المنستير: عندما يتحوّل المرجين إلى سماد يرفع الإنتاجية وإلى مادة صديقة للبيئة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/62060c20125113.62018792_jpkhqmiglofen.jpg width=100 align=left border=0>


انطلقت قطرات المرجين البنفسجية اللون متناثرة من خلف جرار فلاحي وقع تجهيزه بدقة، لتعزف أنشودة المطر في تناغم مع خطوط طولية خطها العم يوسف زيان، صاحب معصرة وبعض الزياتين بالبقالطة من ولاية المنستير، الذي أصر على قيادة هذا الجرار بنفسه تحت أنظار أعضاء اللّجنة الجهوية لرش المرجين بالمنستير.

وتمسح ضيعة الزياتين التي تضمخت تربتها لأوّل مرّة بمادة المرجين هكتارين، أي أنّه وقع رشها بما يعادل 100 متر مكعب من المرجين. فالهكتار الواحد يتلقى 50 مترا مكعبا من المرجين، حسب ما أوضحه ل"وات"، التقني الأوّل في مكتب الأشجار المثمرة والزياتين بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية، محمّد وجدي كربية.
وسيقع بعد مرور ثلاثة أيام أو أربعة من عملية رش المرجين حراثة الأرض، حسب كربية، مبيّنا أنّ هذه العملية لا تكون سنويا. ففي السنة المقبلة لن يرخص لصاحب هذه الزياتين برشها، ولكن سيسمح له سنة 2024 وسنة 2026 وهكذا دواليك.
...


وتستغل اللّجنة الجهوية لرش المرجين مراقبتها المعاصر ومصبات المرجين قبل انطلاق موسم جني الزيتون، لتحسيس الفلاحين وأصحاب المعاصر بأهمية رش المرجين، وفق ما أفاد به "وات"، ممثل الوكالة الوطنية لحماية المحيط بولاية المنستير، محمّد الجزيري، موضحا أنّ المرجين يساهم في الترفيع من الإنتاجية، وتسميد التربة، ويخفف العبء عن صاحب المعصرة الذي تكون لديه كميات كبيرة من المرجين، ويقلص من ظاهرة السكب العشوائي من قبل بعض أصحاب المعاصر لمادة المرجين في الوديان وفي قنوات الصرف العمومي وعلى حواشي الطريق وفي ملك الغير.
ويضيف الجزيري أنّه بعد أن كان المرجين يمثل مصدرا كبيرا لتلوث المحيط والإضرار بالتربة، فقد "حولناه إلى مصدر تسميد وتحسين للطاقة الإنتاجية للزيتونة"، علاوة على أنّه يخفف العبء المالي عن صاحب المعصرة المطالب باقتطاع اشتراك لدى صاحب مصب لمادة المرجين، ومصاريف نقل المرجين إلى المصبات.
وتتطلب عملية رش المرجين طقوسا لابّد من احترامها لضمان نجاعتها، فمدّة إنتاج المرجين لا بّد ألا تتجاوز الأسبوع ليحافظ على خصائصه المفيدة، وأن تقع عملية الرش بعيدا عن أشجار الزياتين، وأن تكون الأرض منبسطة، وأن تكون في الفترة بين نوفمبر ومارس.
وتحرص اللجنة الجهوية لرش المرجين دائما على حضور أوّل عملية رش للمرجين لمراقبتها ولإسداء النصائح لصاحب الزياتين.
ويؤكد ممثل الوكالة الوطنية لحماية المحيط أنّهم سجلوا خلال السنوات العشر الأخيرة تقلصا في عملية السكب العشوائي للمرجين مع تحسين طاقة استقبال مصبات المرجين بالجهة، غير أنّ البعض مازالوا يخرقون القانون سواء بمواصلة السكب العشوائي أو بإنجاز مصب عشوائي غير مرخص فيه لتفادي المصاريف، من ذلك أنّه تم تسجيل حوالي 20 أو 25 مخالفة خلال الموسم الجاري.

ويتحدث يوسف زيان فيقول إنّه لأوّل مرّة يرش زياتينه هذه بمادة المرجين، غير أنّه سبق له تحت إشراف معهد الزيتونة أن رش زياتين أخرى له في منطقة الشرف بالبقالطة منذ سنة 2006 والتي أصبحت تربتها غنية بالكالسيوم، وهو يأمل أن ينسج الفلاحون على منواله.
من ناحيته، أفاد زهير قعلول، صاحب معصرة بالبقالطة، بأنّه رش خلال الموسم الحالي لأوّل مرة ضيعة زياتين على ملكه، بعد أن أقنعه صديقه يوسف زيان بفوائدها الإيجابية الملموسة.
وبيّنت رئيسة دائرة الإنتاج النباتي، منيرة الغربي سهلول، من جانبها، أنّ لرش المرجين فوائد بالنسبة إلى التربة حيث ترتفع المواد العضوية بها والبوتاسيوم والأزوت وتتحسن قدرة التربة على خزن الماء وتثمن الكائنات الحيّة المجهرية، مؤكدة أنّ تجربة رش المرجين في غابات الزياتين بولاية المنستير مثمرة خاصة عندما تكون صابة الزيتون طيّبة، حيث انطلقت الجهة سنة 2013 في عملية رش المرجين مع صدور الأمر عدد 1308 لسنة 2013 المتعلق برش مادة المرجين، على مساحة 50 هكتارا، وبلغت مساحات الزياتين التي وقع رشها خلال السنة الجارية 520 هك مقابل 280 هك في السنة الفارطة باعتبار أنّ الصابة كانت ضعيفة.
وتشهد الجهة تطورا في إقبال الفلاحين على رش الزياتين بالمرجين، وهي عملية تنطلق بتعمير الفلاح وصاحب المعصرة لاستمارة مطلب في الغرض.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 240901


babnet
All Radio in One    
*.*.*