الحناشي: انحسار لافت لدور الأحزاب بعد 25 جويلية.. قيود التحرك الميداني... منطق البراغماتية

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/613dd72c200408.88411512_ilgphfonjkqme.jpg width=100 align=left border=0>


وات - بعد موجة من "الغليان" و"التهديد والوعيد" من قبل بعض الأحزاب، عقب إعلان رئيس الجمهورية، قيس سعيد، في 25 جويلية الماضي عن جملة من الاجراءات الاستثنائية، من بينها تجميد البرلمان، خفتت أصوات الأحزاب، باستثناء عدد قليل منها، مازالت محافظة على صوتها المعارض، مثل حزب العمال.

وبالرغم من إجماع أغلب الأحزاب على اعتبار الاجراءات الاستثنائية، مخالفة للدستور، وقبول البعض بها، في انتظار بقية القرارات، فإن ردود الفعل، لم تكن بالحجم المتوقع، ولم تتجاوز حدود إصدار بيانات محدودة العدد ومتباعدة التواتر. وبعد أن كان هناك تخوف كبير لدى التونسيين، في البداية، من الوصول إلى حالة صدام ومواجهة، خاصة مع أنصار حركة النهضة، إلا أن العدد الضعيف منهم الذين التحقوا بمقر البرلمان يوم 26 جويلية، والانشقاقات التي خرجت للعلن داخل هذه الحركة، أتت بغير ما ذهبت إليه التوقعات.

...

وفي تفسيره لانحسار هامش تحرك غالبية الأحزاب في ظل مشهد سياسي ومؤسساتي جديد لم تتكشف بعد كل مكوناته وماهية مآلاته، اعتبر أستاذ التاريخ المعاصر والمحلل السياسي، عبد اللطيف الحناشي، أن "الاجراءات الاستثنائية التي تمنع بالقانون، التجمهر، وكذا منطق البراغماتية السياسية، مثلا السببين الرئيسين اللذين جعلا حضور الأحزاب ضعيفا في موقع الفعل والتحرك الميداني"، مبينا أن بعض الأحزاب القديمة، التي يمكن وصفها ب"المناضلة"، مثل حزب العمال والحزب الجمهوري والتيار الديمقراطي، "حافظت على التعبير عن موقفها، من خلال البيانات، وبقيت موجودة كصوت نقدي منسوبه مرتفع".

وتحدث الحناشي في المقابل، في تصريح ل(وات) عن الأحزاب التي أطلق عليها تسمية "الأحزاب الطارئة"، وهي التي ظهرت بعد 2011، و"ليس لها تاريخ ولا فعل"، حسب تقديره، موضحا أن هذه الأحزاب الموجودة مؤسساتيا، وتلك التي لم تجد لها موطئ قدم، عجزت جميعها عن إيجاد حلول للخروج من الوضع الذي فرضته الاجراءات الاستثنائية، وتبين أنها لا تملك رؤية واضحة ومتكاملة لما يمكن تحقيقه.

وأضاف أن الأحزاب بمختلف أحجامها وقدرتها على التعبئة، لم تنزل فعليا بأنصارها إلى الشارع لأسباب عدة، من بينها الوضع الوبائي، والاجراءات الاستثنائية التي تمنع التجمهر، وكذلك اجتناب الاصطدام مع الطرف المقابل، مذكرا بالمناوشات التي حدثت في 26 جويلية بين أنصار الرئيس قيس سعيد وأنصار حركة النهضة وائتلاف الكرامة.

وبخصوص حركة النهضة، التي وصفت قرارات سعيد ب"الانقلاب"، ولم ينزل أنصارها للشارع خلافا لكل التوقعات، فقد أوضح أستاذ التاريخ المعاصر والمحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي، أن عدم استجابة القواعد لدعوة زعيمهم راشد الغنوشي بالالتحاق بالبرلمان، وتنامي الخلافات بين القيادة وجزء كبير من إطارات وشباب الحركة، إضافة إلى الخوف من الانزلاق إلى العنف في مواجهة قوات الأمن والجيش، هي من أهم الاسباب وراء التخبط الذي تشهده الحركة عقب 25 جويلية.

وأضاف أن الحركة فضلت رفع شعار الدفاع عن الديمقراطية بطريقة سلمية للحفاظ على الدعم الدولي، وهو ما تجلى من خلال عقد اللوبيينغ مع الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الاوروبي واستنجادها بالقوى الغربية لإيقاف العمل بالاجراءات الاستثنائية وعودة البرلمان، كما أنها تفضل الحديث عن "مظلمة جديدة" بعد ما تعرضت له في التسعينات.

وبين، في هذا السياق، أن الحركة، التي تنفي عن نفسها صفة العنف منذ 2011، وتحاول إقناع الرأي العام الدولي بأنها حركة سلمية مدنية تدافع على الديمقراطية، "لا يمكن أن تنزل إلى الشوارع وتصطدم بالقوات الأمنية والعسكرية التي تعرف حجمها وقوتها، وأن تدخل قواعدها في دوامة العنف"، مذكرا بأن قواعد الحركة "جربت في السابق المحرقة التي أصابتها في مواجهة السلطة، ولا يمكنها الانزلاق إلى التجربة ذاتها دون ضمانات النجاة".

وقال "إن خروج حركة النهضة والدستوري الحر، في موعدين سابقين، إلى الشارع، في ذروة انتشار وباء كورونا، كان في سياق مختلف، وأنه ربما يكون من بين أسباب تعجيل الرئيس قيس سعيد بإقرار الحالة الاستثنائية، لأن تلك التجمعات كانت بمثابة استعراض قوة ضد الدولة"، حسب تعبيره.

وعبر الحناشي عن تخوفه، في حال استمرار العمل بالاجراءات الاستثنائية، من التحركات داخل الجامعة، مع إمكانية تحريك بعض الأحزاب، ومن بينها حزب العمال، لقواعدها الطلابية.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 232258

Almokh  ()  |Dimanche 12 Septembre 2021 à 16:47           
تحليل بعيد عن الواقع


babnet
All Radio in One    
*.*.*