المنستير: تقديم دراسة "البلاد التونسية في عيون الرحالة الألمان خلال العصر الحديث (1535-1881م)"

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/62efb520d18473.73058933_jhinmeloqpkfg.jpg width=100 align=left border=0>


"البلاد التونسية في عيون الرحالة الألمان خلال العصر الحديث (من 1535 إلى 1881 م)"، هو عنوان دراسة للباحث الجامعي عاطف سالم، قدمها مساء أمس السبت الجامعي حاتم الفطناسي، في اختتام مصيف الكتاب الذي نظمته المكتبة الجهوية بالمنستير من 26 جويلية إلى 6 أوت الجاري، وفق ما أفادت به "وات"، مديرة المكتبة الجهوية، نعيمة خليفة.

وجاء الكتاب في طبعته الأولى سنة 2021 عن دار "نقوش عربية" في 474 صفحة، وهو بالأساس أطروحة دكتوراه جامعية قدمها صاحبها في جوان 2020 في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة، وقسمه إلى ثلاثة أبواب، الأوّل تحت عنوان "الرحلة والاستشراق والرحالة الأوائل"، والثاني "رحالة القرون 17 و18 و19" ميلادي، والثالث "الرحالة الألمان.. دراسة في الاهتمامات والمناهج والأساليب".

...

وبيّن الباحث حاتم الفطناسي في تقديمه لهذا المؤلف، أنّ الكتاب بالأساس أطروحة دكتوراه، وأيضا "دراسة ثقافية وجسر للتفاعل مع الآخر الغربي الألماني، لجسر الهوة بيننا وبينه، من أجل إقامة علاقات ربّما تسعى إلى الندية أو إلى الفهم والتمعن وإقامة حوار بين الثقافات". وهو يقدم صورة لرحلات الألمان، وكشفا لملابسات الرحلة ودوافع كتابة الرسائل والكتب والصور واللوحات والخرائط التي أثث بها المؤلف بحثه، الذي وظف فيه عدّة آليات وأدوات علمية استمدها من الأدب والتاريخ والأنثروبولوجيا والجغرافيا وعلم الخطابات وغيرها.

ويحيط الكتاب، بحسب الفطناسي، "من خلال أبوابه وفصوله بموضوع الدراسة، ويقدم معارف عامة إلى جانب المعارف المختصة، وفيه تنوع ومراوحة وانتقال من أدب الرحلة إلى الاستشراق بأنواعه ووظائفه وغاياته ومقاصده، وهو يفيض على ما وضعه العنوان مما ساهم في تجذير المشغل العلمي في إطاره الفكري والزمني والتاريخي والجيوسياسي".

وأضاف أنّ الكتاب قراءة في الوثائق والأرشيفات، ولكن له عدّة أهداف أخرى، وهو يدخل ضمن اختصاص الجامعة التونسية بالتاريخ، باعتبار أنّ مؤلفه دارس تاريخ وليس دارس أدب، وهنا تكمن الطرافة في هذا العمل.

ويقدم الكتاب، حسب ما أفاد به "وات"، الجامعي المختص في التاريخ الوسيط، عبد الحميد سعيد، إضافة نوعية للبحث التاريخي من أجل معرفة بعض الجوانب من تاريخ تونس بعيون الآخر، الذي لم يكن يجامل، كالكتابات التي كتبت تحت إبط السلطة، ككتب أبي دينار أو ابن أبي الضياف، خاصة بالنسبة إلى فترة القرن السادس العشر التي تتسم بندرة وشح المعلومات المتصلة بها.

وظهر الاهتمام الألماني بتونس، حسب ما ذكره عاطف سالم في مقدمة كتابه، منذ بداية القرن السادس عشر، عندما بدأ الصراع والتنافس الأوروبي للسيطرة والتوسع في العالم الإسلامي. وقال في هذا الصدد "لقد أظهر الرحالة الألمان اهتماما كبيرا بتونس، حيث شارك في هذه الرحلات دبلوماسيون ومغامرون وباحثون جغرافيون، فصارت صورة تونس حاضرة بشكل دائم في المنشورات المكتوبة وتقارير الرحلة التي ألفها الألمان".

وتعطي مشاهدات الرحالة الألمان في مجملها ودراساتهم الدقيقة للمدن التونسية صورة حية وواضحة حول أحوال الإيالة التونسية الاقتصادية والاجتماعية السياسية خلال النصف الأوّل من القرن السادس عشر إلى الربع الأخير من القرن التاسع عشر، حسب ما خلص إليه المؤلف في الخاتمة العامة لدراسته. ويثير الكتاب العديد من القضايا والمسائل المتصلة بالعلاقة بين عالمي الشرق والغرب في عدّة محاور، منها القرصنة والديبلوماسية وإرساء القنصليات في كافة أرجاء البلاد التونسية.

كما يحاول مضمون هذا البحث الاستفادة من رصيد الأرشيفات وطرق مواضيع متجددة، في نطاق أعمال وموحاور تخص المدرسة التونسية في الدراسات التاريخية. يقول الباحث، في هذا الشأن، "نريد اليوم الخروج من المدرسة التاريخية التونسية نحو العالم، حتى نتناول مواضيع جديدة وجدية أخرى تخدم العالم العربي، وخاصة دول شمال إفريقيا".



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 251002


babnet
All Radio in One    
*.*.*