واشارت في هذا السياق، الى ان قيمة المبادلات التجارية بين تونس ودول افريقيا جنوب الصحراء قد بلغت في العام الماضي 650 مليون دولار، وقدّرت الصادرات التونسية ب490 مليون دولار، وهو ما مثل 5ر3 بالمائة من اجمالي صادراتنا الوطنية، حيث تستحوذ الصناعات الكهربائية والميكانيكية والزراعية والغذائية والصناعات المختلفة على اكثر من 90 بالمائة من حجم هذه المبادلات

واكدت الوزيرة التزام تونس بتعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع جميع بلدان القارة الافريقية سواء على الصعيد الثنائي او في اطار" الكوميسا" و"الزليكاف" واليات الاتحاد الافريقي الذي "يمثل الاطار الامثل للتشاور والتنسيق"، سيما وانه تتوفر امكانات كبيرة غير مستغلة في مجال التجارة بين البلدان الافريقية تشمل عددا من المنتجات، على غرار الصناعات الميكانيكية والكهربائية والسيارات ومكوناتها والمنتجات الغذائية والمواد الطبية وشبه الطبية

وذكّرت الوزيرة في هذا الصدد، بانضمام تونس سنة 2019 الى السوق المشتركة لشرق وجنوب افريقيا ، والى اتفاقية المنطقة القارية الافريقية للتبادل الحر في 2020، اذ لعبت دورا رياديا في مبادرة التجارة الموجهة التي اطلقتها الامانة العامة للزليكاف في اكتوبر 2022، وكانت من بين الدول الافريقية الاولى التي انخرطت فيها، كما وضعت تونس استراتيجية وطنية كاملة لتنفيذ اتفاقية منطقة التبادل الحر القارية الافريقية

ولفتت ايضا، إلى توسيع مركز النهوض بالصادرات لشبكة ممثلياته التجارية بافتتاح مكتب سادس في "داكار" بالسينيغال خلال السنة الحالية، فضلا عن استفادة الشركات التونسية من برنامج ترويجي متكامل موجه للسوق الافريقية ، تدعمه مبادرات اخرى تندرج في اطار مشاريع التعاون الدولي ، بما فيها برنامج تشجيع الصادرات نحو اسواق افريقيا جنوب الصحراء الذي تنفذه وكالة التعاون الدولي الالمانية

ومن جانبه ، اكد الرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات، مراد بن حسين ان لقاءات الاعمال التونسية الافريقية تعد حدثا متميزا وواعدا في مجال التشبيك المهني التونسي الافريقي على المستوى الاقتصادي ، بما يستدعي مزيد تضافر الجهود من اجل بناء تعاون اقتصادي فاعل وناجع

وقال ان هذا الموعد المهني الابرز في تونس وعلى المستوى الافريقي، يندرج في اطار استمرارية تنفيذ مشروع ترويج انشطة التصدير الى اسواق جديدة في افريقيا جنوب الصحراء ، وبالتالي تعريف الفاعلين الاقتصاديين من افريقيا بما توفره تونس في مجال عديد الصناعات، وخاصة منها الغذائية والكهربائية والصيدلية.. بالاضافة الى خدمات الصحة والتعليم والتكوين وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات

وافاد ان لقاءات الاعمال التونسية الافريقية التي تتواصل على امتداد يومين ستشهد اكثر من 2000 لقاء يجمع رجال اعمال من بلدان افريقية بممثلين عن مؤسسات اقتصادية تونسية تنشط في 10 قطاعات واعدة، وذلك في اتجاه تعزيز الصادرات الوطنية نحو افريقيا، سيما بعد انضمام تونس الى المنطقة القارية الافريقية للتبادل الحر، والسوق المشتركة لشرق وجنوب افريقيا

ولدى تدخله، اكد الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الاسلامية لتمويل التجارة، والامين العام لبرنامج "جسور التجارة العربية الافريقية، "هاني سالم سنبل"، ان البرنامج جاء ليدفع بالاستثمار بين الدول العربية والافريقية في ظل ما يوفره من برامج تمويل من شانها تطوير التصدير ، وبالتالي دعم التنمية في البلدان العربية والافريقية

ولفت الي اهمية الحدث من حيث مد الجسور وتعزيز التعاون الثلاثي التونسي العربي الافريقي ومناقشة الاستراتيجيات المطروحة ، وخاصة منها مسالة الامن الغذائي في الوقت الراهن بالذات، قائلا ان ما سينبثق من توصيات عن هذه اللقاءات سيعزز التجارة والاستثمار متعدد الاطراف

وشهدت فعاليات لقاءات العمال التونسية الافريقية توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم لبرنامج جسور التجارة العربية الافريقية وجلسة حوارية حول سد فجوة الامن الغذائي للدول العربية والافريقية، بالاضافة الى لقاء مؤسساتي مع غرف التجارة وهياكل دعم التجارة بالبلدان الافريقية

جدير بالذكر ان لقاءات الاعمال التونسية الافريقية جمعت ممثلين عن اكثر من 200 شركة تونسية مصدرة باكثر من 120 فاعل اقتصادي من 25 دولة من بلدان افريقيا جنوب الصحراء