توزر: مستثمر شاب يتخطّى الصعاب ويتحدّى الإعاقة وينجح في تجربة تربية الأسماك في المياه العذبة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/619b83c0b69841.13702086_iolpjhqnfekgm.jpg width=100 align=left border=0>


(وات/تحرير صالحة محجوبي) - لم يكن الشاب نصر بن سلطان الأوّل ولا الوحيد الذي خاض تجربة تربية الأسماك في الأحواض باستعمال المياه العذبة، لكنه الوحيد الذي استطاع الصمود في قرية عين الكرمة من معتمدية تمغزة من بين 8 شبان تحصلوا على التمويل والدعم اللوجستي وانطلقوا في تربية الأسماك داخل أحواض في مستغلاتهم الفلاحية.

فبينما انقطعت تجربة الشبان السبعة الآخرين ولم تكتمل عملية تربية الأسماك لأسباب متعددة ما يزال نصر بن سلطان الحامل لإعاقة عضوية يواصل تربية الأسماك من نوع البلطي، آملا أن يدخل أصنافا أخرى من الأسماك لمشروعه وتطويره بمرحلة ثانية تعينه في الترويج وحتى مساعدة آخرين في تربية الأسماك.

أخبار ذات صلة:
توزر: بلوغ مشروع تربية الأسماك في المياه العذبة لفائدة ثمانية من الفلاحين الشبان مراحله الأخيرة...


...

يتحدث نصر عن هذه التجربة لصحفيّة "وات"، فيؤكد أنها انطلقت منذ سنة 2020 بمبادرة من جمعية التنمية المستدامة والنهوض بالفلاحة البيولوجية بالتعاون مع الجمعية الإيطالية" ألبو"، وبدأت باختيار 8 فلاحين شبان من قرية عين الكرمة بولاية توزر، لتمكينهم من دعم مادي ودورات تكوينية وبعدد من الأسماك، والانطلاق في تجربة هدفها تنويع الإنتاج الفلاحي في منطقة ريفية حدودية ضمن أنشطة الفلاحة البيولوجية غير المضرة ولا المستنزفة للموارد الطبيعية.
ولم يكن النجاح والحفاظ على المشروع خلال ما يزيد عن 4 سنوات بالأمر الهين، وفق هذا المستثمر الشاب، حيث احتاج المشروع لجهد ومصاريف كبيرة حتى يتمكن من الحفاظ على عدد الأسماك في مرحلة أولى، ثم إكثارها وتسمينها في مرحلة أخرى ليتطور حجمها ويرتفع وزن السمكة من 15 غرام إلى 800 غرام، وقد تطّلب تحقيق ذلك التنقل إلى ولايات أخرى مرارا وتكرارا لاقتناء علف الأسماك، إضافى إلى ما تستوجبه هذه العملية من كلفة باهظة وإلى ارتفاع أسعار المواد العلفية.
ورغم صعوبات الترويج في المرحلة الحالية بسبب غياب سوق يستوعب الأسماك المنتجة في المياه العذبة، إلا أن نصر بن سلطان ينوي إدخال أصناف أخرى من الأسماك في المرحلة القادمة، وكذلك خوض غمار الترويج بمشروع مكمل للأول، وفق تأكيده.
ومن مشاريعه القادمة والتي تنتظر التمويل في القريب العاجل، تنفيذ برنامج ترويجي لمنتجاته عبر بعث مشروع تسويق أحواض تربية السمك المتنقل، والذي حصل لإطلاقه على موافقة تمويل مبدئية من طرف مركز "إليف" الذي تديره طرف مؤسسة تونس للتنمية، ليتمكن بفضل هذا المشروع الثاني من تسويق الأسماك من ناحية وكذلك تسويق أحواض متنقلة لتربية الأسماك تكون مياهها قادرة على ري مساحات صغيرة كالحدائق المنزلية، أو المطاعم السياحية، ودور الضيافة وفق قوله.
تجربة نصر بن سلطان في تربية الأسماك لم تتوقف عند هذا الحد، فقد وظّف المياه الموجودة في الأحواض في مشروع للفلاحة البيولوجية ما يزال حاليا في مرحلة المشروع العائلي، إلا أن المساحة المغروسة قادرة على أن تتحول إلى مشروع كبير من حيث المساحة والإنتاج.
ويؤكد نصر أنّ "من مزايا تربية الأسماك في الأحواض داخل المستغلات الفلاحية أن المياه المحمّلة بفضلات الأسماك تكون عادة غنية بالمواد العضوية كالأزوت وهي التي تسهم في إخصاب تربة أرضه وتنمي زراعته بطريقة بيولوجية".
فعلى مساحة تتجاوز الخمسة هكتارات استطاع نصر رفقة أسرته من غراسة أصناف من الخضر كالطماطم والفلفل والخيار والبصل وغيرها إلى جانب الأشجار المثمرة كالزيتون والخوخ واللوز إلى جانب أشجار النخيل والخضروات الورقية، ورغم أن هذه الغراسات تواجه عدة إشكاليات منها وجود بعض الأمراض وقلة الإنتاجية إلا أن نصر عازم على مواصلة العناية بها بالطرق البيولوجية، وعدم إدخال الأدوية الكيميائية، ساعيا إلى تطوير مهاراته في العناية بها وحمايتها من الأمراض لذلك لا ينفك يستشير أهل الخبرة والدراية في هذا الجانب.
ويوضح نصر في هذا الصدد قائلا "لو كنّا نريد الربح السهل لالتجأنا إلى المواد الكيميائية، لكن هدفنا هو الحصول على منتوج بيولوجي خال من مثل هذه المواد حفاظا على صحة الإنسان وعلى ديمومة الأرض وعطائها".
ورغم نجاح التجربة التي يخوضها نصر بن سلطان، إلا أنها تبقى في حاجة إلى الدعم من الهياكل المعنية سواء بالإرشاد والنصح وتقديم البدائل الفنية عما هو موجود حاليا، أو بالتمويل والإحاطة والتكوين، حتى تتطوّر تجربته سواء في تربية الأسماك داخل الأحواض وتسويقها أو في توفير منتج فلاحي بيولوجي يلبي حاجة المستهلك التونسي.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 290582


babnet
All Radio in One    
*.*.*