"أوروبيتش كلين أب" بكاب زبيب: جمع نحو 6 أطنان من الفضلات خلال يوم واحد

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/63280ccf36b985.32204916_lfinehpmogqkj.jpg width=100 align=left border=0>


كان شاطىء كاب زبيب من ولاية بنزرت، خلال نهاية الأسبوع الحالية، مسرحا لعملية تنظيف واسعة من قبل وفد من الاتحاد الأوروبي وجمعية تونس للرسكلة في اطار برنامج "أوروبيتش كلين أب" في إطار بادرة أوروبية موجهة للتحسيس بأهميّة المحافظة على المحيطات وخصوصا من التلوّث بالمواد البلاستيكية.

وأكّد رئيس جمعيّة تونس للرسكلة، حسام حمدي، بالمناسبة، التوصل إلى جمع 3 أطنان من الزجاج وطنين من النفايات غير القابلة للرسكلة و800 كيلوغرام من النفايات القابلة للرسكلة خلال الحملة، التّي تنتظم للسنة الثالثة على التوالي في تونس.
وتميّزت حملة 2022، كذلك، بإطلاق السلحفاة البحرية "صلّوحة" في البحر.
...


"كاب زبيب" ضحية موقعها الطبيعي الخلاب

يعتبر شاطئ "كاب زبيب"، الممتد على مسافة 3 كيلومترات، أحد الوجهات المفضلة للمصطافين في تونس، الذين يتوافدون عليه خلال الفترة الصيفية، التّي ما فتئت تطول، وصار الشريط الرملي الضيّق والرصيف فضلا عن الحواشي الصخرية، ضحيّة هذا النجاح، يرزح تحت أكوام من نفايات البلاستيك دنّست جمال الموقع.

تحت أشعة الشمس الحارقة، تجمّع يوم السبت 17 سبتمبر 2022، ما بين 400 و450 شخصا على الشاطئ التابع لبلدية الماتلين (ولاية بنزرت) لأجل فترة صباحية مرهقة. ونصب العشرات من المتطوعين من الجمعية التونسية للرسكلة وغيرها من الجمعيات المحلية، على غرار جمعيّة الغوص "موجة"، خيامهم ومعداتهم. وانقسم المتطوعون إلى فرق اعتمادا على أنواع النفايات البلاستيكية، التّي سيتم جمعها.

وانضم عدد من الديبلوماسيين والمسؤولين من الوفد الأوروبي والبلدان الأعضاء، الى هذه الحملة، مجهزين بأكياس بلاستيكية خضراء للنفايات القابلة للرسكلة وسوداء للنفايات غير القابلة للرسكلة ودلاء لوضع القوارير من الزجاج.

ومدّ حوالي 40 تلميذا من المدرسة الابتدائية بالماتلين يد العون للمتطوّعين لأداء هذه المهمّة الضخمة نظرا لكميّات النفايات الهامّة، التي تم إلقاؤها في المناطق المحيطة.

حتى وإن كانت القوارير البلاستيكية نادرة على الشاطئ، بفضل جهود "مجمعي البلاستيك"، تبقى أغطيتها والأكياس السوداء والزرقاء والمعلبات الغذائية وعلب البسكويت والسجائر الفارغة متناثرة ومنغمسة في الرمال.

"استهتار محبط"

"استهتار محبط" بهذه العبارات وصفت، نوران غانمي، 11 سنة، سلوك المصطافين. ولمواجهة هذا السلوك، أعربت التلميذة الودودة عن استعدادها للمساهمة في كلّ العمليّات الرامية إلى تنظيف المنطقة والبلاد.

وبحسب نوران فإنّ المحافظة على نظافة الأماكن العمومية ليس بالمهمّة الصعبة يكفي أن يتسلّح، كل شخص، بكيس بلاستيكي لجمع فضلاته أو تلك، التّي يتم التقاطها على الطريق.

وبالنسبة الرئيس المساعد للمهمّة بالوفد الأوروبي في تونس، فرانسيسكو أكوستا، الذّي كان حاضرا بكاب زبيب، فإنّه من المؤسف مشاهدة هذا الكم من الأوساخ ضمن مشهد يعد فريدا بالمتوسط.

وأبرز أكوستا، ل(وات)، أهميّة المحافظة على مثل هذه المواقع موضحا بأنّ ليس من هدف الإتحاد الأوروبي إعطاء الدروس، لكن من المهم التحسيس بحماية الشواطىء. "هذه السواحل، التّي هي لنا جميعا" خاصّة وأن البحر الأبيض المتوسط هو بحر شبه مغلق.

وبحسب المسؤول الأوروبي فإنّه من الضروري المراهنة على التحسيس وتربية الناشئة لأجل تغيير سلوكاتهم تجاه البيئة. ويمكن، في الأثناء، أن يساعد تسليط العقوبات على فهم التبعات الوخيمة على عدم إحترام البيئة .

وتقاسمت هذا الرأي، أمال السوري، أصيلة المنطقة. ولدى متابعتها للصخب، الذّي رافق عمليّة تنظيف الشاطىء، أعربت المتقاعدة، التّي اختارت الاستقرار بكاب زبيب بعد سنوات قضتها خارج البلاد، أن من شأن العقوبات المساعدة على مواجهة استهتار المصطافين.

وأضافت أمال دون إخفاء إمتعاضها من كميّات النفايات، التّي يتركها المصطافون خلفهم، والتّي ما فتئت تزيد، "من الضروري أن تكون العقوبات المسلطة أقوى على أصحاب السوابق من الملوّثين".

وبحسب رئيس بلدية الماتلين، حمدي زغبيب، يتمّ جمع ما بين 3 و6 أطنان من النفايات كل أسبوع بشاطىء كاب زبيب من قبل أعوان البلدية.

ويطرح الزجاج وحطام القوارير إشكالا بسبب غياب وحدة لرسكلة الزجاج بالمنطقة، بحسب زغبيب.

"صلّوحة" تعود إلى بيتها

فضلا عن ذلك، تمكنت "صلّوحة"، السلحفاة، التّي يتراوح عمرها بين 20 و25 سنة، من العودة إلى بيتها ببحر كاب زبيب.
وقد علقت السلحفاة، من صنف كريتا كريتا، بشباك أحد الصيّادين بقابس. وتمّ الاعتناء بصلّوحة بمركز العناية بالسلاحف البحرية التابع لجامعة العلوم بصفاقس.

ورغم التحسيس بأهميّة عمليّة التنظيف، التّي تمّ تنظيمها أمس، السبت، فإنّ المنطقة الصخريّة بكاب زبيب "الجوابي" لا تزال تغمرها النفايات. ولا تزال بقايا العلب والقوارير الزجاجية متناثرة في كل مكان ما بين الصخور تشوّه جمال مشهد يقطع الأنفاس.

جزء من النفايات لفظها البحر، بحسب رئيس البلدية، الذّي وعد بالعمل على "تنظيف المكان يوما آخر بمساعدة الجمعيّات أو دونها".




   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 253209


babnet
All Radio in One    
*.*.*