهل قاريا في الصومال. وبعد ان استهل موسمه الجديدة بثلاثية في شباك اتحاد تطاوين في اطار الجولة الاولى للبطولة، يوجه شيخ الاندية التونسية تركيزه هذا الاسبوع الى مسابقة رابطة ابطال افريقيا التي تاتي في صدارة اولوياته لاستعادة التاج القاري الغائب منذ 2019 معولا في ذلك على خبرتة الواسعة بمثل هذه المنافسات ورصيده البشري الثري الذي تعزز في فترة التنقلات الصيفية بوجوه بارزة مثل الجزائري يوسف البلايلي والجنوب افريقي موكوانا والايفواري عبد الرحمان كوناتي والبشير بن سعيد يوسف العبدلي وحمزة الجلاصي بما سيوفر للمدرب البرتغالي ميغيل كاردوزو حلولا اضافية في مختلف المراكز مع الالتزامات المتعددة محليا (البطولة والكاس والسوبر) وافريقيا (رابطة الابطال) ودوليا (مونديال الاندية).

وباستثناء الطوغولي روجي اهولو الموقوف بسبب العقوبة، فان بقية العناصر ستكون متاحة للاطار الفني في مباراة سيرفع خلالها زملاء الحارس المتالق امان الله مميش شعار "الانتصار والاقناع" لتوجيه رسالة طمأنة لجماهيرهم بخصوص جاهزية الفريق وقدرته على تحقيق تطلعاتهم.
يذكر ان نادي ديكيداها الصومالي ازاح في الدور التمهيدي الاول نادي ارتا سيد الجيبوتي بعدما فاز ذهابا 2-صفر قبل ان ينهزم ايابا 3-4 بينما كان الترجي الرياضي معفى مستفيدا من تصنيفه الافريقي المتقدم.
وسيدير المباراة التي ستنطلق على الساعة الخامسة مساء ثلاثي تحكيم مالي بقيادة بوبو تراوري.