استعرضت ايمان بكل دقة مراحل اعداد واحدة من الاطباق التي اختارتها في فقرات يوم التراث الجربي وهي الكسرة المرفوسة حتى لا تخرج عن مهرجان يحتفي بالخبز فجسمت عملية اعداد هذا الطبق التراثي بكل جزئياته وتفاصيله ومكوناته الطبيعية الصرفة دون اي مدخل لمصبرات او غيرها بطريقة شدت الانتباه وشوقت الحضور الى تذوقها ولما حان وقته طاب المذاق ونال الطبق الاعجاب بحسب الشهادات من مشاركين من ولايات اخرى ومن الخارج من سوريا ومن ليبيا.
تفاعل المشاركون ومن حضر من جمهور للمهرجان في هذه الدورة الخامسة التي ستتواصل حتى يوم غد السبت بمسابقات في اعداد الخبز ايجابيا مع خصوصية المطبخ الجربي سواء في اكلاته المعتمدة على الخبز او اكلات اخرى مختلفة لينتعشوا بالتراث الجربي الاصيل في اغاني تغنت بالجزيرة او بجمال المراة والبحر والطبيعة وبطاحات جربة في فقرة غنائية نسائية افتتحت كغيرها من مواكب الفرح بالجزيرة بالصلاة على النبي وفي ذلك دلالات كثيرة ومعتقدات دينية او شعبية.
وعلى انغام التراث الجربي انتظم العرس فخرجت العروس مزينة بالذهب والفضة وبملابس تقليدية تحمل كل قطعة منها اسما لا يفقهه ليس كبار السن فقط بل ايضا اغلب النساء اذ لا تزال المراة الجربية تحافظ على لباسها التقليدي في الافراح بالخصوص مثل محافظتها على اعداد الاكلات التراثية رغم تطورات الحياة المعاصرة والذوق الحديث وفق عدد من المشاركين في المهرجان.
مثل هذا اليوم الثاني من المهرجان الدولي للخبز بجزيرة جربة فرصة ثمينة عرف بالتراث الغذائي والغنائي والثقافي والباس التقليدي بالجزيرة اضفت رونقا على المهرجان واثرته وثمنت موروثا اصيلا يستطيع ان يكون مكونا هاما للسياحة ورافدا لها يستوجب التوثيق والحفظ في الذاكرة وهو ما يهدف اليه المهرجان وفق لطيفة خيري رئيسة جمعية نكهة بلادي.

واضافت لطيفة خيري ان تفتح الجمعية على الخارج وانفتاحها على العالمية بتركيز مكاتب لها في عدة دول يساهم في التعريف بالتراث التونسي والتسويق له في البلدان المتواجدة بها مبرزة ان المهرجان يعمل بالاساس على تثمين تراث الجهات فكان نصيب الاسد في هذه الدورة على تراث جزيرة جربة بعد ان اهتمت دورات سابقة بتراث عدة جهات في الشمال الغربي والساحل وفق محاور مختارة.
وتعمل هذه الدورة من المهرجان الى جانب تثمين تراث الجزيرة على ولايات الجنوب تطاوين ومدنين وعاصمته صفاقس من خلال استكشاف انواع الخبز بهذه الجهات للعمل على تثمينها في مجال الهواة والمحترفين وهو ما جاء لاجله هذا المهرجان الذي مثل في كل دوراته حلقة متواصلة من الاستكشاف والتبادل الثقافي والمعارف في مجال الطهو والخبز خصوصا الذي يمثل مخزونا عميقا انطلقت على تثمينه جمعية نكهة بلادي منذ سنة 2012 .