مركض الخيل قصر السعيد... لوحات فسيفسائية تحاكي تاريخ الخيول وأمجادها

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/6666c4e25d0e78.46308426_pnkfjgqeiolmh.jpg width=100 align=left border=0>


بأضواء وخيالات، وقطع حجارة وخزف مرصوصة، حضر الماضي على مدارج الحاضر، وأضاءت الذكريات المشحونة ذوقا وجمالا في معرض الفسيفساء، الذي احتضنه مركض الخيل قصر السعيد أمس الأحد.

كان ذلك بمناسبة تنظيم أولى الجولات العربية، والمحطة الثانية لسلسلة سباقات كأس رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة للخيول العربية الأصيلة بنسختها الحادية والثلاثين.

...

هذا المعرض الفني الذي نظمه صانع الأعمال الفنية الفسيفسائية الفنان، محمد عادل النقاش، أصيل منوبة، تضمن أكثر من 100 لوحة بزخارف ونقوش نباتية، وحيوانات، ورموز وكتابات، تحاكي أنواع الخيول وشتى الشخصيات والأحداث التاريخية، وقد استغرق إنجاز بعض اللوحات سنوات حسب تصريح الفنان لوات.
بين أجنحة المعرض الذي أقيم في الهواء الطلق، امتزجت الفسيفساء بروح الأصالة والتاريخ والفن والثقافة بلمسات فنية عصرية حولت قطع الحجارة المصقولة والمرصّفة والملوّنة إلى جداريات ولوحات ومشاهد حية مشحونة بالدلالات الجمالية والإشارات الرمزية.

وأعاد النقاش حضور سباقات الخيل بالذاكرة الى خيول الآلهة والملوك عبر لوحات تعود الى العهد الروماني، ومختلف الرموز التاريخية، والشخصيات السياسية والفنية والفكرية والأدبية والرياضية، ورموز النضال، التي تم استحضارها بتقنيات متطورة مزج فيها فن الفسيفساء، بالخط والتصوير الضوئي وتلاعب بشتى تقنيات الفسيفساء من رومانية الى بيزنطية و فلورنسية وغيرها .
واستحضرت أغلب اللوحات، الخيول بمختلف سلالاتها وأنواعها الفريدة وجمال ألوانها، وتمظهراتها خلال مختلف الحقبات التاريخية، واستعمالاتها في الركض والعاب الفروسية، والتنقل والفلاحة وغيرها.

زخرت بهذا الرصيد من اللوحات ورشة الفنان النقاش بدوار هيشر، التي أخرجت أمس إلى دائرة ضوء أوسع بالمركض، ضمن إحدى التظاهرات السنوية التي تشهد مشاركة واسعة من الجمهور، وبحضور ممثلي السفارات والبعثات الدبلوماسية بتونس، منهم بالخصوص سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة بتونس، إيمان أحمد السلامي.
واطلع الحاضرون على اللوحات الفنية وطريقة العرض اللافتة للانظار، ودققوا في التفاصيل واستفسروا عنها النقاش، الذي قدم لمحة عن تقنيات عمله في تنفيذ اللوحات ورصّ الخامات، فضلا عن تقنيات اعتماد الضوء والطباعة، وتحدث بالمناسبة عن مركز اهتمامه الفني والثقافي بالفسيفساء أحد الاختصاصات الفنية في دول حوض البحر المتوسط .

ويمتلك النقّاش رصيدا كبيرا من لوحات الفسيفساء التي أنجزها طيلة 25 عاما، تشمل 3 الاف لوحة بورتريه و600 لوحة رومانية، منها جدارية كبرى تم عرضها خلال المعرض، فضلا عن لوحات للتسويق بتقنيات متطورة عبر تصميم "الانفوغرافيك" والقصّ، وأفكار مجددة ورؤى مختلفة للتراث التونسي وفق تأكيده .

وأعرب الفنان عن توجهه المستقبلي نحو توظيف هذا الفن العريق، في الاقتصادي الدائري بإعادة استخدام كل ماهو مستعمل وقديم من الخزف والأحجار وغيرها من مختلف المواد الممكن استعمالها وقصها من جديد في رسكلة فنية بتصورات فسيفسائية تقوم على تحويل الأشياء الملقاة في البيئة إلى قطع فنية ذات قيمة.

وبهذه الأجواء الفنية، أضفى المعرض، أمس الأحد، روحا جديدة على أجواء السباقات الصاخبة التي ترتفع فيها أصوات المشجعين وصفيرهم وتشد الأنظار إلى لوحات الفروسية والعروض المقدمة، لتكتمل أهداف شركة سباق الخيل بإدارة حاتم المرناوي بسعيها إلى تعزيز الرياضات التقليدية ودعم تربية الخيول العربية الأصيلة في تونس، وجعل هذه المناسبات الرياضية عرسا تراثيا تقليديا ثقافيا، ورافدا للسياحة الثقافية، يستعيد التقاليد العريقة من فروسية وألعاب وصور من الماضي، ولوحات متنوعة تعرف بالقيم الجمالية للتراث التونسي الضارب في القدم.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 289026


babnet
All Radio in One    
*.*.*