القصرين: ثمار تفاح منمّقة بألوان جذابة منسّقة تزيّن معرض التفاح والمنتوجات الفلاحية بفوسانة وتعكس كرم الطبيعة وجودة المحصول العالية
(وات/تحرير لطيفة مدوخي) - تزدان أرجاء معرض التفاح والمنتوجات الفلاحية بمدينة فوسانة الواقعة شمال ولاية القصرين بمختلف أنواع ثمار التفاح مرصفة بعناية وتنسيق على منصات خشبية وفي صناديق بلاستكية وسلال منسوجة من ألياف الحلفاء، ومنمّقة بألوانها الزاهية الجذّابة، بأحمر ناضج لامع تحت الأضواء، وأخضر حيوي طازج يعكس إشراقة الطبيعة، وأصفر يحاكي الذهب، ووردي مفعم بالحيوية، في مشهد يعكس كرم الطبيعة ويوحي بجودة المحصول العالية.
في هذا المعرض اختيرت ثمرات التفاح المعروضة بعناية لتكشف المذاقات المختلفة والأنواع المتعددة التي تمتاز بها جل مناطق فوسانة، وبجانبها عُرِضَت الخضر بأنواعها مع بعض الثمار على غرار التين والخوخ والبرقوق والعنب والبطيخ بنوعيه الأصفر والأحمر، مع عينات من بذور القمح والشعير، وشتلات متنوعة للتفاح والزيتون، في تأكيد على خصوبة وكرم هذه الربوع.
في هذا المعرض اختيرت ثمرات التفاح المعروضة بعناية لتكشف المذاقات المختلفة والأنواع المتعددة التي تمتاز بها جل مناطق فوسانة، وبجانبها عُرِضَت الخضر بأنواعها مع بعض الثمار على غرار التين والخوخ والبرقوق والعنب والبطيخ بنوعيه الأصفر والأحمر، مع عينات من بذور القمح والشعير، وشتلات متنوعة للتفاح والزيتون، في تأكيد على خصوبة وكرم هذه الربوع.
ويندرج معرض التفاح والمنتوجات الفلاحية بفوسانة، الملتئم مساء أمس الجمعة، ضمن فعاليات اليوم الإفتتاحي للدورة الثانية لمهرجان "التفاحة الذهبية"، ويهدف إلى الترويج لهذه الخيرات خارج الحدود الضيقة، وإلى التعريف بفوسانة كمنطقة فلاحية بإمتياز تنتج أجود أنواع التفاح بالبلاد التونسية إلى جانب معتمدية سبيبة الرائدة منذ القدم في هذا القطاع الإستراتيجي الذي تتصدر فيه ولاية القصرين سنويا المرتبة الأولى وطنيا.
لا يقتصر فقط مهرجان "التفاحة الذهبية" على عرض التفاح والمنتوجات الفلاحية، بل يشمل أيضًا عروضا فرجوية وتنشيطية وترفيهية وفنية وأخرى للفروسية، مع ورشات موجهة للمرأة العاملة في القطاع الفلاحي، وندوات علمية ستخصّص لطرح الإشكاليات والصعوبات التي يعيش على وقعها قطاع التفاح والقطاع الفلاحي بشكل عام في هذه المعتمدية التي تعد 70 ألف ساكن.
وفي تصريحات متطابقة لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، لخّص عدد من فلاحي المنطقة وأبنائها المقيمين بالخارج ورئيس الاتحاد المحلي للفلاحة عيسى العيدودي وعضو مجلسها المحلي للتنمية حسين رحموني، إشكاليات وصعوبات القطاع في تدهور البنية التحتية للمسالك الفلاحية والريفية والطرقات، وغياب مراكز تبريد وتخزين، وارتفاع تكلفة الشباك الواقية من حجر البرد، فضلا عن نضوب المائدة المائية ما يتطلب إحداث سدود لتجميع مياه الأمطار وتفعيل مشاريع السدود المعطّلة منذ سنوات على غرار سدّ وادي قرقور وسدّ بولعابة وسدّ الشرشارة، الى جانب غياب مسالك محلية وجهوية للترويج.
وطالبوا بمراجعة تسعيرة التفاح الموضوعة من قبل وزارة التجارة والتي لاتراعي المصاريف الباهضة التي يتكبدها الفلاح طيلة الموسم الفلاحي، وتطرّقوا إلى إشكالية التيار الكهربائي ثلاثي الأطوار الذي ينقطع بين الفينة والأخرى مع عدم تعميمه على كافة مناطق الإنتاج، وإلى صعوبة تنظيم الفلاحين ضمن هيكل مهني فاعل لتفادي الصعوبات المسجلة في خدمات الميكنة والمداواة مع طول الإجراءات الإدارية وتعقدها ما جعل المستثمرين الخواص والشباب يعزفون على الإستثمار في المنطقة، على حدّ قولهم.
