مهرجان "كان" 2023: كوثر بن هنية تخوض غمار المنافسة على السعفة الذهبية بفيلم "بنات ألفة"
احتضن قصر المهرجانات والمؤتمرات في "لاكروزات" بـقرية "كان" العالمية، مساء أمس الجمعة العرض العالمي الاول للفيلم التونسي "بنات ألفة" للمخرجة كوثر بن هنية التي تتنافس على جائزة السعفة الذهبية ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي (16 – 27 ماي 2023).
وقد شهدت قاعة "لويس لوميار" الكبرى التي تتسع لنحو 2300 مقعد، أمس الجمعة أجواء استثنائية بعد عرض فيلم "بنات ألفة"، حيث عبرت مخرجة العمل بكل حماس وتأثر عن حضورها في المسابقة الرسمية لهذا المهرجان العريق معربة عن سعادتها بكسبها هذا التحدي في مشهد صنفته الصفحة الرسمية للمهرجان ضمن اللحظات القوية والمعبّرة للمهرجان.
وقد شهدت قاعة "لويس لوميار" الكبرى التي تتسع لنحو 2300 مقعد، أمس الجمعة أجواء استثنائية بعد عرض فيلم "بنات ألفة"، حيث عبرت مخرجة العمل بكل حماس وتأثر عن حضورها في المسابقة الرسمية لهذا المهرجان العريق معربة عن سعادتها بكسبها هذا التحدي في مشهد صنفته الصفحة الرسمية للمهرجان ضمن اللحظات القوية والمعبّرة للمهرجان.
وتأتي هذه المغامرة الجديدة لكوثر بن هنية بعد أن كانت أولى مشاركاتها في مهرجان كان سنة 2014 بأول فيلم طويل في رصيدها وهو "شلاط تونس" قبل أن تواصل نجاحاتها في هذا الموعد السينمائي الدولي الهام، بمشاركتها في دورة العام الحالي (2023) وتتنافس مع الكبار على جائزة السعفة الذهبية في المسابقة الرسمية التي تجمع 21 فيلما سيقع الكشف عن الفائز بها يوم 27 ماي من قبل لجنة تحكيم برئاسة "روبن أوستلاند".
وتحمل كوثر بن هنية توقيع الفيلم الروائي "بنات ألفة" ككاتبة سيناريو ومخرجة كما تولت بنفسها عملية التركيب (المونتاج) وهو إنتاج مشترك تونسي فرنسي ألماني سعودي.
وعلى إيقاعات موسيقى أمين بوحافة، تروي كوثر بن هنية في هذا العمل قصة سيدة اربعينية اسمها ألفة أم لأربع بنات تعيش مأساة انتماء ابنتيها لتنظيم متطرف.
وتجمع المخرجة في هذا العمل الممثلة هند صبري (في دور البطلة ألفة) ونور قروي وإشراق مطر ومجد مستورة ، لتسليط الضوء من خلال هذا العمل الروائي الوثائقي على الفترة الممتدة بين 2010 و2020 في تونس بما تحمله من صراعات وتقلبات.
وفيلم "بنات ألفة"، خامس فيلم روائي طويل في رصيد كوثر بن هنية، هو العمل العربي الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية، وهو بمثابة رحلة لا تخلو من الأمل رغم العنف والتمرد في سرد لأحداث تعيد مساءلة المجتمع الذي نعيش فيه، وبعد عرضه في مهرجان كان السينمائي، ضمن المسابقة الرسمية، سيكون في قاعات السينما بداية من يوم 5 جويلية 2023.
وكوثر بن هنية المخرجة التونسية، واحدة من 7 نساء سينمائيات مشاركات في المسابقة وهن النمساوية "جيسيكا هوسنر" والفرنسيات "جوستين تريات" و "كاترين بريات" و"كاترين كورسيني" والإيطالية "أليس روفاشر" والفرنسية السينغالية "راماتا تولاي".
يعود أول ظهور لاسم كوثر بن هنية في مهرجان كان لسنة 2014 حيث شاركت في الدورة 67 بفيلمها الروائي الأول "شلاط تونس" الذي تم تقديمه في عرضه العالمي والدولي الأول يوم 15 ماي 2014 ذلك اليوم الذي ظل منقوشا في ذاكرة بن هنية وكل المتابعين للشأن السينمائي حيث ازدحم شارع "فيليكس فور" في قرية كان العالمية وتم اتخاذ قرار بفتح قاعة ثانية تبلغ طاقة استيعابها 460 متفرجا وتتضمن 3 شاشات عملاقة.
وتم عرض الفيلم آنذاك ضمن الأقسام المستقلة (لا المسابقة الرسمية)، بعد اختياره من قبل جمعية الأفلام المستقلة للتوزيع (التي أطلقت المسابقة منذ 1993) وهذه الجمعية عبارة عن مخبر لدعم أفلام السينمائيين سواء كانوا من فرنسا أو خارجها، وتوفر فرص التشبيك بين المؤلفين وصناع السينما من كل البلدان.
وبعد ثاني أفلامها الطويلة سنة 2016 "زينب تكره الثلج" أخرجت كوثر بن هنية ثالث أعمالها وهو "على كف عفريت" الذي سجل اسمها بأحرف من ذهب ووضعها على طريق العالمية حيث تم اختياره للمشاركة سنة 2017 في المسابقة الرسمية للدورة 70 لمهرجان كان ضمن قسم "نظرة ما" وهي ثاني أهم مسابقة في مهرجان كان السينمائي (هو أحد أقسام المسابقات الموازية الذي يسلط الضوء على الأعمال السينمائية ذات الخصوصية والتفرد من حيث المضمون والجماليات).
وقد حاز الفيلم آنذلك جائزة أحسن إبداع صوتي وقد كان بإمضاء الموسيقار أمين بوحافة.
وسنة 2018 نالت الممثلة مريم الفرجاني إحدى بطلات هذا الفيلم، جائزة أفضل ممثلة في الدورة الثانية لجائزة النقاد التي يمنحها مركز السينما العربية وذلك على هامش الدورة 71 لمهرجان كان السينمائي.
كما تم ترشيح هذا الفيلم لتمثيل تونس في جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي بلوس أنجلس لسنة 2019.
وفي سنة 2021 تم اختيار المخرجة كوثر بن هنية لعضوية لجنة تحكيم الأفلام القصيرة ومسابقة أفلام مدارس مؤسسات السينما (وهو قسم يعنى بتنوع الإبداعات الشبابية والتوجهات السينمائية المستقبلية)، كما فازت بجائزة النقاد لأفضل سيناريو عن فيلمها الطويل "الرجل الذي باع ظهره" هذا الفيلم الذي أنتج سنة 2019 وشارك في مهرجان البندقية السينمائي 2020 (نال جائزة أحسن ممثل) وتم اختياره لتمثيل كل العرب في القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية (2019).
وتواصل تألق المخرجة التونسية كوثر بن هنية حيث تم اختيارها في السنة الموالية (2022) لتترأس لجنة تحكيم "أسبوع النقاد" (وهو قسم مستقل، ليس ضمن المسابقة الرسمية وتنظمه النقابة الفرنسية لنقاد السينما) الذي تأسس منذ سنة 1962 ويكرم أول وثاني أفضل روائي طويل في رصيد صاحبه من مختلف بلدان العالم.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 266917