بيع الأسماك بـ"الدلالة" في جزيرة جربة.. غائب في السوق حاضر في الأذهان والوجدان
تحرير روضة بوطار - بحلول شهر رمضان، يتعمّق فقدان الأهالي في جزيرة جربة لمشهد الدلال متربعا على كرسيه الخشبي الطويل بسوق بيع السمك بجربة حومة السوق حاملا بين يديه ما يعرف محليا بـ"أشكاك" السمك، وهو ينادي بصوت مرتفع يقطع صمت حرفاء يتوافدون بكثافة لشراء السمك بهزة رأس فقط ...
تلك الصورة غابت واقعا ولا تزال حاضرة وراسخة في اذهان كل ابناء الجزيرة فالمشهد سمة لا توجد الا بجربة حومة السوق عرفها اهلها، وفهموا تقاليدها، ومارسوها طيلة سنوات حتى تعوّدوا عليها، وألفتها اجيال وأصبحت فوق كل ذلك علامة سياحية مروّجة للمنطقة تستهوي مشاهدتها كل زائري الجزيرة من تونسيين او اجانب.
الدلالة هي طريقة لبيع الاسماك بالمزاد العلني تنطلق بتسليم البحّار منتوجه من الاسماك الى من يسمى الشكاك الذي يقوم بربط الاسماك في شك هو عبارة عن سلسلة ترصف فيها الاسماك الواحدة تلو الاخرى بسعيفة النخل فتبدو كالعقد او الحلقة المتماسكة، ومع الانتهاء من هذه العملية يتسلم الدلال اشكاك السمك ليتولى بيعها بالمزايدة بسعر افتتاحي ثم يرتفع بإشارة تحريك الراس للحرفاء الى ان يتوقف لدى احدهم فيظفر بما اختار من الاسماك.
لم يعد للدلال وجود داخل سوق بيع السمك ليس بقرار بلدي وفق توضيح مسؤول بلدي والذي أكد أن البلدية تشجع هذه الطريقة الطريفة والتي عرفت بها الجزيرة، حيث اسندت بعنون هذه السنة رخصتين لاثنين من الدلالة لمواصلة هذا النشاط لكن توقف هذه العملية كان اراديّا نتيجة عدم وجود بحارة لتزويد الدلال بمنتوجاتهم لبيعها بهذه الطريقة بسعر افتتاحي ثم المزايدة عليه، ولم يبق سوى ما يعرف بالقشارة او الوسطاء وهم التجا الذين يقتنون الاسماك بالجملة من البحارة ويبيعونها بسعر يضبطونه سلفا، وفق توضيح هذا الاطار البلدي.
تلك الصورة غابت واقعا ولا تزال حاضرة وراسخة في اذهان كل ابناء الجزيرة فالمشهد سمة لا توجد الا بجربة حومة السوق عرفها اهلها، وفهموا تقاليدها، ومارسوها طيلة سنوات حتى تعوّدوا عليها، وألفتها اجيال وأصبحت فوق كل ذلك علامة سياحية مروّجة للمنطقة تستهوي مشاهدتها كل زائري الجزيرة من تونسيين او اجانب.
الدلالة هي طريقة لبيع الاسماك بالمزاد العلني تنطلق بتسليم البحّار منتوجه من الاسماك الى من يسمى الشكاك الذي يقوم بربط الاسماك في شك هو عبارة عن سلسلة ترصف فيها الاسماك الواحدة تلو الاخرى بسعيفة النخل فتبدو كالعقد او الحلقة المتماسكة، ومع الانتهاء من هذه العملية يتسلم الدلال اشكاك السمك ليتولى بيعها بالمزايدة بسعر افتتاحي ثم يرتفع بإشارة تحريك الراس للحرفاء الى ان يتوقف لدى احدهم فيظفر بما اختار من الاسماك.
لم يعد للدلال وجود داخل سوق بيع السمك ليس بقرار بلدي وفق توضيح مسؤول بلدي والذي أكد أن البلدية تشجع هذه الطريقة الطريفة والتي عرفت بها الجزيرة، حيث اسندت بعنون هذه السنة رخصتين لاثنين من الدلالة لمواصلة هذا النشاط لكن توقف هذه العملية كان اراديّا نتيجة عدم وجود بحارة لتزويد الدلال بمنتوجاتهم لبيعها بهذه الطريقة بسعر افتتاحي ثم المزايدة عليه، ولم يبق سوى ما يعرف بالقشارة او الوسطاء وهم التجا الذين يقتنون الاسماك بالجملة من البحارة ويبيعونها بسعر يضبطونه سلفا، وفق توضيح هذا الاطار البلدي.
افتقد أهالي جربة كثيرا مشهد الدلال وخاصة في شهر رمضان، مثلهم مثل سوق بيع السمك الذي فقد علامة مميزة كانت تضيؤه وتشع به سياحيا، وتستقطب حرفاء من معتمديات مجاورة.
اما اليوم، فقد سوق بيع الاسماك رونقه الخاص واصبح دون حياة، وفق عديد المواطنين، الذين عبّروا عن حسرتهم لأفول صورة البيع بالمزايدة والتفاف الحرفاء حولها احيانا للشراء واحيانا لمتعة الفرجة، زادهم ألما الارتفاع المشط لاسعار الاسماك نتيجة توقف هذه الطريقة في البيع التي يعتبر البحارة المحرك الرئيسي لها، والذين باتوا يبيعون مباشرة منتوجهم للتجار او القشارة فور وصولهم الى الميناء تاركين السوق المركزية لهم.
وتختفي وراء ذلك عدة اسباب، فلكل طرف روايته ومبرراته، حيث يعتبر البحار أن نقل منتوجه الى السوق المركزية وبيعه بطريقة المزايدة أصبح مكلفا اذ يمر من الشكاك الى الدلال، فيما يجنّبهم بيع المنتوج بالجملة للتجار عناء عدة متطلبات.
أما التجار او القشارة فيرون أن أسعار بيع المنتجات البحرية معقولة وليس بها هامش كبير من الربح في ظل قلة المنتوج وتسويق كميات كبرى الى خارج الجزيرة.
وفي خضم كل هذا يجد المواطن نفسه أمام أسعار أسماك مشطّة في جزيرة يعتبر نشاط الصيد البحري بها مهما، ما دفع منظمة الدفاع عن المستهلك فرع حومة السوق إلى المطالبة بإعادة العمل بمنظومة الدلالة، وتحديد فضاء بسوق الجملة للاسماك يخصص للبيع المباشر من البحار الى المستهلك خلال شهر رمضان، واعادة النظر في عمليات تسويق المنتجات البحرية الى خارج الجزيرة، وذلك كمقترحات منها لحماية المقدرة الشرائية للمستهلك وتمكينه من الانتفاع من خيرات جربة.
غاب الدلال وبقي كرسيه الازرق المرتفع فارغا، في انتظار وقفة جدية من كل المتدخلين لاستعادته ولاعادة الحياة الى السوق المركزية للاسماك، واحياء عادة اصبحت من تراث الجزيرة لها خصوصيتها وطرافتها واثتت ركنا من متاحف جربة يتوقف عنده كل زائر ليفهم كنهه.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 264173