وخلال الأمسية، عرضت جمعية "تقاطع" فيديو قصيراً سلط الضوء على خصال الفقيد ومبادئه التي عاش من أجلها. تم عرض لقطات نادرة من حفلاته الموسيقية ولقاءات صحفية تعكس التزامه العميق بقضايا الفقراء والمهمشين. هذا الفيديو لاقى صدى واسعاً لدى الحضور، حيث أعاد إلى الأذهان إسهامات ياسر جرادي الفنية والاجتماعية.

ودارت الأمسية وسط أجواء من الحزن، إذ خيّم الصمت التام على القاعة خلال عرض الفيديو والشهادات، فكان التأثر جليا بوضوح على الحاضرين كما كان بعضهم يتبادل النظرات الحزينة، بينما كان الآخرون يشاركون في تأملات صامتة عن حياة الفنان ومسيرته الإبداعية.

واستمع الجمهور إلى وصلات موسيقية ملتزمة، حيث قدمت الفنانة روضة بن عبد الله أغنية خصّصت لذكراه، منها أغنية "وعدتك بالشمس والقمرة" التي ألّفتها بعد وفاة ياسر جرادي بيومين، إلى جانب "نرجعلك ديما". كما أتحف الأمسية كل من أحمد عطافي وبديعة بوحريزي ومحسن بن حمد بوصلات موسيقية أثرت في وجدان الحاضرين، إلى جانب مجموعة الفن الملتزم "عيون الكلام" بقيادة الفنان خميس البحري.

وغادر الحضور الأمسية وهم يحملون في قلوبهم خليطا من الحزن والفخر، بعد أن تجسدت لحظات من التقدير والاحتفاء بمسيرة ياسر جرادي الذي ترك بصمة عميقة في نفوس محبيه وأصدقائه.

وجدير بالتذكير أن الفنان التونسي الملتزم ياسر الجرادي كان توفي يوم 12 أوت، مخلفا حزنا عميقا في قلوب محبيه وفي المشهد الثقافي التونسي. ويعتبر الجرادي من أبرز الفنانين الملتزمين في تونس، وقد ترك بصمة لا تنسى في مجال الفن من خلال أعماله التي كانت تعكس قضايا اجتماعية وسياسية هامة.

ولد ياسر الجرادي في مدينة قابس وبدأ مسيرته الفنية في فترة مبكرة من حياته، حيث سرعان ما اكتسب شهرة واسعة بفضل أسلوبه الغنائي المتميز. كانت أغانيه تتناول قضايا مثل العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان الكونية. وقد تمكن من استخدام فنه كأداة قوية للتعبير عن قضايا المجتمع ودعوة للتغيير.