مي فاروق الفنانة المصرية والعربية التي أقيم حفلها أمام شبابيك مغلقة وتسابق على الحضور لمتابعتها في عرضها الحصري للمهرجان، جمهور غفير من دقة والمناطق المجاورة لها ومن تونس العاصمة ومختلف جهات الجمهورية، لم تخف سعادتها بالصعود على ركح دقة للمرة الأولى وبملاقاة الجمهور التونسي بعد غياب ناهز العشرين سنة عن المسارح التونسية.

وبينت أنها سبق أن غنت على ركح المسرح البلدي بالعاصمة وعلى ركح مسرح الهواء الطلق بالحمامات، وكانت سهرة الأمس مناسبة لاكتشاف ركح معلم دقة الأثري وملاقاة الجمهور التونسي. وتوجهت بالشكر لإدارة المهرجان على "تشريفها بالغناء أمام جمهور تونس الذي يتمنى الجميع أن يغني أمامه".

وفي إجابتها عن سؤال "وات" عن أسباب هذا الغياب المطول اكتفت بالقول انها لا تتردد في المجيء الى تونس كلما وجهت لها الدعوة، وأعربت عن سعادتها الكبيرة بالحضور الجماهيري اللافت ونفاد تذاكر العرض قبل أيام من انطلاقه.

سهرة الخميس التي تميزت بحضور مكثف ونوعي لكوكبة من نجوم الفن والثقافة، وحضرته كذلك عدة شخصيات سياسية وديبلوماسية منها بالخصوص سفير مصر وسفير أندونيسيا بتونس، انطلقت بمعزوفات موسيقية مطولة لمختارات من أجمل الأغاني الطربية لكوكب الشرق أم كلثوم، قبل أن تطل الفنانة مي فاروق على جمهورها وعشاق الفن الأصيل على أنغام "في يوم وليلة" للفنانة الراحلة وردة.
واستجابة لانتظارات الحاضرين من الشباب بالخصوص، قدمت الفنانة أغنيتها الجديدة "كل الحبيبة" التي أطلقتها في فيفري 2024، كما غنت "افتكرلك ايه" من إنتاجها لسنة 2023 و"ياشمس يامنورة غيبي" والتي رافقت مسلسل "الليل وآخره".

وارتوى عطش الجماهير التونسية للأغنية الطربية الأصيلة، بصوت مي فاروق فتفاعل بالغناء وإطلاق الآهات وعبارات الإعجاب بصوت الفنانة وآدائها، لأغاني "عيون القلب" و"ماتفوتنيش أنا وحدي" و"بتونس بيك" وغيرها من روائع اللحن والكلمة مع أجمل أغاني كوكب الشرق منها "أمل حياتي" و"بعيد عنك" و"اسأل روحك" و"أنت عمري" التي انتشى على وقع كلماتها وألحانها الحاضرون في سهرة ودوا لو طال بهم الزمان أكثر لتستمر إلى مالانهاية.

وتقديرا لصوت تونسي وعربي متميز وحبا للفنانة ذكرى غنت لها مي فاروق أغنية "وحياتي عندك" وأعربت في كلمة عن حبها وتقديرها الكبيرين للراحلة ذكرى ولصوتها الرائع.

عن هذا الاختيار بين المايسترو محمد الأسود في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن ذكرى ليست تونسية فقط بل نجوميتها ونجاحها الكبير الذي حققته في العالم العربي كان انطلاقا من مصر بعد نجاحها في تونس. وأوضح أن اختيار تقديم إحدى أغانيها كان تفكيرا واقتراحا مشتركا بين الفنانة ومايسترو الفرقة.
وحول الآداء المتميز للفرقة الموسيقية المتكونة من 36 عنصرا والذي لفت إعجاب كل الحاضرين، أكد أن الفرقة تضم خيرة العازفين والأساتذة الموسيقيين من أجيال مختلفة، وقد أشرف عليها كل من المايسترو محمد بوسلامة ومحمد الأسود.

صوت مميز، وفرقة موسيقية محترفة، وجمهور نوعي... كلها عناصر اجتمعت في فضاء أثري، في سهرة فنية التحق بها فريق وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية للمساهمة في السياحة الثقافية وتعريف الجمهور بالتراث الحضاري والثقافي الذي تزخر به بلادنا، فكانت سهرة النجاح الفني والتنظيمي والجماهيري بلا منازع.

في تصريح لـ"وات"، لم يخف مدير المهرجان مختار بالعاتق ارتياحه الكبير لنجاح هذه السهرة وغيرها من السهرات التي أقبل عليها الجمهور بكثافة ومنها سهرة المجموعة المصرية "كايروكي" التي شهدت مساء الأربعاء تدافعا كبيرا وحالة من الاستياء لدى بعض الجماهير الذين لم يتمكنوا من الدخول رغم اقتناء التذاكر إلا بصعوبة وبعد لأي.

عن هذه الحادثة أعرب مدير الدورة 48 لمهرجان دقة الدولي عن تفهمه لاستياء البعض وأكد أن تلك الحادثة كانت مناسبة لمزيد ضبط بعض الأمور التنظيمية، وأشار إلى أن طاقة استيعاب المسرح تبلغ 3500 متفرج لكن لأسباب أمنية تم تحديدها ب2000 متفرج.

واعتبر أن الاقبال الكبير على حفل هذه المجموعة العالمية الشهيرة، يعد في حد ذاته نجاحا كبيرا داعيا إلى "النظر إلى المسألة بإيجابية من زاوية أخرى". وأكد على أن الحضور الجماهيري الكبير في مختلف السهرات هو مؤشر هام من مؤشرات تقييم الدورة ومدى نجاحها متوجها بالشكر لكل الجمهور الذي اختار التنقل إلى دقة من مختلف مناطق الجمهورية في مختلف السهرات.

ولفت إلى أن الدورة الثامنة والأربعين التي انطلقت يوم 29 جوان وتتواصل الى غاية 10 جويلية، تتضمن عدة عروض حصرية، فعلاوة على سهرة مي فاروق وكايروكي، يلاقي الجمهور في سهرة السبت 6 جويلية الفنان التونسي والعالمي أنور ابراهم في عرض خاص بمهرجان دقة الدولي، هذا المهرجان الذي ما انفك يخطف الأنظار من عام إلى آخر بفضل التخطيط المسبق وحسن التنظيم والاختيارات الفنية الراقية بعيدا عن الابتذال والرغبة المحمومة في تحقيق الربح المادي.