خبراء في الإعلام والعلوم السياسية: الإعلام الغربي انحاز للرواية الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية استطاعت تحقيق المعادلة الإعلامية في الحرب
أجمع خبراء في الإعلام والعلوم السياسية على أن المقاومة الفلسطينية استطاعت تحقيق المعادلة الإعلامية في الحرب التي يشنّها عليها الاحتلال الإسرائيلي والإعلام الغربي منذ السابع من أكتوبر 2023.
جاء ذلك في ندوة أقيمت اليوم الخميس بمدينة الثقافة ضمن أشغال الدورة 24 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون، وحملت عنوان "إعلام الحرب أو الحرب على الإعلام: فلسطين مثالا". وتابع الحاضرون في هذه الندوة قدمها اللبنانيان الدكتور حسن أيوب (أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الفلسطينية ومحلّل سياسي) والدكتورة مهى زراقط (أستاذة إعلام بالجامعة اللبنانية وإعلامية في الصحافة المكتوبة) والفلسطينيّان الدكتور بلال الشوبكي (رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل) وصفاء الهبيل، وهي مراسلة صحفية حربية تعمل في قطاع غزة.
جاء ذلك في ندوة أقيمت اليوم الخميس بمدينة الثقافة ضمن أشغال الدورة 24 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون، وحملت عنوان "إعلام الحرب أو الحرب على الإعلام: فلسطين مثالا". وتابع الحاضرون في هذه الندوة قدمها اللبنانيان الدكتور حسن أيوب (أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الفلسطينية ومحلّل سياسي) والدكتورة مهى زراقط (أستاذة إعلام بالجامعة اللبنانية وإعلامية في الصحافة المكتوبة) والفلسطينيّان الدكتور بلال الشوبكي (رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل) وصفاء الهبيل، وهي مراسلة صحفية حربية تعمل في قطاع غزة.
وأكد الدكتور حسن أيوب، في مستهلّ مداخلته، على ضرورة التمييز بين مصطلحيْن والتفريق بينهما "الرواية" و"السردية": فالأول (الرواية) هو ادّعاءات مزيفة، أما الثاني (السردية) فهي انعكاس لوقائع وحقائق لا تقبل التشكيك والتزييف، ولذلك يسمّي ما يبثه الإعلام الإسرائيلي والإعلام الغربي عموما عن القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين بأنه يدخل في خانة الرواية، أما ما يتعلّق بالفلسطينيين فهي سردية.
وبيّن أن الإعلام الغربي يقبل الرواية الإسرائيلية ويرفض السردية الفلسطينية لأسباب عديدة ذكر من ضمنها بالخصوص أن هناك أكثر من عنصر يتحكّم في الخطاب السائد في الإعلام الغربي وأهم هذه العوامل يتمثّل في أن أغلب المشتغلين في الحقل السياسي والديبلوماسي والإعلامي الغربي هم "يهود صهاينة"، الأمر الذي يخلق حالة من التعاطف في الإعلام الغربي مع الرواية الإسرائيلية وهو ما أدّى إلى السقوط المدوّي لحياده حيث انحاز بالكامل للرواية الإسرائيلية وتجاهل القضية الفلسطينية.
وأوضح أن تصديق الأكاذيب التي يبثها الإعلام الغربي بعد عملية طوفان الأقصى لم يكن فقط انحيازا لإسرائيل، بل "إن العالم الغربي بات جاهزا لتصديق الرواية الإسرائيلية دون التحري في صحتها لأن غالبية المجتمع الغربي ينظر إلى الفلسطينيين باعتبارهم أقل شأنا وقيمة من الصهاينة، مما أوجد نزعة معادية لفلسطين متأصلة في الإعلام الغربي" على حد تعبيره.
ويرى الدكتور حسن أيوب أن إسرائيل بالنسبة إلى الإعلام الغربي هي كيان أوروبي ولذلك لا يأخذ هذا الإعلام موقفا جذريا مما يحصل في قطاع غزة.
ولاحظت الدكتورة مهى زراقط أن الإسرائيليين والغرب يمارسون حربا إعلامية عبر الدعاية المضلّلة، مبيّنة أن قوات الاحتلال عملت على شرعنة الإبادة الجماعية في قطاع غزة وحجبت التغطية الإعلامية عبر منع الصحفيين الأجانب، واستهدفت الصحفيين الفلسطينيين وقيّدت مواقع التواصل الاجتماعي عبر الروبوتات. أما مؤسسات الإعلام الغربية فقد برّرت الحرب وشرعتها وغلّبت مصدرا واحدا على بقية المصادر وقيّدت مواقع التواصل الاجتماعي عبر شروط الاستخدام.
وتضيف: "في المقابل عمل الفلسطينيون ومناصروهم على تعديل الرواية إما من خلال صحفيين ناجين وثّقوا الإبادة أو ناشطين تحدّوا القيود التي فرضتها وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر الإعلام الحربي والعسكري للمقاومة".
واستعرضت مجموعة من العناوين المضلّلة في الإعلام الغربي التي وصفت ما حدث يوم 7 أكتوبر 2023 بـ "العمل الإرهابي" إلى حدّ تشبيه ما حصل بـ "أحداث 11 سبتمبر 2001" بعد أن نزعت صفة الشرعية عن المقاومة للاحتلال وأفرغت الحدث من سياقه التاريخي وهي أن فلسطين أرض محتلّة منذ ما يزيد عن 75 عاما واستمرار حصار غزة لأكثر من 17 عاما وآلاف المعتقلين في سجون الاحتلال. واعتبرت أن الإعلام الغربي شريك في حملة الإبادة التي يتعرّض إليها الفلسطينيون في قطاع غزة.
واستعرضت المراسلة الصحفية صفاء الهبيل في تسجيل مصوّر، ظروف عمل الصحفيين الفلسطينيين، مشيرة إلى أنهم يفتقدون لأبسط معدات الوقاية كالصدريات والخوذات وتجهيزات العمل والبث التقنية التي تآكلت، علاوة على افتقادهم لشبكة الأنترنت، فضلا عن مظاهر الجوع وعناء التنقل في الميدان والنزوح بين مدن الشمال والجنوب بحثا عن مناطق آمنة من أجل مواصلة العمل، فمنهم من استشهد (152 صحفيا شهيدا إلى حدود 27 جوان 2024) ومنهم من فقدوا عائلاتهم.
واعتبر الدكتور بلال الشوبكي من جهته، أن الإعلام الغربي يسعى إلى خلق صورة إسرائيل كجزء من المنظومة الغربية، فربَط بين ما جرى يوم 7 أكتوبر بقضية "الهولوكوست" و"11 سبتمبر 2001" ونزع عن فلسطين صفة المقاومة، وهو ما يؤكد انحيازه التام للكيان الصهيوني وعدم التزامه الحياد والموضوعية.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 289986