ومثل استعراض نتائج المشروع واستخلاص الدروس، فضلا عن عرض تجارب بعض الفلاحات المنتفعات، محور ملتقى نظمته وكالة النهوض بالاستثمار الفلاحي، التّي تتولى الإشراف على المشروع بالتعاون مع الإدارات العامة بوزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية.

وأثنت عدد من الفلاحات المنتفعات في شهادات لهن، على أهمية المشروع في توفير تكوين قدم إضافة هامة على مستوى حسن تسيير المستغلات الفلاحية واكسابهن مزيدا من المعارف والمهارات في تشخيص بعض الامراض، التي قد تصيب الابقار.

واعتبرن انهن خرجن من التسيير التقليدي للضيعات الفلاحية بالحصول على تكوين ساهم في تجويد المنتوج، خاصّة، في مجال الحليب. ودعت الفلاحات إلى مزيد تكثيف هذه المشاريع وتعميمها على كامل البلاد.

وقالت المديرة العامة لوكالة النهوض بالاستثمار الفلاحي، إنجي الدقي، أنّ مشروع "التجديد" في الفلاحة والصناعات الغذائية يهدف، أساسا، إلى تحسين دخل صغار فلاحي منظومتي الألبان والبطاطا من خلال تكوين المنتجين وتحسين مهاراتهم وتطوير روح المبادرة لديهم باعتماد مقاربات مع تأمين تكوين مجدد يتماشى مع خصوصياتهم من ناحية القرب وطرق التواصل.

وأشارت الى ان المشروع شمل 7 ولايات هي القصرين والقيروان وسيدي بوزيد، جندوبة والكاف وباجة، وسليانة.

وأكدت ان النتائج المسجلة مشجعة وتدفع الى العمل على نشر هذه المقاربات المجددة للتكوين لتشمل صغار الفلاحيين في جميع الولايات.

ومكنت المقاربات المعتمدة من تكوين أكثر من 500 مكون من فنيي وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري وكذلك من القطاع الخاص كما مكنت من تكوين 14400 فلاحا من جملة 15000 مبرمجة.

وأفادت المديرة العامة للوكالة ان من أهم نتائج المشروع تحسين قدرات الفلاحين في مجال التصرف في عناصر الإنتاج المتوفرة على مستوى المستغلة وتطوير مردوديتها للضغط على تكلفة الانتاج وتطوير مردودية المستغلة الفلاحية وتوجيه صغار الفلاحين وحثهم للانضمام صلب هياكل مهنية لتسهيل نفاذهم الى الأسواق وتطوير دخلهم.

وأعلنت انه امام نجاح التجربة وطلبات عدد هام من صغار الفلاحين يتم العمل على إدراج برنامج تكوين لصغار الفلاحين في مجال الزراعات الكبرى.

وخلال كلمة القتها الكاتبة العامة لوزارة الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية، سهام الوسلاتي، أكدت ان النتائج المسجلة لمشروع التعاون التجديد في الفلاحة والصناعات الغذائية اهتم بصغار الفلاحين وقام بدعم هذه الشريحة من المنتجين على مستوى التكوين ودعم القدرات.

وأفادت انه تمت مرافقة أكثر من 7500 فلاح في منظومة الالبان وتحسين مداخيلهم بنسبة 150 بالمائة يدفع الى التنويه بمثل هذا التوجه لمشاريع التعاون، التي تهدف الى التجديد في القطاع الفلاحي.

ودعت للغرض كما كل المتدخلين في مجال التكوين والمرافقة الى اعتماد هذه المقاربات المجددة لتطوير مهارات صغار الفلاحين في منظومات انتاج أخرى لتعميم الفائدة.

ولاحظت ان شريحة صغار الفلاحين تمثل في الحقيقة 85 من الناشطين في القطاع الفلاحي وهي شريحة كبرى تعمل تونس على دعمها ومساندتها والاحاطة بها في جميع القطاعات، ايمانا منها بالدور الكبير الذي يلعبه صغار الفلاحين في تحسين الانتاجية في مختلف المنظومات الفلاحية وتحقيق الامن الغذائي.

وبينت المسؤولة ان وزارة الفلاحة تسعى لإرساء فلاحة مجددة ومتطورة وقادرة على المنافسة والصمود أمام التغيّرات المناخية والتحوّلات العالمية.

وشددت على ان الفلاحة التونسية بحاجة الى التجديد قصد زيادة الإنتاجية بشكل مستديم وذكي، وتطوير الأنظمة الغذائية عبر النهوض بسلاسل القيمة المضافة هذا الى جانب تنويع الأنشطة المدرة للدخل وتحسين ظروف عيش صغار الفلاحين.

يشار الى انه تم خلال الملتقى إمضاء اتفاقية بين مختلف المتدخلين في منظومة الألبان لضمان مواصلة اعتماد مقاربة مستقبلا لتكوين صغار الفلاحين في مختلف مناطق الجمهورية ما من شأنه ان يساهم في ترسيخ مقاربة التجديد في التكوين الفلاحي.