وأوضح رئيس دائرة الإنتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين، عمر السعداوي، في تصريح لوكالة "وات"، أن غابات التفاح تمتد بمعتمدية فوسانة على مساحة جملية تقدر بحوالي 4 آلاف هكتار ويتراوح إنتاجها خلال الموسم الفلاحي الحالي بين 20 و22 ألف طن، مسجلا بذلك تراجعا مقارنة بالمواسم الفارطة نظرا للظروف المناخية التي عرفتها الجهة والمتمثلة خاصة في الجليدة فترة الإزهار، علما بأن غابات التفاح بالجهة تمتد على مساحة تتراوج بين ب10 آلاف و80 هكتارا ، 80 بالمائة منها في معتمديات سبيبة وفوسانة وسبيطلة وجدليان.
وأشار إلى أن معتمدية فوسانة تشهد إقبالا من الفلاّحين على الأصناف الجديدة المتأقلمة مع البرد وذات المردودية العالية والتي تتوفر بعدد من مناطق المعتمدية المرتفعة مثل بودرياس و عين جنان نظرا لقيمتها الإقتصادية والتسويقية الكبيرة، مع المحافظة على الأصناف التقليدية المعروفة، مؤكدا أن قطاع التفاح يمثل ركيزة أساسية بولاية القصرين وهو ميزة من ميزاتها إلى جانب منتوجات أخرى على غرار التين الشوكي، والفستق البيولوجي، وبطاطا الفصل الخامس، والطماطم الفصلية ..نظرا لما تنفرد به من خصائص كرستها طبيعة التربة والمناخ.
وكشف المصدر ذاته أن معتمدية سبيبة كانت سبّاقة في قطاع التفاح بما يفسّر تهرّم عدد من الغراسات فيها والتي ضعف إنتاجها وأصبحت عرضة للأمراض، لذلك تم وضع برنامج لتشبيب غابات التفاح الهرمة بسبيبة يشمل مساحة تقدر بأ1600 هكتار، تم الإنطلاق فيه بعد على مساحة تقدر بـ130 هكتارا، مع تمكين عدد من الفلاّحين من شتلات.
ومن جهته، بيّن النائب بمجلس نواب الشعب عن دائرة تالة حيدرة فوسانة، عمار العيدودي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن مهرجان التفاحة الذهبية بفوسانة يهدف بالأساس إلى تثمين ما تزخر به هذه الأرض المعطاء من خيرات لا تحصى ولا تعد، والترويج لها على أوسع نطاق.
وشدّد العيدودي على حاجة القطاع إلى لفتة جدية من السلط المعنية لتطويره والمحافظة عليه، وعلى ضرورة التفكير في إحداث مراكز تبريد وتخزين لهذه الثروة الوطنية، ودعم الفلاح وتشجيع المستثمرين، وتوفير كافة متطلبات النجاح لهذا القطاع الرائد.
بدوره، أكّد والي الجهة، رضا الركباني، لصحفية "وات"، أن ولاية القصرين تشتهر بمنتوجها الفلاحي المتميز والمتنوع وذي الجودة العالية من تفاح وتين شوكي وفستق بيولوجي ...ما مكنها من احتلال المراتب الأولى وطنيا واكتساح الأسواق المحلية والعالمية، ومن شأن المهرجانات الاقتصادية والفلاحية المساهمة في تسليط الضوء على هذه الثروة الفلاحية المعتبرة، وفق تصوّره.
وتحدث الوالي، في سياق متّصل، عن المجهودات المبذولة من مختلف الأطراف الوطنية والجهوية والمحلية في سبيل حماية هذه الثروة من الآفات والأمراض، لا سيما آفة الحشرة القشرية القرمزية التي تهدد غراسات التين الشوكي بالجهة.
وفي تصريحات متطابقة لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، طالب عدد من زوار معرض التفاح والمنتوجات الفلاحية بمدينة فوسانة بعدم اقتصار المعرض على عرض المنتوجات فقط والمبادرة بإحداث نقاط بيع وتذوّق لهذه الثمرة حتى يتمكن كل من تكبّد عناء التنقل من مناطق وجهات بعيدة من تذوق أفضل أنواع التفاح بتونس واقتناء كميات منها في اليوم ذاته، وتجنّب العودة خالين الوفاض كما حصل للعديد أمس، وخلف حالة من الخيبة والإستياء لديهم.
يشار الى أن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان " التفاحة الذهبية " بفوسانة انطلقت مساء أمس الجمعة، وتتواصل إلى غاية 8 من سبتمبر المقبل بباقة من العروض المسرحية والتنشيطية المتنوعة، مع سهرات فنية وندوات علمية ومسابقات وألعاب.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 293277