تقاطع الاقتصاديات وفرص الابتكار لحل الإشكاليات البيئية والاجتماعية محور النسخة الثانية من أيّام الابتكار وريادة الأعمال
أكثر من أربعين متحدثًا وخبيرًا وطنيًا ودوليًا شاركوا، الجمعة، بالضاحية الشمالية لتونس، في النسخة الثانية من أيام الابتكار وريادة الأعمال، التّي نظمتها حاضنة الأعمال "رادستارت Redstart تونس"، بهدف استكشاف فرص الابتكار الناشئة في التقاطع بين الاقتصاد الأخضر والأزرق والدائري والاقتصاد البرتقالي، فضلاً عن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني والتوعية بدور هذه الاقتصاديات في حل إشكاليات بيئية واجتماعية.
وناقش المتدخلون في هذه التظاهرة، التّي تضمنت خمس حلقات نقاش وسبعة ورشات تدريبية، مسائل تتعلّق بحدود النماذج الاقتصادية التقليدية، التّي "تعرض بيئتنا للخطر وتؤدّي إلى تفاقم عدم المساواة وذلك بهدف المساهمة في معالجة هذه المشكلة من خلال استكشاف الفرص المبتكرة عند تقاطع الاقتصاديات الجديدة".
وناقش المتدخلون في هذه التظاهرة، التّي تضمنت خمس حلقات نقاش وسبعة ورشات تدريبية، مسائل تتعلّق بحدود النماذج الاقتصادية التقليدية، التّي "تعرض بيئتنا للخطر وتؤدّي إلى تفاقم عدم المساواة وذلك بهدف المساهمة في معالجة هذه المشكلة من خلال استكشاف الفرص المبتكرة عند تقاطع الاقتصاديات الجديدة".
ويعتبر منظمو هذه الأيّام أن الإبداع والإدماج الاجتماعي والحوار بين الخبراء البارزين في المجال الاقتصادي ورجال الأعمال المتحمسين للمعرفة سبل تمهد الطريق نحو عصر جديد من الفرص الاقتصادية المستديمة والشاملة.
وقالت المديرة التنفيذية ل"رادستارت تونس"، دوجة الغربي، أن اختيار محور تقاطع الاقتصاديات للنسخة الحالية من أيّام الابتكار وريادة الأعمال "مردّه الإيمان بأن تداخل هذه الاقتصاديات إلى جانب إمكانات المبادرة والابتكار والتجديد، التّي تحتويها، لها أثر إيجابي على مجهودات الحد من مشاكل البيئة والمشاكل الاجتماعية بشكل عام".
وذكرت أن تونس انخرطت في هذه الاقتصاديات، وخاصّة، في الاقتصاد الأخضر، الذّي يعنى بالفلاحة والفلاحة البيئية والايكولوجية والسياحة البيئية والاقتصاد الأزرق، الذي يعنى بالمياه والمحيطات والاقتصاد البرتقالي، الذي يعنى بالثقافة والإبداع والاقتصاد الاجتماعي والتضامني "الذي نأمل أن يتم تفعيل القانون المتعلق به في أقرب وقت". وذكرت الغربي أن "هناك العديد من المبادرات في الاقتصاد الأخضر والأزرق والدائري في تونس".
ومن جانبها قالت وزيرة البيئة والتنمية المستديمة، ليلى الشيخاوي أن " الاقتصاديات بما فيها الأخضر والأزرق والدائري إذا تقاطعت مع الابتكار يمكن أن تحمل حلولا للعديد من الإشكالات البيئية "وقد أظهر شبان تونسيون قدراتهم على الابتكار والإبداع في هذا المجال وهو ما يعطينا أمل في النجاح".
وأضافت وزيرة البيئة أن الحكومة تشجع الابتكار وتشجع الشبان، الذّين يحاولون تقديم حلول مبتدعة وسيترجم هذا التشجيع في قانون المالية". وأفادت أن جهودا يتم بذلها بالتنسيق مع وزارة التربية ووزارة التعليم العالي لبلورة برامج ولإدراج التربية البيئية بصفة مجددة في مناهج التدريس الرسمية، مع بداية سنة 2025، مع الأخذ بعين الاعتبار المشاكل البيئية الحالية على غرار التغيّرات البيئية وشحّ المياه".
يذكر أن الاقتصاد الأزرق يتمحور حول التجديد بما يتجاوز الوقاية والحفظ لضمان محافظة النظام البيئي على قواعده التطورية، أما بالنسبة للاقتصاد الدائري، فهو محوري في إطار التنمية المستديمة ومستوحى بشكل خاص من مفاهيم الاقتصاد الأخضر واقتصاد الاستخدام أو اقتصاد الوظائف والأداء والبيئة الصناعية.
ويسترد في إطار هذا النوع من الاقتصاد جميع المواد المستخدمة في تصنيع المنتج ومعالجتها وإعادة تدويرها قدر الإمكان في دورة الإنتاج في شكل مواد خام ثانوية أو طاقة. "بهذه الطريقة، من الممكن منع الاستخدام المفرط للموارد الطبيعية المستنفذة بهدف إنتاج السلع والخدمات مع الحد بشدّة من استهلاك وتبذير الموّاد الأوّلية ومصادر الطاقة غير المتجددة. الهدف هو إنتاج السلع والخدمات مع الحد بشكل كبير من إستهلاك وإهدار الموّاد الخام ومصادر الطاقة غير المتجددة"، حسب وزارة البيئة.
وتجدر الاشارة إلى أن الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الأخضر في تونس تهدف إلى تطوير الأنشطة الاقتصادية الحالية وخلق أنشطة خضراء جديدة في العديد من المجالات مثل الزراعة البيولوجية والسياحة الإيكولوجية والتنقل المرن والبنية التحتية المستديمة والبناء المستديم والصناعات الخضراء وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لدعم الخدمات البيئية مع دعم خيارات النجاعة الطاقية واستخدام الطاقة المتجددة وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي والإدارة المتكاملة لمعالجة النفايات.
وتستند هذه الاستراتيجية على أربعة مبادئ وهي تطوير نمو قوي ديناميكي وشامل ومبتكر وﻤتضامن وتقليل أثار تأثيرات تغير المناخ على الموارد الطبيعية والنظم البيئية المعرضة إلى جانب اعتماد نهج الحوكمة اللامركزي والتشاركي لتشجيع المبادرات المحلية وتحسين نوعية حياة المواطنين.
تعد "رادستارت تونس" شريكا للشركات الصغيرة والمتوسطة المبتكرة والشركات الناشئة ضمن النظام البيئي لريادة الأعمال في تونس وهي مسرعة أعمال تدعم رواد الأعمال لتحقيق أهدافهم وضمان التنمية المستدامة.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 278051