زياتين تونس المعمرة بعدسة الفنّان الفوتوغرافي نجيب الشك محاولة للتحسيس بالمحافظة عليها وتثمينها

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/646a02b6ab5e22.03733258_emnpjlfhoqgki.jpg width=100 align=left border=0>


"زياتين تونس المعمرة" عنوان معرض للصور الفوتوغرافية للفنّان نجيب الشك ، يحتضنه رواق المركب الثقافي بالمنستير من 20 ماي الجاري وإلى غاية 3 جوان 2023.

معرض يحملنا فيه الشك فيرحلة فريدة لإكتشاف "أمّة الزياتين المعمرة المنتشرة في ربوع البلاد التونسية من شمالها إلى جنوبها حيث تبرز عدسة الشك حركة الزياتين عبر مختلف أشكالها فجاءت في كثير من الأحيان شبيهة بأشكال بشرية (أرجل الإنسان وجه طفل، جسم انسان، جسم إمرأة وأعين أو شكل حيوان) .

...

وتروي هذه الزياتين المعمرة تاريخ البلاد التونسية منذ أكثر من 3 آلاف سنة فهاهي زيتونة الشرف بالهوارية ذات 2500 ربيعا تشهد على عراقة الحضارة التونسية فهي حافظة لذاكرة الأيادى التي غرستها ورعتها على مر العقود والحضارات التي عرفتها أرض الخضراء لتظل واقفة بكلّ شموخ

وتبدو هذه الزياتين المعمرة حافظة لذاكرة تلك المرأة التونسية التي كانت تتكبد المصاعب لجلب المياه العذبة من العين في قلة تضعها على رأسها أو طفلها الذي تحمله على ظهرها وهي تعمل في الحقول


وتذكر هذه الزياتين بقدم نشاط زراعة الزياتين في بلادنا وما شهدته من تطور اقتصادي منذ أزمان غابرة فهي تراث وطني عظيم يمثل جزء من الهوية الوطنية وينتظر المحافظة عليه وتثمينه في مسلك سياحي بيئي قادر على أن يُعرف الأجيال الناشئة بعظمة تاريخهم وأن يخلق مواطن شغل للأجيال الشابة من الباحثين وغيرهم ويدر المداخل على البلاد بترويج منتوج سياحي فريد يتهافت عليه السياح الذين لم يعد جلّهم يكتفي بالبحر ومسبح النزل ومطعمه ولا يكاد العديد منهم يغادر نزل الإقامة.
وكانت فكرة الاشتغال على زياتين تونس المعمرة خامرت نجيب الشك منذ سنوات عندما اكتشف في جربة "أشجار زياتين غريبة" فقدر أنّه لابّد أن تكون هناك زياتين مثلها في باقي البلاد فأصبح يبحث عنها في مناطق الجمهورية لتنظيم معرض للتحسيس بأهمية هذا الموروث الحضاري والمحافظة عليه وتثمينه.
وفي أحد الأيام صعق هذا الفنّان عندما سمع بأنّ الزياتين الهرمة يقع قلعها ليس فحسب بسبب الزحف العمراني بل بطلب من وزير فلاحة كان يحث الفلاحين على قلعها وتعويضها بزياتين موردة من اسبانيا تعيش عشرة سنوات فقط وتمرر عدوى أمراضها إلى زياتيننا التونسية حسب الشك متسائلا "كيف سيقع قلعها فهي ذاكرتنا فالقائد حنبعل قبل حرب زاما زرع 60 ألف زيتونة في منطقة الساحل".
وإنّ اشتغل نجيب الشك سابقا على جمالية الصحراء وشط الجريد والتراث الطبيعي التونسي غير أنّه هذه المرّة لم يكن همّه إبراز جمالية تراثنا بقدر ما هو نضال من أجل حماية زياتيننا التونسية المعمرة الحاملة لذاكرتنا وهويتنا ومصدر ثروة عظيمة.

وحرص المركب الثقافي بالمنستير على احتضان هذا المعرض الفريد الذي يتضمن 50 صورة فوتوغرافية في أحجام مختلفة كبيرة جعلتنا نغوص في خفايا شجرة الزيتون التونسية المعمرة التي تروي لنا ما عاشته من صعوبات السنين وفق مدير المركب فهد بنحمودة.

وبرمجة هذا المعرض يتنزل ضمن تثمين الزيتونة في شهر التراث وهو لفتة أيضا إلى وزارة الفلاحة للإهتمام بالزياتين المعمرة والتي أعطت الكثير من خيراتها لتونس وشعبها حسب المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالمنستير شكري التليلي مؤكدا أنّهم يسعون ضمن لا مركزية الثقافة على أن تحتضن دور الثقافة الأربعة عشرة بالجهة هذا المعرض باعتباره هامّ جدّا وفيه تقنيات فنية عالية.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 266954


babnet
All Radio in One    
*.*.*