الفنانة السورية أصالة نصري تنحت تاريخها الفني من جديد في اختتام الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي

صدح صوت الفنانة السورية أصالة نصري في اختتام الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي ليلة أمس السبت 17 أوت أمام شبابيك مغلقة حيث ناهز عدد الحضور 8 آلاف شخص أقبلوا منذ ساعات المساء الأولى واصطفوا في طوابير طويلة رغم حرارة الطقس.

وعادت الفنانة السورية أصالة نصري لتجدد العلاقة العاطفية التي تجمعها بجمهور هذا المهرجان العريق بعد ثلاثين سنة على أول ظهور لها على مسرح قرطاج الأثري وبعد غياب تجاوز 10 سنوات على إطلالتها الأخيرة على هذا المسرح، حيث كان هذا الركح الذي يحتضن في طياته عبق التاريخ وجمال الموسيقى أحد أبرز محطات النجاح في مسيرتها الفنية وشكل بداية مشرقة للنجاح الكبير الذي حققته.

...

سبق عرض أصالة نصري زخات مطرية خفيفة ساهمت في تلطيف حرارة الطقس وزادت في حماسة الجمهور الذي أعاد له صوت أصالة الشجي إحياء ذكرياته بما أن جزءا كبيرا من الحاضرين سبق لهم أن شهدوا بزوغ نجمها وتذوقوا حلاوة أغانيها منذ بداياتها.

وقدمت أصالة نصري خلال هذه السهرة وعلى امتداد أكثر من ساعتين ونصف مجموعة متنوعة من أغانيها التي شهدت مراحل مختلفة من مسيرتها، حيث أطربت الحضور بأعمال شهيرة مثل "أكتر" و"بعدك عني" و"بنت أكابر" و"آسفه" و"جايه سيرته" و"إنسان" و"سامحتك" و"صندوق" و"يامجنون" وهي باقة من بعض أغانيها التي تعكس إشعاعها وتميزها ضمن ألمع نجوم الموسيقى العربية.

لم تكتف أصالة بتقديم أغانيها الشهيرة فحسب بل أهدت الجمهور أيضا أغنية "تونس الخضرا" وذلك تقديرا وعرفانا لهذا الوطن وهذا الشعب الذي ساهم في سطوع نجمها. كما حيت المقاومة الفلسطينية بأغنية خاصة بالشعب الفلسطيني عنوانها "فلسطين عربية" في لفتة تعبر عن دعمها وتضامنها مع القضية الفلسطينية.

وتخللت السهرة كلمات شكر وامتنان من الفنانة لجمهورها ولإدارة مهرجان قرطاج الدولي. وعبرت أصالة عن سعادتها بالمشاركة في مهرجان يظل واحدا من أبرز منصات الثقافة والفن في العالم العربي. كما قدمت تحية خاصة لتونس مشيدة بتفاني الجمهور التونسي في دعم الفن والفنانين.

وفي ختام حفلتها، أهدت أصالة جمهورها مجموعة من أغانيها المميزة مثل "أنا حبك" و"مابقاش أنا" و"غلبان" التي تُوجت بها الأمسية بأداء رائع وخاتمة ملؤها الإمتاع والطرب.

وتأتي عودة أصالة نصري إلى مسرح قرطاج حيث يحتفل المهرجان بمرور ستين عاما على تأسيسه. وقد أكدت هذه العودة قدرة أصالة على الجمع بين الأصالة والتجديد لتظل نجمة ساطعة في سماء الفن العربي وقادرة على إسعاد جمهورها وتأكيد حضورها القوي على الساحة الفنية.

أصالة التي اعتلت المسرح بكاريزما فنانة تحمل مسيرة طويلة برصيد غنائي طربي متنوع الإنتاجات تجددت فيه روح الابداع لمطربة تقدر في مسار نجاحها رقي الفن وقواعد الحضور والجاهزية على ركح المسارح الكبرى لمصافحة جمهورها، فكانت سخية مع محبيها في عطائها الطربي، وبدا جليا إعدادها المحكم صحبة فرقتها لهذا الحفل الذي أكدت في تصريحاتها في ندوة صحفية بعد العرض، على خصوصية وعراقة مهرجان قرطاج وسحر مسرحه الذي يحيي منابع الإبداع في نفَس كل فنان يحظى بالصعود عليه.

تابعونا على ڤوڤل للأخبار