تواتر على ركح العرض مجموعة من الفنانين الشبان في هذا العرض الذي عمد غسان المرهاق الى دعوتهم الى تاثيثه بعد انطلاقة منذ سنوات لعرض البمبر بفنانين مشهورين في الغناء التراثي للجزيرة من امثال حبيب الجبالي وابنه ومحفوظ طنيش وفرقة طبالة سطى جمعة ذات الصيت الكبير ليقوم من عرض الى اخر بتشريك في كل مرة فنانين جدد في فرصة للتجديد.
غنى هذه الليلة بسام الهدار واشرف المزداري واشرف بوملاسة باقات من الاغاني التراثية الجربية التي لا يزال وجودها قوي في افراح اهل جربة ويرددونها في كل مناسباتهم بكل تعلق وعشق لتراث لامادي خصب وثري.
اعتمد غسان المرهاق الاستاذ الجامعي والباحث في العلوم الثقافية في طرحه لهذا العمل الذي انطلق فيه منذ سنة 2017 على اليات خاصة في فكرة لاحياء التراث ودعم الموروث الثقافي السياحي بالجزيرة وهو هدف عمله الاكبر الذي عرضه بمناسبة احتضان جزيرة جربة اشغال القمة الفرنكوفونية تحت عنوان المحفل الجربي كفرحة الاحتفال بالعريس ليطرح في عرضه الحالي عادة البمبر فرحة الاحتفال بالعروس حسب المرهاق.
واضاف ان هدفه قراءة عصرية وحديثة خاصة في سيناريو متكامل وتوزيع محكم ومضبوط دون مس من خصوصية الموروث بل طرحه في شمولية بخطاب موجه للجميع خدمة وتثمينا للموروث معتبرا ان ذلك ضرورة ومسؤولية للحفاظ على هذا الارث وحمايته وحفظه للاجيال وان بدات بعض هذه العادات تندثر ولم يعد لها من وجود الا في مناطق قليلة رافضا ان يكون ما يقوم به محاولات تهذيب للتراث .
امتد العرض ساعة ونصف بقاعة دار الثقافة رياض النفوسي باجيم تواتر فيها فنانون شعبيون شبان رغم قصر خبرتهم الا انهم اثبتوا حرفيتهم ونجاحهم في اتقان تقديم مجموعة من الاغاني التراثية الاصيلة رافقتهم فرقة موسيقية متكاملة بقيادة المايسترو غسان فقدموا مشهدا احتفاليا مميزا تناغمت وانسجمت فيه الطبلة والزكرة والمزود مع الاورغ والباطري.
وتتواصل بولاية مدنين تظاهرة الليالي الصيفية بعدد من المعتمديات بكل من بن قردان وبني خداش واجيم وحومة السوق وميدون والايام الثقافية بكوتين في مناسبة لتنشيط الساحات والفسح الشاطئية وادخال حركة ثقافية وتنشيطية مميزة للمصطافين بتقديم عروض فرجوية مختلفة فنية وموسيقية واستعراضية ومسرحية.