حالة الوعي التي يعيشها التونسيون خلال هذه الفترة: سلوك دائم ام هبة ستذروها الرياح

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5dac2292811494.22730021_oihneplmkqjgf.jpg width=100 align=left border=0>


وات - (بسمة الشتاوي ـ وات) - "انتابت" شريحة من الشعب التونسي حالة من الوعي المفاجيء خلال فترة ما بعد انتخاب الرئيس الجديد لتونس، قيس سعيد، اذ تصاعدت الدعوات على شبكات التواصل الاجتماعي الى تنظيف البلاد وتزيينها والى استهلاك المنتوجات التونسية قصد الترفيع في الدينار وتنمية الاقتصاد.

بدأت الحكاية بفكرة وأيقن عدد من الشباب أنه يمكن للحلم أن يتحول إلى حقيقة، فقد تم تكوين مجموعات مغلقة للتخاطب على شبكة الفايسبوك يدعو روادها الى تحمل المسؤولية في تغيير الاوضاع التي آلت اليها تونس سواء على مستوى غلاء المعيشة او الوضع البيئي المتردي او مختلف مظاهر الفساد.





ورغم استحسان البعض لحالة "الوعي المتصاعد" مقابل استهجان البعض الاخر لما يراه "سلوكا وقتيا مصطنعا"، الا ان اتساع هذه الموجة بسرعة كبيرة جعل العديد من الملاحظين يتساءلون عن سبب ظهورها وعن مدى ديمومتها وهل قد تؤدي الى بعض المظاهر السلبية.

"لا يتعلق الامر بهبّة مفاجئة، بل برزت مثل هذه الحملات سنة 2011 اثر الثورة، وتواصلت بعضها مثل "اكبس" و"ما نيش مسامح" وغيرها ... واخرها الحملات التي تناهض غلاء المعيشة وتدعو الى استهلاك تونسي" حسب تفسير الباحث في مجال علم الاجتماع محمد الجويلي.

وقال الجويلي"ان ما يميز الحملات هذه المرة هو ارتفاع وتيرتها وتنوع مضامينها"، مضيفا "عادة ما تبرز هذه الهبات عندما يكون هناك تغيير يحمل في طياته حلما شعبيا وما نراه اليوم هو عبارة عن اعلان لفيلم لتونس التي يريدها هؤلاء الشباب".

واعتبر ان الانتخابات جعلت هؤلاء الشباب ينخرطون في مثل هذه الحملات لتحويل الحلم الى اجراءات عملية وـواثبات التصاقه الوثيق بكل ما يهم الشان العام.

ويرى المختص في العلوم النفسية، نعمان بوشريكة، "ان انتخاب رئيس غير متحزب ومستقل يثق فيه المواطنون خلق حالة من الطوبائية (أو الرومانسية الحالمة) لدى الشباب التونسي، الذي اراد من خلالها اثبات قدرته على تحمل المسؤولية من جهة واقامة الدليل على وجاهة اختياره من جهة اخرى".
وفسر بوشريكة بالقول إن "فوز قيس سعيد "المستقل والنظيف" بالانتخابات الرئاسية دون الانتماء لحزب معين، خلق لدى هؤلاء الشباب، وعيا جماعيا، بضرورة تحمل المسؤولية ومساعدة رئيس لا يمتلك صلاحيات كبيرة، على المضي بالبلاد نحو الافضل".
وبين ان اختيار الالوان الفاقعة التي اختارها الشباب لتلوين الانهج والازقة والمستمدة من الوان "المرقوم" التونسي تعكس حالة الرومانسية التي يعيشها هؤلاء، مشددا على اهمية ان يتم التحكم في هذا المد إذ قد يؤدي الى الاعتداء على بعض المعالم التاريخية والاثرية.
واستطرد محذرا "ان هذه الهبات التي ظهرت لدى مجموعات من الشباب في شكل حملات للنظافة والتزويق يمكن ان تظهر لدى فئة اخرى في شكل احتجاجات واعمال عنف".

وذكر المتحدث أن بعض هذه المجموعات شرعت في الدعوة الى مقاطعة بعض القنوات التلفزية ومهاجمة عدد من المنظمات الوطنية والاحتجاج على بعض الادارات العمومية، قائلا "من الصعب تاطير هذا الحراك الجماعي، في الوقت الحالي، فعادة ما تولد القيادات من داخله".
واعتبر أن الرئيس قيس سعيد، الذي غيب حسب رأيه، في خطاباته مفهوم الدولة، رغم تاكيده على استمراريتها، هو الوحيد في هذه المرحلة القادر على التدخل لحماية البلاد من الانزلاقات التي يمكن ان تؤدي اليها هذه التحركات.

ويشاطر الجويلي بوشريكة هذا الرأي إذ اكد ان الحملة لا تحمل في طياتها مؤشرات الديمومة وهو ما يتطلب على حد تعبيره "مرافقة من قبل المجتمع المدني والدولة (رئاسة الجمهورية والحكومة)" لضمان تواصل هذه الديناميكية وتوظيفها لتحقيق اهداف وطنية كبيرة كغرس ملايين من الاشجار على غرار ما قامت به اثيوبيا.
ودعا الاعلام إلى إبراز الوجه الإيجابي لهذه الظاهرة حتى تكون تكتسب حالة الوعي هذه مواصفات الديمومة والاستمرارية وتصبح ثقافة شعبية وليست مجرد هبة مؤقتة قد تنتهي الى واقع اكثر رداءة مما كان عليه.




