خليل الجندوبي....من فضة طوكيو الى امال الذهب في باريس
(وات -تحرير حسني الغربي) - على صغر سنه صنع لنفسه سجلا حافلا بالانجازات، قصته على بساط التايكواندو تجسيد للمعنى الحقيقي للفكر القائم على الاصرار والمثابرة، تلمس لدى محاورته منسوبا عاليا من الثقة في النفس وتقف على عقلية احترافية مميزة من خصال الابطال، انه خليل الجندوبي حامل امال الرياضة التونسية في دورة الالعاب الاولمبية الصيفية التي ستحتضنها العاصمة الفرنسية باريس من 26 جويلية الجاري الى 11 اوت القادم.
انطلقت قصة خليل الجندوبي، الذي احتفل في جوان الماضي بربيعه الثاني والعشرين، مع التايكواندو مثل اي شاب استهوته هذه الرياضة الدفاعية لكن نبوغه وموهبته أعلنت عن نفسها بسرعة قياسية ليعانق منذ سن السادسة عشرة النجاح ويخطف الأنظار من خلال الظفر بالميدالية الذهبية لوزن اقل من 48 كلغ ضمن دورة الألعاب الأفريقية للشباب التي احتضنتها الجزائر العاصمة خلال شهر جويلية 2018.
كان هذا التتويج بمثابة ميلاد بطل من طينة خاصة لم يزده النجاح المبكر سوى عزيمة على مواصلة رفع التحديات في مختلف المحافل الدولية شعاره في ذلك التفاني والجدية في العمل ونبذ الغرور الذي لطالما عصف بأحلام العديد من الرياضيين الشبان وأنهى مشوارهم قبل ان يبدأ.
انطلقت قصة خليل الجندوبي، الذي احتفل في جوان الماضي بربيعه الثاني والعشرين، مع التايكواندو مثل اي شاب استهوته هذه الرياضة الدفاعية لكن نبوغه وموهبته أعلنت عن نفسها بسرعة قياسية ليعانق منذ سن السادسة عشرة النجاح ويخطف الأنظار من خلال الظفر بالميدالية الذهبية لوزن اقل من 48 كلغ ضمن دورة الألعاب الأفريقية للشباب التي احتضنتها الجزائر العاصمة خلال شهر جويلية 2018.
كان هذا التتويج بمثابة ميلاد بطل من طينة خاصة لم يزده النجاح المبكر سوى عزيمة على مواصلة رفع التحديات في مختلف المحافل الدولية شعاره في ذلك التفاني والجدية في العمل ونبذ الغرور الذي لطالما عصف بأحلام العديد من الرياضيين الشبان وأنهى مشوارهم قبل ان يبدأ.
لم يكد يمضي على هذا التالق القاري سوى شهرين حتى ضرب الجندوبي موعدا جديدا مع التميز باحرازه الميدالية البرونزية لوزن تحت 48 كلغ بدورة الألعاب الأولمبية الصيفية للشباب بالعاصمة الارجنتينية بوينس آيرس مثبتا بما لا يدع مجالا للشك نشأة بطل واعد قادر على صنع ربيع الرياضة التونسية.
تتالت التحديات ومعها كبر حجم الضغط المسلط على ابن مدينة طبربة لكنه اظهر رغم صغر سنه دراية في التعامل معه ليظل مستقرا في آدائه، وفيا لطموحاته وثابتا على تطلعاته في المراهنة على الألقاب، وجاءت دورة الألعاب الإفريقية بالرباط عام 2019 ثم البطولة الافريقية بداكار سنة 2021 لتقيمان الدليل على علو كعبه وتفوقه الواضح على بقية خصومه من القارة باحرازه الميدالية الذهبية في منافسات وزني تحت 54 كلغ و58 كلغ.
