تطاوين: موسم الجز ..عرس الثروة الحيوانية السنوي وتواصل اهدار كميات وافرة من الصوف في غياب وحدات التثمين

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/64578b474c26b3.86322282_jfnepikholqgm.jpg width=100 align=left border=0>


انطلق بولاية تطاوين، موسم الجز الذي يحظى باهتمام كبير من قبل المربين والمواطنين وهو يسمى ايضا "عرس الغنم"، ويعتبر مناسبة تقليدية سنوية بارزة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، ويحتل موسم "حصاد الثروة الحيوانية" ابرز الانشطة الفلاحية المتوارثة في الجهة، اعتبارا لشساعة المراعي الطبيعية والتربية الانتشارية التي حذقها ابناء الجهة على مر العقود الماضية فضلا عن المردودية العالية زمن المواسم الممطرة للثروة الحيوانية بالجهة.

وتعددت لهذا الغرض بالمراعي الطبيعية في منطقتي الوعرة والظاهر، حضائر الجز، ويختار صاحب الماشية، المهرة من المتمرسين والقادرين على القيام بعملية الجز على اساس السرعة وعدم الضرر بالشاة المراد جزها، ويتجاوز عدد رؤوس الماشية في الجهة نصف مليون راس من المجترات الصغرى (منهم 350 الف راس من الضان) وحوالي 20 الف راس من الابل واكثر من 300 راس من الابقار، وهو ما يجعلها تتقدم في انتاج اللحوم الحمراء المقدرة بحوالي 6 بالمائة على المستوى الوطني.

...

ويتميز موسم الجز في الجهة، رغم سنوات الجفاف المتتالية، بخصوصيات وطقوس قديمة يحرص المربون على احيائها والحفاظ عليها، منها "روح التعاون" او ما يعرف محليا "بالفزعة" والرغاطة"، وتعني المناداة للمشاركة الطوعية في حضائر الجز، حيث يتم الاعلان عن موعدها ومكانها، ويحمل كل متطوع يلبي النداء معه "جلمه" ( المقص الخاص بجز الصوف)، و يستعد صاحب الحضيرة من جهته بتوفير متطلبات المناسبة من خلال اعداد خيمة او اكثر وذبح شاة او اكثر واعداد المادبة (عادة كسكسي) وتحضير "البسيسة" التي تحظى بمكانة خاصة في هذه المناسبة.

ويحرص المربون على اتمام عملية الجز بداية شهر ماي من كل سنة، اي حالما تمر برودة الطقس وترتفع الحرارة التي تؤثر سلبا على الشاة بسبب كثرة صوفها ، كما يتم في هذه الفترة فصل الصغار عن امهاتها لتستعد لفترة حمل جديدة.

ومما تثير الاهتمام في عملية الجز، عدم تثمين الكميات الوافرة من الصوف، عالية الجودة بالنسبة للرؤوس الفتية التي تم جمعها، حيث يترك الكثير من المربين الصوف في مواقعها اكداسا تتلاشى بفعل الرياح بين الكثبان والوهاد، في حين ان جزة الصوف، التي تزن اكثر من 04 كلغ من الصوف الطبيعية، كانت تباع قديما باثمان مقبولة تساعد المربي على تنمية مداخيله، الا العائلات والحرفيات، عزفت في السنوات الاخيرة عن خدمة الصوف (غسل ونفش وغزل) والتى كانت تستخدم في مختلف الاغطية ( البرنوس والوزرة وافرشة ووسادات )، وتم استبدالها بمواد مصنعة ( قطن وموس)، ونفس الامر بالنسبة لشعر الماعز ووبر الابل ذات الجودة العالية.

وامام هذا الوضع، بادر ممثل المنظمة العالمية للعمل محمد اولاد سليمان بمساعدة الشركة التعاونية للخدمات الفلاحية " افاق" بقصر عون، السنة الفارطة، ببعث وحدة صغرى لتحويل الصوف في المراحل الاولى التي تسبق الغزل، ساهمت في استغلال جزء من الصوف المجمعة في منطقة الوعرة، ودعا في تصريح ل"وات" المستثمرين الى بعث وحدات اخرى في الجهة لتثمين الصوف والشعر ووبر الابل والاستفادة من مردوديتها العالية على المستويين المحلي والخارجي.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 266146


babnet
All Radio in One    
*.*.*