   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


11 de 11 commentaires pour l'article 191290

Lechef  (Tunisia)  |Dimanche 20 Octobre 2019 à 17:22           
Mais aussi ,
- Que chaque citoyen paie zibla et Kharrouba et l'impôt .
Et la prospérité sera garanti .

Lechef  (Tunisia)  |Dimanche 20 Octobre 2019 à 17:21           
@Sanfour dans tous les cas nous espérons tous que la Tunisie prospère - tguellaa- mais aussi pour faciliter tout ça , C'est vrai qu'il faudrait une lutte farouche contre la corruption , mais aussi....

MedTunisie  ()  |Dimanche 20 Octobre 2019 à 17:03           
انطلاقة جديدة و لم يتبناها الى اتجاه سياسي و لم تركبها او تعرقلها النقابات تبدو ملامح تنشيط الثورة من جديد

Falfoul  (Tunisia)  |Dimanche 20 Octobre 2019 à 15:01           
الثورة دخلت مرحلة جديدة من تحقيق أهدافها فما هي معالم ردة فعل الثورة المضادة ؟...

Falfoul  (Tunisia)  |Dimanche 20 Octobre 2019 à 14:49           
يا الله البلاد تسير نحو النجاح هذه حركة عفوية رمزية ... هذا الشباب الذي ينظف الشوارع سوف ينظف البلاد من الفساد و القوانين البالية و البيرقراطية و سوء التسيير و التكركير و الإظرابات الوحشية ... أصبح للشباب موقف حر و ليس متفرج في البلاد ... الحمد لله الهمة يا شباب ... ىالعمل ثم العمل ...

Karimyousef  (France)  |Dimanche 20 Octobre 2019 à 14:36           
الشباب بدأ يشعر انه يمتلك البلد و انه ليس كراى في بلده تونس.ولهذا شرع في حملة نظافة لأنه شعر ان الفضاء العام هو ملكه ايضا.

Karimyousef  (France)  |Dimanche 20 Octobre 2019 à 12:50           
Les actions de propreté entreprises par les jeunes montrent qu'il y a une appropriation de l'espace public par les jeunes .il y a une volonté de dire que ce pays leur appartient car jusqu'ici il y a un sentiment que l'espace public est la propriété de l'Etat dont l'entretien lui revient exclusivement.or la défaillance des services étatiques, encouragés parfois des syndicats,ont fini par convaincre les jeunes de prendre les choses en main et
ne compter que sur eux mêmes.
Ce mouvement citoyen est à encourager dans la mesure il représente une vraie révolution,on ne doit pas tout attendre de l'Etat nourricier mais chacun doit aussi contribuer à apporter des solutions.
le citoyen et l'Etat ne font qu'un.l'election de Saïd , considéré comme un des leurs,les a poussés à se reconnaître dans un État, perçu soudainement,proche d'eux et ils ont décidé de l'aider à leur tour.

Jraidawalasfour  (Switzerland)  |Dimanche 20 Octobre 2019 à 12:40           
الشبــــاب التونسي عاد الى الميدان بقوة ويريـــد.....العمل ..🛠..العمل 🛠.. و الإنتــــاج بعد التمرميد و فقدانه لمدة 8 سنوات الأمل في مستقبله و هروبه للمجهول...

Lechef  (Tunisia)  |Dimanche 20 Octobre 2019 à 10:54           
C'est conjoncturel. Ce sont des émotions très profondes - des intérieurs qui bouillonnent et se mettent en effervescence par des stimulations extérieures .
Bien que , c'est le rôle de l'état et ces actions prouvent des chevauchements à éviter .

Fessi425  (Tunisia)  |Dimanche 20 Octobre 2019 à 10:38           
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((الإيمان بضعٌ وسبعون أو بضعٌ وستون شُعْبة، فأفضلُها قولُ: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شُعْبة من الإيمان))

Mandhouj  (France)  |Dimanche 20 Octobre 2019 à 10:33           
هبة لها كل عوامل الاستدامة، إذا تضطلع مصالح البلديات بمهماتها على أحسن مما كان، و إن تضع الحكومة إمكانيات أكثر للمحليات. و الامكانيات الأكثر ليس بالضرورة مادية و بشرية مسقطة من فوق المركزي، و بتمويل مركزي. لكن بمراجعة سريعة و لو طفيفة، لقانون اللامركزية يخول صلاحيات أكثر للبلديات. الارتقاء بالعمل المحلي يمر بهكذا خطوات سياسية. الكلام يطول، و يلزم السياسي يفهم هذا. و سوف نرى المشهد البيئي يتغير لاحسن. و هذا سيكون له أثر كبير و متعدد ، على مستوى
حتى السياحة الداخلية و الخارجية. التغيير هو حالة وعي و قرارات شجاعة سياسية تتبعه. يلزم الحكومة تتعلم تسمع كلام المواطن الذي لا يتواجد على القنوات الاعلامية.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female