كان لا بد لهذه المسيرة ان تأخذ بعدا اخر، وشكلت مشاركته الاولمبية الأولى بدورة طوكيو 2020+1 محطة فارقة في مشواره الرياضي باعتبارها اقترنت بانجاز باهر لم يكن ينتظره أشد المتفائلين بالنظر الى صغر سنه انذاك (19 عاما) ونقص خبرته في مقارعة عمالقة اللعبة الا ان موهبة هذا الرياضي وثقته في امكانياته زفت لتونس الخبر السار بحصوله على الميدالية الفضية لوزن اقل من 58 كلغ في مشهد فرحة لا يزال راسخا في الاذهان اجتمعت فيها صور المفاجاة والإبهار بقدرة الارادة التونسية على كسب التحديات مهما كانت الصعاب.
وبفضل فضية ألعاب طوكيو وما تبعها لاحقا من نجاحات اخرى في مختلف البطولات والدورات الدولية المفتوحة على غرار تتويجه بالميدالية الذهبية في البطولة الافريقية في كيغالي 2022 وابيدجان 2023 والالعاب الافريقية في اكرا 2023 واعتلائه صدارة التصنيف العالمي الصادر عن الاتحاد الدولي للتايكواندو، اصبح خليل الجندوبي البطل الذي يسعى الجميع للاطاحة به لينصب نفسه بشهادة المتابعين والعارفين بالشأن الرياضي كاحد ابرز حاملي امال الرياضة التونسية في اولمبياد باريس 2024.
العاب عاصمة "الانوار" تحظى باهمية استثنائية لدى خليل الجندوبي لذلك وضعها في صدارة أولوياته وحرص على خوضها باعلى درجات الجاهزية. عن تحضيراته للاولمبياد يقول الجندوبي انها "لم تنطلق قبل شهر او شهرين بل تعود الى سنتين كاملتين وقد شملت كل الجوانب البدنية والذهنية والفنية واتسمت بقوتها اذ كانت التمارين مرهقة وشاقة وسارت وفق المعايير العالمية، والان دخلت الاستعدادات المنعرج الاخير من خلال اجراء تربص مغلق بمدينة الحمامات سيتواصل لمدة شهر كامل سنضع فيه اخر اللمسات قبل التحول الى باريس".
واعتبارا لاهمية التفاصيل الصغيرة في مثل هذه التظاهرات الكبرى، اشار الجندوبي الى انه ينتظر بفارغ الصبر نتيجة عملية القرعة قائلا "اتمنى ان تكون مناسبة وتساعدني على تحقيق مسيرة ذات نسق تصاعدي حتى اكون في الادوار الاخيرة في أوج العطاء".
وبدا الجندوبي وهو يتحدث عن اهدافه في دورة العاب باريس واثقا من نفسه وقدراته حيث اعاد كلمة الذهب اكثر من مرة قائلا في هذا الصدد "وانا استعد للحدث المنتظر لا ارى امامي سوى المعدن النفيس لقطف ثمرة المجهودات والتضحيات التي بذلناها طوال الفترة الماضية".
ولا شك ان الحالة الذهنية والبسيكولوجية للرياضي في هذا المستوى العالي من المنافسة تنطوي على اهمية قصوى يعيها جيدا الجندوبي الذي تحدث عنها بكثير من الرصانة "اشعر باحساس استثنائي تختلط فيه مشاعر الثقة بالنفس بروح المسؤولية. ان ما حظيت به من اهتمام دائم وظروف تحضيرات جيدة وتشجيعات متواصلة من قبل الجامعة ومن ورائها وزارة الشباب والرياضة واللجنة الوطنية الاولمبية جعل معنوياتي مرتفعة وهذا يزيد من حماسي لتحقيق أبهى النتائج من اجل تشريف بلادي وإسعاد الشعب التونسي".
يذكر ان منافسات خليل الجندوبي خلال الالعاب الاولمبية باريس 2024 في وزن اقل من 58 كلغ ستنطلق يوم 7 اوت القادم انطلاقا من الساعة التاسعة صباحا بمباريات التصفيات فيما تدور المباريات النهائية في ذات اليوم بداية من الساعة السابعة والنصف مساء.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 291102